«خليجيون» تفكك سيناريوهات اجتياح رفح
يترقب العالم عملية اجتياح رفح بعد تأكيدات إسرائيلية رسمية مؤخرًا بهذا الخصوص، فيما وضع محللون سياسيون وعسكريون سيناريوهات محتملة لتلك العملية، وعلى رأسها سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين العزل، فضلاً عن انتهاء العملية دون تحقيق أهدافها المرجوة في القضاء على المقاومة الفلسطينية.
تهديدات متواصلة
يقول المحلل السياسي الفلسطيني رأفت النبهان إن «التهديدات الإسرائيلية بالعدوان على رفح ليست جديدة، فهي متواصلة ومكررة من حكومة نتنياهو»، معتقدًا أنها «تأتي في ظل الأزمة المستمرة التي تقع فيها حكومة الحرب الإسرائيلية، في ظل فشلها بتحقيق أهدافها في قطاع غرة لليوم 201 على التوالي، حيث فشلت في القضاء على حركة حماس كما فشلت باستعادة أسرها العالقين بقبضة المقاومة والذين يبلغ عددهم 133 أسيرًا إسرائيليًا».
وأشار النهبان في تصريح إلى «خليجيون» إلى أن تلك التهديدات تتزامن مع أزمة نتنياهو وفشله بتحقيق أهدافه، وكذلك رفضه وقف إطلاق النار بغزة لعقد صفقة تبادل أسرى، نظرًا لتخوفه من انتهاء دوره السياسي في إسرائيل في حال انتهت الحرب، وتحميله المسؤولية عن هزيمة 7 أكتوبر الماضي، لذلك كله يهدد نتنياهو باجتياح رفح.
ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني أن التهديدات يتفرع منها السيناريوهات الثلاث التالية:
السيناريو الأول: الاجتياح المرجح
يستند هذا السيناريو إلى تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي تهديداته واجتياح رفح وارتكاب المزيد من الإبادة والجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين، وقتل المزيد من الأطفال والنساء، في ظل «صمت دولي مشبوه» لا يضع حدًا للجرائم الإسرائيلي، معتبرًا في الوقت نفسه أن هذا السيناريو آخر ورقة بيد نتنياهو، ولن يحقق منه إلا «مزيدًا من القتل والتدمير بمحافظة رفح دون تحقيق أي من أهدافه، حيث سيتكرر ذات الفشل الذي لاقاه عندما اجتاح جيشه شمالي القطاع ووسطه».
السيناريو الثاني: تراجع عن اجتياح رفح
يرجح السياسي الفلسطيني استجابة حكومة الاحتلال للضغوط الدولية بعدم العدوان على رفح، والعودة للمسار التفاوضي، و«ربما الوصول لصفقة ترتبط بدول عربية تطبع مع إسرائيل، وتحفظ لها ماء وجهها مقابل وقف الحرب على القطاع».
السيناريو الثالث: عمليات خاطفة
كما تنبأ النبهان بأن يكتفي الاحتلال الإسرائيلي على بشن عمليات عسكرية خاطفة بين الحين والآخر، وعمليات قصف على مناطق القطاع وتحول الحرب لمعركة استنزاف لإسرائيل.
ويتوقع الخبير العسكري المصري وقائد حرب الخليج الثانية اللواء محمد علي بلال سقوط الاحتلال الإسرائيلي في هزائم جديدة في رفح على يد فصائل المقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الحرب في غزة أثبتت استحالة هزيمة المقاومة.
يقول بلال في تصريح إلى «خليجيون» المقاومة الفلسطينية تملك شبكة أنفاق لا مثيل لها في العالم، ومن خلالها تباغت جيش الاحتلال الإسرائيلي ثم العودة إلى نقاط تمركزهم من جديد، وهو ما يرجح كفة تلك العناصر في المواجهات خلال الحرب، متوقعا في الوقت نفسه سقوط الآلاف من الشهداء في رفح.
رد فعل المقاومة
وبسؤاله عن الرد الفلسطيني المتمثل في حماس وبقية الفصائل المقاومة، يرى النبهان أنه «سيكون بالمزيد من الصمود والإصرار على مجابهة الاحتلال ورفض تقديم أي تنازلات يسعى الاحتلال لفرضها عبر العمليات العسكرية وعدوانه المتواصل»، مستكملا: «باعتقادي ستحول فصائل المقاومة المعركة لحرب استنزاف طويلة لجيش الاحتلال وشن حرب عصابات وعمليات نوعية على قواته وجنوده وأماكن تمركز وحداته داخل القطاع بالإضافة لاستمرار إطلاق القذائف والصواريخ على المستوطنات المحاذية لغزة والعمق الإسرائيلي».
غياب الضغط العربي الحقيقي
أما ردود الفعل من مصر والدول العربية، يرى أن مصر والدول العربية ستواصل رفض العدوان على رفح، والتحذير من تداعياته على الفلسطينيين، الذين يبلغ عددهم هناك أكثر ن مليون ونصف نازح ولاجىء، دون ضغط عربي حقيقي كالتهديد بتعليق معاهدات السلام مثلا، فإن إسرائيل لن تستجيب للدعوات العربية بل ربما يغريها ذلك للمضي قدما وتنفيذ تهديداتها ضد رفح.
اقرأ المزيد
الحوثيون يستهدفون سفينة أميركية في البحر الأحمر