مخاوف الطلب على النفط تهيمن في الشرق الأوسط
واصلت أسعار النفط خسائرها اليوم الأربعاء إذ طغت المخاوف بشأن الطلب العالمي بسبب ضعف الزخم الاقتصادي في الصين والزيادة المحتملة في المخزونات التجارية الأمريكية على مخاوف الإمدادات من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
وبحلول الساعة 6.32 بتوقيت جرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو 40 سنتا، أو ما يعادل 0.44%، إلى 89.62 دولار للبرميل، بينما نزلت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم مايو 48 سنتا، أو 0.56%، إلى 84.88 دولار للبرميل.
تراجعت أسعار النفط حتى الآن هذا الأسبوع، حيث ضغطت الرياح الاقتصادية المعاكسة على معنويات المستثمرين، مما حد من مكاسب التوترات الجيوسياسية، مع ترقب السوق لكيفية رد إسرائيل على الهجوم الإيراني خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال محلل السوق في «آي جي» يب رونح: «مع حساسية أسعار النفط العالية للمخاطر الجيوسياسية، شهد الأسبوع الماضي بعض التماسك في مكانه من خلال الانتظار والترقب، حيث سيحدد رد إسرائيل ما إذا كان قد يكون هناك صراع إقليمي أوسع، مما قد يؤثر بشكل كبير على إمدادات النفط».
وأضاف يب: «في الوقت الحالي، قد يعكس الضعف في أسعار النفط على المدى القريب بعض التوقعات بأن التوترات ربما لا تزال تحت الاحتواء وأن منتجًا رئيسيًا آخر للنفط مثل المملكة العربية السعودية قد يتدخل لتخفيف أي صدمة في الإمدادات العالمية».
مؤشرات من أكبر مستورد نفطي في العالم
وفي الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، نما الاقتصاد بشكل أسرع من المتوقع في الربع الأول، لكن العديد من مؤشرات مارس، بما في ذلك الاستثمار العقاري ومبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي، أظهرت أن الطلب في الداخل لا يزال ضعيفا، مما يؤثر على الزخم العام.
وقال يب «بخلاف ذلك، فإن تراكم مخزونات الخام الأمريكية خلال الليل ومجموعة مختلطة من البيانات الاقتصادية من الصين أبدت أيضًا بعض التحفظات، إلى جانب المؤشرات الفنية في منطقة ذروة الشراء على المدى القريب والتي أدت إلى بعض عمليات جني الأرباح».
ارتفعت مخزونات النفط الخام الأمريكية الأسبوع الماضي أكثر من المتوقع بحسب محللين استطلعت رويترز آراءهم، وفقا لمصادر في السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأمريكي يوم الثلاثاء. ومن المقرر صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأمريكية، يوم الأربعاء الساعة 10:30 صباحا (1430 بتوقيت جرينتش).
في الشرق الأوسط، تم تأجيل الاجتماع الثالث لمجلس وزراء الحرب الإسرائيلي المقرر عقده يوم الثلاثاء لاتخاذ قرار بشأن الرد على أول هجوم مباشر لإيران على الإطلاق حتى يوم الأربعاء، حيث يتطلع الحلفاء الغربيون إلى فرض عقوبات جديدة سريعة على طهران للمساعدة في ثني إسرائيل عن تصعيد كبير..
ومع ذلك، لا يتوقع المحللون أن تؤدي الضربة الصاروخية والطائرات بدون طيار الإيرانية غير المسبوقة على إسرائيل إلى فرض عقوبات صارمة على صادرات النفط الإيرانية من قبل إدارة بايدن.
وفي الوقت نفسه، من الممكن أن تعيد الحكومة الأميركية فرض عقوبات نفطية على فنزويلا يوم الخميس، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى تضييق الإمدادات في السوق. يقول المحللون إن الأسعار يمكن أن تتداول بشكل جانبي في هذه الأثناء بسبب محركات السوق الحالية.
يرجح كلفن وونغ، كبير محللي السوق في «أواندا» أن تظل تحركات أسعار خام غرب تكساس الوسيط على المدى القصير محاصرة في نطاق جانبي بين 83.20 دولارًا و87.70 دولارًا بسبب عوامل متضاربة مثل مبيعات التجزئة المخيبة للآمال في الصين في مارس وعلاوة المخاطر الجيوسياسية التي لا تزال جيدة.
اقرأ المزيد:
التهديدات الإسرائيلية تقود أسعار النفط للارتفاع