محللون لـ«خليجيون»: غزة ضحية «قواعد الاشتباك»
حدد خبراء مجموعة من العوامل التي أزاحت أعين المجتمع الدولي عن المذابح اليومية في قطاع غزة، وعلى رأسها حسابات إقليمية خضعت خلال الأسابيع الأخيرة لـ«قواعد الاشتباك» بين إيران وإسرائيل، في ضوء التصعيد المتبادل، تزامنًا مع تضاؤل الجهود الإقليمية لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وخضعت المواجهات بين إسرائيل وإيران مؤخرًا إلى سياسية تغيير «قواعد الاشتباك»، من خلال التحول عن المواجهات غير المباشرة عبر الأذرع والمتحالفين إلى المواجهات المباشرة وفق قاعدة «أرض مقابل أرض»، وهو ما دفع التركيز الدولي والإقليمي لمحاولة تدارك مواجهات أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن طهران أشارت إلى أنها لا تعتزم الرد على ما يبدو أنها ضربة إسرائيلية يوم الجمعة، فإنَّ الهجمات المتبادلة أثارت مخاوف من اندلاع حرب إقليمية لا يمكن التنبؤ بها، والتي تسعى الولايات المتحدة إلى منعها. وشنت إيران هجومًا السبت الماضي، مستخدمة أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة، جرى تدميرها أغلبها، بواسطة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مدعومة بقوات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأردن.
حرف أنظار العالم عن القضية الفلسطينية
ويقول المحلل الفلسطيني رأفت النبهان إن «المجتمع الدولي انشغل عن القضية الرئيسية والأخطر، وهي في فلسطين التي يعاني جراءها ما يقرب من مليوني إنسان تحت القصف».
ويضيف النبهان في تصريح إلى «خليجيون»: «أوروبا وأميركا وجهوا اهتمامهم للدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي، حيث وضعوه في خانة الضحية بينما تناسوا الدمار القائم في غزة منذ أكتوبر الماضي». ويتابع: «الأمر لم يتوقف عن ذلك بل حاربت أميركا حق الشعب الفلسطيني في الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة مستخدمة (الفيتو) ضد هذا الهدف».
ولجأت الولايات المتحدة الأميركية، الخميس، إلى حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته الجزائر بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وبلغ عدد الأعضاء الذين صوتوا لصالح منح فلسطين العضوية الكاملة في جلسة عقدها مجلس الأمن اليوم، 12 دولة، في حين امتنعت دولتان عن التصويت هما بريطانيا وسويسرا، واعترضت الولايات المتحدة على المشروع.
جاء ذلك بالتزامن مع ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 34049 فلسطينيا وإصابة 76901 منذ السابع من أكتوبر، وفق وزارة الصحة في غزة يوم السبت، التي أشارت في بيان لها أن 37 فلسطينيا استشهدوا و68 آخرين أصيبوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
مسرحية هزلية
ويقول الخبير العسكري المصري حمدي بخيت لـ«خليجيون»: «نحن أمام مسرحية هزلية بين أميركا وإيران وإسرائيل، هدفها إشغال العالم عن القضية الدولية الرئيسية المتمثلة في العدوان الإسرائيلي على غزة».
ووسط غمرة التصعيد الإسرائيلي- الإيراني، حوّل العدوان الإسرائيلي على غزة مساحات شاسعة إلى أرض قاحلة مع بعض المباني المدمرة وأكوام الركام المنتشرة في كل مكان. وتسببت الحرب والحصار المفروض على قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2، 4 مليون نسمة، في أزمة إنسانية حادة وسط نقص شديد في المواد الغذائية والأدوية والوقود.وتحذّر الأمم المتحدة من أن الحرب والحصار على غزة تسببا في «مستويات جوع كارثية».
لكن جيريمي بوين، محرر الشؤون الدولية في هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» فيقول: «تستمر الكارثة الإنسانية في غزة، بعدما تحول الاهتمام الدولي عنها، ولكنه سيعود».
وأضاف «لا يزال الجيش الإسرائيلي يعمل في غزة ويقتل المدنيين. تصاعدت أعمال العنف القاتلة بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود في الضفة الغربية مرة أخرى. الحرب الحدودية بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن تتصاعد بسرعة».