معلومات سرية مثيرة حول علاقة حاكم المطيري وأردوغان
كشف تقرير حديث معلومات مثيرة تتعلق بتوفير السلطات التركية الحماية لرئيس حزب الأمة المحظور حاكم المطيري، حيث تدخل الرئيس رجب طيب أردوغان بشكل شخصي لمنع ترحيل المطيري إلى الكويت.
وأشار تقرير نشره موقع «نورديك مونيتور» السويدي إلى أن المطيري، يقيم في تركيا منذ عام 2018، بعد القبض عليه لفترة وجيزة في ديسمبر 2023 بموجب مذكرة اعتقال أصدرتها الكويت، ولكن جرى إطلاق سراحه على الفور بعد تدخل من أعلى المستويات في إدارة أردوغان.
المطيري حصل على الإقامة في تركيا
يشيف التقرير إلى أن المطيري حصل على الإقامة في تركيا، حيث قدم الدعم اللوجستي لنشر الأيديولوجيات السلفية، وجمع الأموال وعقد اجتماعات مع مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة التركية.
في أبريل 2021، قضت المحكمة الجنائية الكويتية على المطيري بالسجن المؤبد بتهم عديدة، نتجت إلى حد كبير عن تسجيلات مسربة لاجتماع مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وكشفت هذه التسريبات الصوتية، التي كشف عنها في يونيو 2020، عن مخطط لزعزعة الأمن في منطقة الخليج ومصر.
بطاقة الهوية الأجنبية الصادرة إلى حكيم المطيري في تركيا
وفي التسجيل غير المؤرخ، أبلغ المطيري القذافي بنيته الإطاحة بالأسر الحاكمة في الخليج العربي وطلب الدعم من الدكتاتور الليبي.
وفي تطور مفاجئ، اعتقلت الشرطة التركية المطيري في إسطنبول في 25 ديسمبر 2023. وكان من المقرر ترحيله إلى الكويت لقضاء عقوبته، وجرى نقله إلى مركز ترحيل في مقاطعة إزمير غربي تركيا.
أردوغان تدخل لمنع ترحيل المطيري إلى الكويت
وفي 26 كانون الأول، قرر الفرع الإقليمي للمديرية العامة للهجرة في إزمير وضع المطيري رهن الاحتجاز الإداري، ويخطط لترحيله إلى الكويت بموجب القرار رقم 3059744.
ومع ذلك، وبعد تدخل حكومة أردوغان في قضيته، تراجعت وكالة الهجرة عن قرارها في اليوم التالي، قبل منتصف الليل بقليل، وأطلقت سراحه. وصدرت له تعليمات بالتحقق من وكالة الهجرة مرة واحدة في الشهر.
إلغاء قرار الاحتجاز والترحيل الصادر عن وكالة الهجرة التركية
يشير العنوان المدرج في وثيقة وكالة الهجرة إلى أن المطيري يقيم في مجمع سكني فاخر يقع في منطقة باشاك شهير المحافظة في إسطنبول، وهي معقل لحزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة أردوغان. وتقدر قيمة الشقق المعروضة للبيع في نفس المجمع بملايين الليرات التركية، ويتم الإعلان عنها بشكل متكرر على أنها توفر الأهلية لبرنامج الجنسية.
المطيري اشترى ثلاث شقق في منطقة كاغيثان بإسطنبول، تقدر قيمة كل منها بحوالي 4 ملايين ليرة تركية
وبحسب ما ورد، فقد اشترى ثلاث شقق في منطقة كاغيثان بإسطنبول، تقدر قيمة كل منها بحوالي 4 ملايين ليرة تركية.
المطيري في طريقه للحصول على الجنسية التركية
وتسمح حكومة أردوغان للأجانب بالحصول على الجنسية التركية عن طريق شراء العقارات بقيمة سوقية محددة. ويبدو أن المطيري في طريقه ليصبح مواطنًا من خلال هذه العملية.
كشفت بطاقة تصريح إقامة المطيري منتهية الصلاحية، التي حصل عليها موقع «نورديك مونيتور»، أنه حصل على الإقامة من قبل وكالة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية في 12 ديسمبر 2020، لمدة عامين، وانتهت في 11 ديسمبر.
وتقدم المطيري بعد ذلك بطلب للحصول على الإقامة الدائمة بتاريخ 12 ديسمبر 2022، ضمن مخطط الاستثمار العقاري، وجرى الموافقة على طلبه، حيث قدم طلب الإقامة الدائمة المسجل تحت رقم 1984796-12-2022 إلى فرع وكالة الهجرة في أسنيورت بإسطنبول.
وبحسب التقرير، ساعدت حكومة أردوغان المطيري في إنشاء قاعدته العملياتية في تركيا، وسهلت اجتماعاته مع المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك رئيس مديرية الشؤون الدينية التركية (ديانت).
وتعتبر «ديانت» منظمة واسعة النطاق تشرف على ما يقرب من 90 ألف مسجد في تركيا وخارجها، ويعمل بها حوالي 140 ألف موظف. وتظهر الصور التي حصلت عليها «نورديك مونيتور» المطيري في مناقشات مع محمد جورمز، رئيس ديانت آنذاك، في مكتب الإمام الأكبر للحكومة في أنقرة في عام 2016.
