«خليجيون»| أردوغان أودع حقيبة أمنية واقتصادية في بغداد
حملت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق 5 ملفات مصيرية على رأسها التعاون مع بغداد لتشكيل جبهة عسكرية لمحابة حزب العمال الكردستاني، مدعومة باحتمالية إنشاء قاعدة عسكرية تركية.
في زيارة هي الأولى منذ عام 2011، أجرى الرئيس التركي محادثات في بغداد، مع نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس وزرائه محمد السوداني، تناولت العديد من الملفات الأمنية.
قاعدة عسكرية تركية في العراق
وتحدث الخبير في الشأن التركي محمد أبو سبحة عن «عدة ملفات في جعبة أردوغان خلال الزيارة، على رأسها وضع حدٍ لتهديد حزب العمال الكردستاني الذي يهدد الجمهورية التركية، ومنع تسلل عناصر هذا التنظيم إلى إسطنبول عبر العراق من خلال اتفاق أمني».
أبرز نقاط اتفاق إطار التعاون في مجال المياه، بين العراق وتركيا
••••••••••يهدف الاتفاق إلى:
● تطوير سبل التفاهم والتعاون في قطاع المياه، على مبدأ المساواة والنوايا الحسنة وحسن الجوار.
● وضع رؤية جديدة لتنفيذ مشاريع البنى التحتية والاستثمارية للموارد المائية في… pic.twitter.com/bsLvHrJyL2
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) April 22، 2024
كما يرجح أبو سبحة في تصريح إلى «خليجيون» عقد اتفاق بين أردوغان ورئيس الوزراء العراقي على إنشاء قاعدة عسكرية تركية في العراق لدعم القوات التركية في محاربة تنظيم حزب العمال الكردستاني.
مشروع «طريق التنمية»
ومن ضمن الأهداف سرعة إتمام مشروع «طريق التنمية» بين تركيا والعراق والإمارات، حيث أطلق العراق مشروعًا بقيمة 17 مليار دولار العام الماضي، لربط ميناء رئيسي للسلع على ساحله الجنوبي بالحدود التركية عبر سكك حديدية وطرق برية.
والأسبوع الماضي، أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو التوصل من خلال جولات مباحثات وزارية وفنية على مدى الأشهر الماضية إلى قرار تركي عراقي بإنشاء آلية مشتركة شبيهة بالمجلس الوزاري، لمتابعة المشروع.
ويعد مشروع «طريق التنمية» طريقا بريا وسكة حديدية تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، ويبلغ طوله وسكة الحديد 1200 كيلومتر داخل العراق. ويهدف المشروع إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج، بميزانية استثمارية نحو 17 مليار دولار.
ومن المرتقب أن يجرى إنجاز المشروع على 3 مراحل، تنتهي الأولى عام 2028 والثانية في 2033 والثالثة في 2050، والذي من شأنه توفير 100 ألف فرصة عمل كمرحلة أولى، ومليون فرصة بعد إكماله وإنجازه.
مذكرات التفاهم والاتفاقات التي جرى توقيعها في بغداد، اليوم 22 نيسان 2024، بين العراق وتركيا:
1-إتفاق الإطار الإستراتيجي بين حكومة جمهورية العراق والجمهورية التركية.
2- مذكرة اتفاق إطاري للتعاون في مجال المياه بين حكومة جمهورية العراق والجمهورية التركية.
3- مذكرة تفاهم مشروع… pic.twitter.com/tC5y63bGqC
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) April 23، 2024
استعادة صادرات النفط
ويرغب أردوغان في استئناف صادرات النفط من كردستان إلى العراق، يعود على تركيا بعائدات ضخمة، فضلاً عن حالة التنافس مع إيران في السوق العراقية، حيث ترغب تركيا في أن تكون بغداد مليئة بالمنتجات التركية.
استكمال مسيرة تحسين العلاقات
ويرى الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور بشير عبد الفتاح، أن أردوغان يجتهد لاستكمال مسيرة تحسين العلاقات مع دول منطقة الشرق الأوسط، والتي شهدت خلافا مع أنقرة منذ 2013 بعد دعمه جماعة الإخوان المسلمين.
وتابع عبد الفتاح في تصريح إلى «خليجيون»: «لقد خسر أردوغان لأكثر من 10 سنوات العلاقات مع مصر، بسبب احتضانه الأبواق الإعلامية للإخوان منذ 2013، بالإضافة إلى حالة الشد والجذب مع المملكة السعودية بعد مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي على الأراضي التركي، وسط اتهامات مباشرة من تركيا إلى المملكة بالتورط في مقتل خاشقجي، وهو ما أثار غضب الأخيرة تجاه أردوغان».
ويذكر الباحث بمركز الأهرام للداراسات السياسية والاستراتيجية أن أردوغان يحاول كسب ثقة السلطة العراقية لاسيما مع استمرار النشاط الأمني التركي في شمال العراق.
وكانت تركيا قد أعلنت في مارس الماضي بدء مرحلة جديدة من عملياتها العسكرية في شمال العراق، تستهدف شل قدرات «حزب العمال الكردستاني»، وإقامة حزام أمني بعمق يتراوح بين 30 و40 كيلومتراً في داخل الأراضي العراقية بحلول الصيف.
وأكدت أن عمليتها العسكرية (المخلب - القفل) المستمرة في شمال العراق منذ أبريل 2022، تشهد تكثيفاً أكبر، وأن وتيرة التنسيق مع بغداد ستزداد، وسيتم عقد اجتماع أمني جديد مرتقب.
وكان مقرراً أن يزور أردوغان العراق العام الماضي، إلا أن الزيارة تأجلت بسبب التطورات الأمنية على الحدود بين البلدين، وقرار محكمة فرنسية في مارس 2023 فرض غرامة قدرها 1.4 مليار دولار على أنقرة لصالح العراق لمخالفتها بنود اتفاقية تصدير النفط عبر الأراضي التركية الموقعة بين البلدين عام 1973.