قيادة حماس تبحث عن مأوى بديل لقطر.. سلطنة عمان في الصورة
تخطط قيادة حركة المقاومة الفلسطينية حماس لمغادرة قطر إلى وجهة جديدة، في ضوء التغيرات التي يشهدها ملف القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر، وسط أنباء ترددت خلال الأشهر الماضية، عن تعرض الدوحة لضغوط من أجل إبعاد قيادات الحركة.
التفاصيل التي ظلت تتردد خلال الأشهر الأخيرة، طفت على السطح بالتزامن مع تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية نقلت عن مسؤولين عرب قولهم إن القيادة السياسية لحركة حماس تبحث نقل مقرها من قطر إلى دولة أخرى.
نقل مقر قيادة حماس خارج قطر
المسؤولون العرب يقولون إن حماس، تواصلت في الأيام الأخيرة مع دولتين على الأقل في المنطقة لسؤالهما عما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادتها السياسيين إليهما.
وتربط التقارير بين فكرة مغادرة حماس الدوحة وتعثر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق المحتجزين، وهو ما يحمله الغرب إلى قيادة الحركة، بينما تقول حماس إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تظهر تعنتًا غير مبرر في جميع جولات التفاوض غير المباشرة بوسطاء إقليميين ودوليين. وتعتقد مصادر أن مفاوضات المحتجزين البطيئة قد تستمر لعدة أشهر، مما يعرض علاقات الحركة الوثيقة مع قطر ووجودها في الدوحة للخطر.
حماس تواصلت مع سلطنة عمان
وبحسب الصحيفة الأميركية، فقد تواصلت قيادة حماس مع سلطنة عمان لعرض فكرة نقل قيادة الحركة إليها، لكن المسؤولين في مسقط لم يستجيبوا لطلبات التعقيب على تلك المعلومات.
ونقلت الصحيفة عن وسيط عربي قوله: «لقد توقفت المحادثات بالفعل مرة أخرى مع عدم وجود أي إشارات أو احتمالات لاستئنافها في أي وقت قريب، كما أن انعدام الثقة يتزايد بين حماس والوسطاء».
وفي الأسابيع الأخيرة، مارس وسطاء من قطر ومصر ضغوطًا على ممثلي حماس لتخفيف شروطها، وفي هذا الصدد قال وسيط عربي للصحيفة الأميركية: «إن احتمال توقف المحادثات بالكامل أمر حقيقي للغاية».
قطر في صدد «تقييم» دور الوساطة
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أعلن الأربعاء، أن الدوحة في صدد «تقييم» دور الوساطة الذي تؤديه منذ أشهر بين إسرائيل وحركة حماس، وفقا لوكالة «فرانس برس».
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في الدوحة، قال محمد بن عبد الرحمن: «للأسف رأينا أن هناك إساءة استخدام لهذه الوساطة، توظيف هذه الوساطة لمصالح سياسية ضيقة».
وتابع: «وهذا استدعى دولة قطر بأن تقوم بعملية تقييم شامل لهذا الدور»، موضحًا: «نحن الآن في هذه المرحلة لتقييم الوساطة وتقييم أيضًا كيفية انخراط الأطراف في هذه الوساطة».
موقف أميركي
وقبل ذلك، أصدرت سفارة قطر لدى الولايات المتحدة بيانا قالت فيه إنها فوجئت بالتصريحات التي أدلى بها عضو الكونغرس الأميركي، ستيني هوير، عن أزمة الرهائن المحتجزين بقطاع غزة وتهديده «بإعادة تقييم» العلاقات الأميركية مع قطر.
وذكر النائب الديمقراطي أن قطر، التي تتوسط هي ومصر في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يجب أن تخبر حماس بأنه ستكون هناك «تداعيات» إذا «واصلت (حماس) عرقلة التقدم صوب الإفراج عن الرهائن والتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار».
وأضاف هوير في بيان: «ينبغي للتبعات أن تشمل قطع التمويل المقدم إلى حماس أو رفض منح قادة حماس حق اللجوء في الدوحة. إذا فشلت قطر في ممارسة هذا الضغط، فإن الولايات المتحدة لابد أن تعيد تقييم علاقتها مع قطر».
حماس ترد على اقتراح هدنة
وكانت حماس أعلنت، الأسبوع الماضي، أنها سلمت الوسطاء المصريين والقطريين ردها على اقتراح هدنة مع إسرائيل في قطاع غزة، مشددة على وقف دائم لإطلاق النار.
وأكدت الحركة في بيان على «التمسك بمطالبها ومطالب الشعب الوطنية التي تتمثل بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش من كامل قطاع غزة وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم، وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار».
وترفض إسرائيل وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا لقواتها المسلحة من غزة، كما أعلن نتانياهو عزمه على تنفيذ عملية برية في رفح جنوبي القطاع، معتبرا أن المدينة تشكل آخر معقل كبير لحماس.
اقرأ أيضًا:
إعلامي قطري بارز يعلق على تقييم وساطة الدوحة في حرب غزة
تمر بمرحلة حساسة.. رئيس وزراء قطر يعلق على مفاوضات الهدنة بتصريح غامض
سيناتور أميركي يهدد بإعادة تقييم العلاقة مع الدوحة.. كيف ردت قطر؟