الجوع يحاصر السكان والحرب تأكل الأخضر واليابس.. .المأساة في السودان تخرج عن السيطرة
في وقت حذر فيه مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة عقدت بنيويورك، الجمعة، من أن الوضع على الأرض في السودان يتجه نحو طريق مسدود وصراع طويل الأمد يؤدي إلى انهيار السودان وتطال تداعياته المنطقة ككل، تطبق المجاعة على نحو 90% من السكان المحاصرين في مناطق القتال.
وحمّل متحدثون في جلسة مجلس الأمن قائدا الجيش وقوات الدعم السريع مسؤولية التدهور الذي آلت اليه الأوضاع في السودان، مشددين على الضغط على الأطراف المتحاربة لحملها على التفاوض.
وقال ممثل الولايات المتحدة السفير روبرت وود: «قبل عام واحد، أرسل جنرالان متنافسان جيشيهما إلى المعركة ووضعا السودان على طريق الموت والدمار والخراب المستمر حتى اليوم».
الناشط التطوعي السوداني عبدالحفيظ الغالي إبراهيم ينقل لـ #الحدث صورة المشهد الإنساني المأساوي في #الفاشر: مجاعة حقيقية تضرب المدينة بسبب النقص الكبير في الغذاء والدواء مع استمرار المعارك التي تعطل وصول المساعدات#السودان pic.twitter.com/UNEOhSqWhk
— ا لـحـدث (@AlHadath) April 20, 2024
وطالب الطرفان بوقف الحرب فورا والعودة إلى طاولة المفاوضات دون تأخير، مشيرا إلى الخطط الرامية لاستئناف المحادثات في مدينة جدة في أوائل شهر مايو، بتيسير من السعودية والولايات المتحدة، إلى جانب مصر والإمارات والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في إفريقيا «إيغاد» والاتحاد الإفريقي.
الأغذية العالمي: 90% من الذين يواجهون مستويات الطوارئ من الجوع
في المقابل أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الأحد أن 90% ممن يواجهون مستويات الطوارئ من الجوع في السودان محاصرون في مناطق القتال الدائر.
وأعرب البرنامج عن حاجته العاجلة إلى الوصول بشكل منتظم ودون عوائق إلى جميع المحتاجين في السودان.
وأشار إلى أنه تمكن من الوصول إلى 40 ألف شخص في شمال دارفور وإيصال المساعدات الغذائية، واصفا ذلك بأنه إنجاز بالغ الأهمية.
الفاو تحذر
في نفس الوقت حذر مدير مكتب الطوارئ والصمود لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، رين بولسن، من خطر المجاعة الذي يحوم على السودان، والنقص الحاد في التمويل، فيما يواجه عدد كبير من المزارعين صعوبة في الوصول إلى أراضيهم.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال بولسن، إن الصراع هو المحرك الرئيسي لأزمة الغذاء، إلا أنه أشار إلى أن الوضع صعب حتى في المناطق التي تتمتع ببعض الأمان والتي هي على الخطوط الأمامية لتغير المناخ.
وأوضح مسؤول الفاو أنه ثمة مجموعتين رئيسيتين من التحديات التي تواجه منظمة الأغذية والزراعة، هما التمويل والوصول. «يجب معالجة هذين الأمرين حتى نتمكن من منع المجاعة»، وأن الفاو تحتاج حالياً 104 مليون دولار لدعم ما يزيد قليلاً عن 10 ملايين سوداني في عام 2024، إلا أن التمويل حتى الآن بلغ أقل من 10% من المبلغ المطلوب، كما أن حالة انعدام الأمن الغذائي أسوأ هذا العام مقارنة بالعام الماضي. لذا فإن هذين المسارين يسيران في اتجاهات خاطئة.
#العربية تواصل رصد معاناة النازحين السودانيين في #تشاد .. تحذيرات عالمية من خطر مجاعة #السودان pic.twitter.com/9ghW7jXZPi
— العربية (@AlArabiya) April 18, 2024
الحرب تستعر
على الأرض اندلعت اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، منذ فجر الأحد، على ما أفادت مراسلة قناة «الحرة».
وقالت مصادر محلية بمدينة الأبيض إن الاشتباكات اندلعت بمنطقة حي «الوحدة 13» غربي المدينة.
وأفاد شهود عيان بأنهم سمعوا أصوات انفجارات ضخمة وإطلاق نار كثيف، فيما لا تزال أصوات الطلقات مستمرة، ولا توجد أي تفاصيل عن حجم الخسائر حتى اللحظة.
والأربعاء، قُتل نحو 25 مدنيا في اشتباكات مسلحة اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حسبما ذكرت منظمة حقوقية سودانية.
رسالة مصرية خاصة لأردوغان.. ماعلاقة ليبيا وسوريا؟
ملفات ساخنة وسيناريوهات القادم.. قمة عمانية إماراتية في أبو ظبي الإثنين