خليجيون| مٌسيرات إيران وإسرائيل تستحضر سيناريو «الناتو الشرق أوسطي»
أعاد التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل الأسبوع الماضي الحديث في دوائر بحثية واستخباراتية غربية عن «ناتو شرق أوسطى» ينطلق من منطقة الخليج، لكن محللين وخبراء رأوا ضرورة إنشاء «ناتو» عربي فقط لمواجهة الأخطار المحدقة.
يوم الجمعة الماضية، ترددت أصداء انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية فيما وصفته مصادر بأنه هجوم إسرائيلي، لكن طهران شككت في الواقعة وأشارت إلى أنها لا تعتزم الانتقام، وهو رد يهدف فيما يبدو إلى تجنب حرب على مستوى المنطقة.
الناتو العربي وإسرائيل حقيقة لمواجهة النظام الإيراني https://t.co/BnEZllKepY
— إيدي كوهين אדי כהן 🇮🇱 (@EdyCohen) April 20, 2024
ويشير النطاق المحدود للهجوم والصمت الإيراني حياله فيما يبدو إلى جهد ناجح من دبلوماسيين يعملون على مدار الساعة لتجنب حرب شاملة منذ هجوم شنته إيران بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل يوم السبت قبل الماضي.
لكن الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى فرزين نديمي قال في حلقة بحثية، يرى هذا التصعيد «سلط ا الضوء على ضرورة تعزيز التعاون الدفاعي الإقليمي لمواجهة التهديدات الجوية والصاروخية الأكثر خطورة بشكل فعال»، وأوصى الباحث كلا من أميركا وإسرائيل وغيرهما ممن وصفهم بـ« الشركاء الإقليميين» التركيز على توسيع «التحالفات الدفاعية الإقليمية وتعزيزها». ودعا إلى «بناء شبكات دفاع جوي وصاروخي قوية وتأكيد أهمية التحالفات مثل تلك التي تعطيها الولايات المتحدة الأولوية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ».
صاروخ استهدف العراق وهنالك بعض الروايات ان العراق يعد من الان لقادسية بايدن الجديدة
وهنالك اتفاقات عسكرية وقعها السوداني في سفرته الاخيرة..!! بيان رئيس الوزراء البريطاني الذي ربط بين الاردن والعراق كدول ستكون عماد الناتو العربي pic.twitter.com/IzvL2NBF4U— كريم بدر (@KarimBadir) April 19, 2024
ويبدو أن منطقة الخليج العربي، وتحديدا المملكة العربية السعودية محط أنظار الباحثين في معهد واشنطن في تأسيس التحالف، إذ تقول زوهار بالتي مديرة الأبحاث لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن «العلاقة المتنامية مع المملكة العربية السعودية توفر وسيلة واعدة بشكل خاص لإطار أوسع للسلام والأمن الإقليميين، مما قد يسهل عملية إعادة كبيرة لترتيب الصفوف لعزل إيران دبلوماسياً والحد من نفوذها في الخارج». معتبرة أن «التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والرياض بمثابة انتصار على إيران».
ويقول المفكر السياسي والخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د.عبد العليم محمد في تصريح لـ«خليجيون» «حتى وإن أخذ شكل التحالف الرسمي أو الناتو العربي أو الشرق الأوسطي، فإنه هدفه هو تكريس إيران كعدو نموذجي وإخراج إسرائيل من دائرة العداء».
فكرة الناتو العربي
ويرجع البعض فكرة «الناتو الشرق أوسطي» لحقبة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الذي جمع للمرة الأولى قادة الدول الخليجية في كامب ديفيد، واتفق معهم على دورية عقد هذه الاجتماعات، والعمل على خلق جبهة واحدة متحدة لمواجهة التحديات المشتركة سواء كانت إيران أو التنظيمات الإرهابية.
ثم دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى مشروع حلف ناتو في الشرق الأوسط الاستراتيجي «ميسا» أو «الناتو العربي»، كما اصطلح على تسميته إعلاميا، ويضم دول الخليج الست بالإضافة إلى مصر والأردن. وكان المُعلن أن هدف هذا التحالف هو «التصدي للتوسع أو العدوان أو التهديدات الإيرانية»، بالإضافة إلى التهديدات الإرهابية المحيطة بالمنطقة بشكل عام.
اجتماع شرم الشيخ
في يوليو 2022 نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية خبرا يتعلق بلقاء مسؤولين عسكريين أميركيين مع نظرائهم في كل من إسرائيل والأردن ومصر وعدة دول خليجية. ونسبت الصحيفة إلى مصدر مطلع القول إن الاجتماع عقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، وتناول استكشاف سبل التنسيق ضد تنامي قدرات إيران الصاروخية وبرنامجها للطائرات المسيرة.
وفي صيف العام الماضي، علقت صحف عربية على تزايد الحديث عن فكرة تدشين «ناتو عربي» أو «ناتو شرق أوسطي» قبيل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للسعودية، لكن المشروع لم يكتمل.
محاولة إيرانية للقفز على المنطقة
ورغم أن الباحث السياسي المصري الدكتور عمرو الشوبكي يستبعد إنشاء تحالف عسكري شرق أوسطى، لكنه يقول إن «العرب أحوج مايكون الآن إلى قوة عسكرية موحدة تحمي استقرار دولهم وتدافع عن مصالحها».
ويضيف «الشوبكي» في تصريح لـ «خليجيون» أن «فكرة قوة عربية مشتركة ستظل مطروحة بل وملحة عن أكثر وقت مضى لان هناك متغيرات على المستوى الإقليمي والدولي تستدعي وجودها، لافتا « الخليج العربي تحديدا محاط بقوى إقليمية قوية عسكريا وسياسيا».
فشل إيراني آخر
ويعدد الباحث السياسي المصري الأخطار التي تستدعي سرعة إنشاء التحالف العسكري العربي بتهديدات إيران لأمن المنطقة من خلال أذرعها بخلاف تهديدات دولة الاحتلال وقوتها العسكرية الغاشمة فضلا عن وجود تركيا كدولة إقليمية سياسيا وعسكريا.
كما يشرح الشوبكي أسباب فشل التحالف العسكري العربي رغم قدم الفكرة مفسرا أنه «على مستوى الخطاب العربي الرسمي الدول العربية تقدس الدعوة للتعاون العربي والتكامل والمصير المشترك لكن عند التنفيذ يقع الخلاف والتنافس بين الدول العربية وحول من يقود ومن يمول ومن يفكر، ناهيك عن محاولات الوقيعة بين الدول العربية قبل إنشاء أي كيان يدعم وحدة العرب ويصون مصالحهم.
بينما يرهن الخبير الاستراتيجي المصري عادل العمدة، في تصريح إلى «خليجيون» مدى نجاح القوة العسكرية العربية المشتركة أو أي تحالف عسكري بمدى الرغبة في إنجاحها من عدمه.
ويدلل الخبير الاستراتيجي على قوله بالإشارة إلى «نجاح فكرة حلف الناتو الغربي أو حلف شمال الأطلسي في حماية مصالح ومقدرات الدول الأوربية الأعضاء»، لافتا أن «نجاح الناتو العربي متوقف على مدى الرغبة والحماس لإنجاحه من الدول العربية»، لافتا أنه «على المستوي المادي والتسليح والتدريب فالدول العربية مؤهلة تماما لإقامة الحلف العربي بشكل قوي في غضون ساعات».