طلب حكيم المطيري للحصول على الإقامة الدائمة
نشاط المطيري في تركيا
وجرى دعوة المطيري لإلقاء محاضرات في الجامعات الحكومية، وتوزيع كتبه المترجمة إلى اللغة التركية وجمع الأموال في تركيا، مقابل دعمه الصريح للرئيس أردوغان وحكومته. وفي كل حملة انتخابية، يصدر المطيري بيانات يؤيد فيها ترشيح أردوغان، ويصوره على أنه صراع بين تركيا المسلمة وخصومها في الغرب وروسيا، بحسب التقرير.
في أغسطس 2018، وسط التحديات المالية التي تواجه حكومة أردوغان، أكد المطيري أن تركيا تتعرض لهجوم من قبل الولايات المتحدة والغرب، معلنًا أنه من واجب جميع المسلمين مساعدة تركيا كجزء من الجهاد.
وياسين أقطاي، أحد قيادات الإخوان المسلمين التركية، وهو نائب سابق ومستشار لأردوغان، كان الشخصية الأساسية في إدارة شؤون المطيري في تركيا. ويقوم بتسهيل الاجتماعات مع المسؤولين الحكوميين ومعالجة أي مشاكل يواجهها المطيري في تعاملاته داخل تركيا.
تسجيل سري للتنصت على المكالمات الهاتفية
وكانت صحيفة «نورديك مونيتور» قد نشرت سابقًا تسجيلًا سريًا للتنصت على المكالمات الهاتفية يكشف كيف تدخل أردوغان شخصيًا في رفع حظر دخول المطيري في عام 2013، عندما حاول الداعية زيارة تركيا.
وجاء هذا الكشف خلال محادثة هاتفية بين رئيس ديوان أردوغان، حسن دوغان، الذي تلقى مكالمة هاتفية من أسامة قطب، ابن شقيق رجل الدين المصري سيد قطب، أحد مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين، في 26 سبتمبر 2013 الساعة 19:32.
وكان قطب يدعو إلى حل المشاكل المتعلقة بالمؤتمر المقرر عقده حول مصر في إسطنبول بعد عزل محمد مرسي من السلطة. وجرى إلغاء المؤتمر تحت ضغط من المملكة العربية السعودية والكويت، وكلاهما كانت لهما علاقات مستقرة نسبيًا مع الحكومة التركية في ذلك الوقت. تلقى منظمو المؤتمر إخطارًا من الشرطة قبل أيام من انعقاد الحدث يفيد بعدم منح الإذن بعقد المؤتمر.
دور ابن شقيق سيد قطب
وأوضح قطب أن المطيري هو الرجل الذي يقف وراء فكرة تنظيم مثل هذا المؤتمر في إسطنبول، وناشد قطب رئيس أركان أردوغان إعادة المؤتمر إلى مساره الصحيح. وكشف في المحادثة الهاتفية أيضًا أن المطيري واجه مشاكل على الحدود عندما حاول دخول تركيا في الماضي وأن أردوغان ساعده في حل مشكلة حظر الدخول.
وقال قطب لدوغان: «إنهم الآن مستعدون لهذا المؤتمر، وقد توصلوا إلى كل شيء، وتمت دعوة أكثر من 100 شخص من الخارج»، معربًا عن أسفه لأن الشرطة طلبت منهم إلغاء الحدث. وأضاف أيضًا أن مشرعين من حزب أردوغان مثل أمر الله إيشلر، نائب رئيس الوزراء السابق والمبعوث الخاص للرئيس التركي إلى ليبيا، شاركوا في الاستعدادات للمؤتمر.
وقال دوغان إنه سيتحدث مع رئيس المخابرات لمعرفة ما يمكن فعله بشأن المؤتمر. وفي مرحلة ما من المحادثة، سأل دوغان قطب عما إذا كان قد تحدث إلى «العم»، في إشارة إلى ياسين القاضي، وهو مواطن سعودي مصري المولد جرى تصنيفه في وقت ما على لائحة العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية وعقوبات الأمم المتحدة على تنظيم القاعدة.
وكان قطب يمثل مصالح القاضي التجارية والشخصية في تركيا ويعمل بشكل وثيق مع بلال، نجل أردوغان. وأشار قطب إلى أنه تحدث مع القاضي بشأن المؤتمر، وقال إن «العم» نصحه بعدم الاستمرار في المؤتمر إذا كان سيسبب الكثير من المتاعب لتركيا.
كما طلب قطب من رئيس ديوان أردوغان التدخل لتخفيف القيود المفروضة على رجل الدين الكويتي المطيري أثناء وجوده في تركيا. وقال إن الشرطة لم تسمح حتى للمطيري بتوزيع كتبه في الفندق الذي يقيم فيه.
وجرى تصنيف المطيري على أنه إرهابي من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين. وهو يقود حزب الأمة الكويتي، وهو منظمة سياسية تتبنى الأيديولوجيات السلفية.
يقول التقرير السويدي إن المطيري كان بمثابة مصدر إلهام للعديد من الجهاديين، بما في ذلك الملازم الثاني في سلاح الجو الملكي السعودي محمد سعيد الشمراني.
ونفذ الشمراني هجوما في أحد الفصول الدراسية في قيادة مدارس الطيران البحرية في فلوريدا في 6 ديسمبر 2019، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بالرصاص وإصابة ثمانية آخرين قبل أن يقتل في تبادل لإطلاق النار مع نواب الشريف.
اقرأ أيضًا:
المطيري وشرائح الطيور.. القصة الكاملة لاحتجاز مواطن كويتي في العراق