دبلوماسي روسي يكشف كواليس «فبركة»فيديو اعتقال صدام حسين.. وبكم باعه الأكراد للأميركان؟
كشف دبلوماسي روسي سابق، الجمعة، كواليس القبض على رئيس العراق الأسبق صدام حسين، حسب رواية شخصية عن تلك الفترة الذي كان خلالها سفيرا لموسكو في بغداد.
وتحدث سفير روسيا في العراق بين 2005-2008، فلاديمير جاموف، عن تفاصيل القبض على صدام واللقاء الفريد مع مقتدى الصدرالسفير الروسي جاموف يكشف عن الاسم السري لطارق عزيز وعلاقة الرئيس الراحل بالولايات المتحدة.
وأشار جاموف إلى أن القيادة العراقية وتحديدا صدام حسين ووزير الخارجية طارق عزيز «فهموا المعادلة وحاولوا بذل ما يمكن لدرئها لكن واقعيا، لم يكن لديهم القدرة على وقفها لأنه تم اتخاذ القرار بإطاحة النظام وإضعاف العراق وإخراجه من المعادلة في الشرق الأوسط».
وفي حديثه لبرنامج «قصارى القول» الذي تبثه «روسيا اليوم»، قال إن «روسيا بذلت محاولات لإقناع صدام حسين بالاستقالة. ومعروفة المحاولة الأخيرة التي بذلها يفغيني بريماكوف مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين في زيارته الشهيرة إلى بغداد»، مبينا أن «موسكو كانت على دراية تامة وعلى جميع المستويات بأنه من الضروري تجنب هذه الحرب، أو على الأقل تأجيلها».
المهمة الروسية في بغداد
ووصف المهمة الروسية في بغداد بأنها كانت محاولة أخيرة من موسكو لمنع الحرب، موضحا أنه «في مارس عام 2003، وصل إلى بغداد يفغيني بريماكوف. الشخص الذي كان يعتبر مرجعية للدبلوماسيين الروس العاملين في الشرق الأوسط، يحمل رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين وحسب ما أعلم، كان يحمل فكرة تنحي صدام عن السلطة وتشكيل ما يمكن تسميته مجلس دولة أو لجنة إدارية، بحيث تضم ابنه الأصغر قصي الذي كان محبوبا ومحترما في العراق، على خلاف الأخ الأكبر عدي».
وتابع السفير السابق: «اللقاء كان قصيرا، استغرق حوالي أربعين دقيقة، قدم خلاله الاقتراح الروسي، وإذ كان قد دعم هذه الفكرة عدد من الدول الأخرى»، كاشفا أن «صدام حسين ضحك وربت على كتف بريماكوف وقال سنتحدث عن هذا الموضوع لاحقا»، وعندما خرج، صرح طارق عزيز قائلا لبريماكوف «سترون بعد عشر سنوات كم كان قائدنا محقا».
وقال جاموف إن «طارق عزيز كان محللا بارعا وكان يمتلك خبرة جيدة في الشؤون الدولية. أظن أن عبارته تلك قالها للاستهلاك المحلي فقط. فقد كان بريماكوف والجميع يدركون أن صدام لن يوافق على الاقتراح».
عملية القبض على صدام حسين
وأضاف السفير الروسي: «عملية القبض على صدام وما تم بثه عبر التلفاز، أثارت الدهشة لدي ولدى البعثة الدبلوماسية لان الصور لم تكن تتوافق مع شخصية وطبيعة صدام حسين المعروفة وظهرت صور إخراجه من الحفرة بطريقة مهينة».
وتابع: «أما من ناحية الوقت فقد أشار الأميركيون إلى أن ذلك حدث في شهر أكتوبر، بينما ظهرت نخلة تحمل رطبا جنيا وهذا مخالف لنظام الطبيعة في العراق لذا، لم تجد هذه الفرضية قبولا لدينا، وقد أثارت الانقسام في دائرتنا الدبلوماسية حيث توصلنا إلى فرضية أخرى مفادها أن صدام حسين لم يتم القبض عليه بمساعدة الأميركيين، بل تم القبض عليه بمساعدة الأجهزة الأمنية في كردستان العراق بقيادة مسعود بارزاني».
وذهب إلى أن المعلومات «تفيد بأنهم قاموا ببيعه وأن الأميركيين اشتروه بثلاثين مليون دولار. فإذا كانوا قد دفعوا خمسة وعشرين مليون دولار للضباط الذين سلموا بغداد دون قتال، كما قيل فإن الحديث عن ثلاثين مليون دولار لشراء صدام لا يعد أمرا مثيرا للدهشة».
وأضاف السفير: «هذه مجرد إشاعات ولكن الإشاعات في الشرق ليست عابرة ولا توجد نار بدون دخان. وما يزيد الأمر أهمية أن هذه المعلومات كانت تتداول في مقاهي بغداد التي أثق بها وبالأخص».
اقرأ أيضا:
صدام حسين تخفى في ثياب إمراة عند دخول الكويت.. وارتعش رعبا ليلة القبض عليه في الحفرة
مرتضى منصور: مشكلة صدام حسين كانت «النفخة»
العراق: اعتقال شخصين «مجدا» نظام صدام حسين
وكشف: «التقيت بمقتدى، وجرى بيننا حديث مفيد.كان شابا في مقتبل العمر، درس الإسلام في إيران، وكان لافتا للنظر أنه الناجي الوحيد من سلالة الصدر، إذ قتل صدام حسين حتى والدته وخالته في نفس السجن الذي شنق فيه صدام حسين، هذا أولا. أما ثانيا، فكان هو الشخص الوحيد الذي قاوم الأميركيين، إلى درجة أن هناك معارك دارت بالقرب من النجف وضريح الخليفة علي بن أبي طالب. بشكل عام، تحدثت معه، وبعدها كان المطلوب العودة إلى بغداد».