إعلامي قطري بارز يعلق على تقييم وساطة الدوحة في حرب غزة
اعتبر الإعلامي القطري البارز ورئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية جابر الحرمي، يوم الخميس أن من حق الدوحة أن تعيد تقييم جهودها في الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس لوقف الحرب في غزة إذا رأت أن هناك استهدافا وإساءة لدورها.
جاء ذلك تعليقا على تصريحات رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والتي أكد فيها أن هناك ما سمّاه توظيفا للوساطة التي تقوم بها بلاده بين إسرائيل وحماس «لمصالح سياسية ضيقة»، مما دعا قطر إلى عملية تقييم شامل لهذا الدور.
وقال الشيخ محمد في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في الدوحة أن مرحلة تقييم الوساطة الحالية تشمل تقييم كيفية انخراط الأطراف فيها «لأن هناك استغلالا وإساءة مرفوضة، كما أن هناك مزايدات سياسية من بعض السياسيين من أجل حملاتهم الانتخابية من خلال الإساءة لدور قطر». وبينما أكد رئيس الوزراء القطري التزام بلاده بدورها، إلا أنه شدد على أن «هناك حدودا لهذا الدور والقدرة التي نستطيع أن نسهم بها في هذه المفاوضات بشكل بناء».
وقال الحرمي لوكالة أنباء العالم العربي «تصريحات رئيس الوزراء وزير الخارجية بالأمس لم تأت من فراغ، حيث نعرف جيدا الدور الكبير الذي قامت به قطر منذ بدء الحرب في قطاع غزة، وقطر بذلت جهودا جبارة نجحت في مراحل معينة، واستطاعت أن توقف العدوان وأن يكون هناك تبادل للرهائن وإدخال المزيد من المساعدات».
مصالح آنية ضيقة
لكن رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية أضاف «للأسف الشديد هناك أطراف أرادت المزايدة وأرادت الطعن في هذه الجهود لمصالح آنية ضيقة ومآرب انتخابية قريبة.. .قطر عُرِف عنها الجدية في المساعي والوساطات التي قامت بها وعُرِف عنها النجاحات التي حققتها في ملفات صعبة وفي مراحل دقيقة جدا، وربما الولايات المتحدة الأميركية تشهد بذلك في عدد من الملفات وما الملف الأفغاني إلا خير شاهد». وتابع الحرمي «لذلك من حق قطر اليوم بعد سبعة أشهر (من الحرب) أن تعيد تقييم هذه الجهود وإذا رأت أن هناك استهدافا وإساءات لها فستعيد تقييمها (للجهود)، خاصة إذا أتت من أطراف يفترض أنها داعمة (للوساطة)».
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان رئيس الوزراء القطري يمهد بهذه التصريحات لتوقف جهود الوساطة القطرية، قال الحرمي «كل الأمور واردة إذا ما رأت قطر أن جهودها تصطدم بواقع رافض أو لا يتجاوب مع المساعي النزيهة والحميدة التي تقوم بها».
قطر تقف على مسافة واحدة
وأضاف الإعلامي القطري «قطر طرف نزيه يقف على مسافة واحدة، ويسعى إلى إيجاد حل لوقف العدوان وليس حلا مؤقتا، لذلك إذا ما رأت قطر أن هناك اصطداما لهذه الجهود بأطراف تريد حلولا وقتية ولا تريد حلا شاملا لهذه القضية، فإن قطر يحق لها أن تعيد تقييم هذه الجهود وأن تتوقف وأن تترك الملف لأطراف أخرى، إذا كانت هناك أطراف جادة على هذا الصعيد».
وحول ردود الفعل بعد تصريحات رئيس الوزراء القطري، قال الحرمي «رأينا أن هناك من كان حريصا على دعم هذه المفاوضات، وأطرافا غربية ترى أن قطر هي خير من يقوم بهذه الوساطة». لكنه أشار إلى أن «هناك أطرافا أخرى لا تريد استقرارا للمنطقة ولا تريد حلا للصراع في المنطقة وتريد دعما لإسرائيل على حساب الدماء الفلسطينية وتحب أن تنسحب قطر وتريد أن تضع عراقيل في المساعي التي تقوم بها».
وحول الحملات الانتخابية التي قصدها رئيس الوزراء القطري، قال الحرمي «دون الإشارة إلى أطراف أو أشخاص أو سياسيين بعينهم، لكن سيكون هناك بعد أشهر قليلة في الولايات المتحدة الأميركية انتخابات، واليوم هناك مزايدات على من يدعم الكيان الإسرائيلي ومن يسعى إلى عرقلة جهود الوصول إلى حلول إيجابية تنصف الفلسطينيين».
اقرأ المزيد:
ماذا قالت السعودية بعد منع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة؟
الشرق الأوسط يستيقظ على تصعيد جديد.. «مسيرات» إسرائيلية تقصف وسط إيران