مسار اجباري.. بريطانيا ترحل المهاجرين إلى رواندا
وسط تحديات قانونية وحقوقية، صادق الملك تشارلز الثالث على خطة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين في المملكة المتحدة إلى دولة رواندا.
وتزداد تكلفة الخطة مع استمرار تأخر الترحيل، ما يبدد حلم حزب المحافظين في إغلاق هذا الملف قبل الانتخابات العامة المقبلة، حسب (اندبندنت عربية).
بينما يرفض حزب «العمال» المضي في «خطة رواندا» إلا في حال أثبتت جدواها بنقل آلاف اللاجئين قبل وصول الحزب إلى السلطة.
وفور مصادقة القصر الملكي اليوم الخميس، لم يعد هناك نظرياًما يعيق تنفيذ "خطة رواندا" التي أقرها البرلمان أخيرا لترحيل المهاجرين غير الشرعيين من المملكة المتحدة.
إلا أن واقع الحال، يشير إلى أن « الطريق أمام إقلاع أول طائرة محملة بمهاجري القوارب إلى الدولة الأفريقية، معبدة بالأشواك.
ومن المحتمل أن لا تبصر الخطة النور في عهد حكومة حزب المحافظين التي يرأسها ريشي سوناك. أما بعد ذلك فمصيرها مرتبط بمن يسكن المنزل رقم 10 على ضوء انتخابات برلمانية لم يحدد موعدها حتى الآن.
لماذا لجأت المملكة المتحدة إلى خيار ترحيل المهاجرين غير الشرعيين
وأرجع وزير الخارجية ديفيد كاميرون، اللجوء إلى، فشل التعاون مع باريس في وقف ما يسمى بـ «هجرة القوارب» بين السواحل الفرنسية والشواطئ البريطانية عبر بحر المانش، و تعثر الوصول إلى اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبي بشأن إعادة المهاجرين، بعد تنفيذ «بريكست» وطلاق لندن وبروكسل في عام 2020.
700 مليون جنيه استرليني
تشير أرقام نشرتها صحيفة "ذا غارديان" إلى أن المملكة المتحدة دفعت لفرنسا أكثر من 700 مليون جنيه استرليني لوقف «هجرة القوارب» بين 2014 و 2024. كما أنه من المتوقع أن تنفق لذات الغرض أكثر من نصف مليار جنيه إضافية بحلول 2026.
فشل فرنسا
بينما فشلت فرنسا في منع أكثر من نصف القوارب التي حاولت عبور القنال الإنجليزية بشكل غير قانوني منذ عام 2018، وفقاً لإحصاءات نشرها موقع «بوليتيكو»
وفق بيانات وزارة الداخلية الفرنسية، منع خفر السواحل الفرنسي 3400 قارب تقل 81 ألف مهاجر من الوصول إلى الشواطئ البريطانية بين 2018 وأغسطس 2023.
ولكن في الفترة ذاتها وصل 3500 قارب حملت 111 ألف مهاجر. وتقول ذات البيانات إن باريس فككت 55 عصابة لتهريب البشر خلال عامي 2022 و2023.
عراقيل داخلية
وهناك عراقيل تعقد عملية وأد الهجرة غير الشرعية خارج الحدود، دفعت بالحكومة البريطانية إلى البحث عن حل ينزع جاذبية المملكة المتحدة من أعين المهاجرين الذين يركبون الموت للوصول إلى السواحل الإنجليزية.
إذ جاء مشروع ترحيل القادمين بغير صيغة قانونية، إلى أوطانهم أو دولة ثالثة "آمنة يعيشون فيها إلى أجل غير مسمى، وولدت خطة رواندا خلال ولاية رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون عام 2022.
كما أن التحديات التي تواجه ترحيل المهاجرين كثيرة، منها ما هو قانوني وحقوقي، ومنها ما هو لوجستي ومالي.
وقال سوناك إن أول دفعة من اللاجئين سوف ترحل في غضون 10 إلى 12 أسبوعاً. متجاهلاً وعوده السابقة التي تعهد فيها بتنفيذ "خطة رواندا" في الربيع، أي قبل نهاية مايو المقبل.
مخاوف التعطيل القانوني
ومن تخوفات التعطيل القانوني والحقوقي لـ «خطة رواندا» تحصنت الحكومة ضدها عبر تمرير القانون الذي يحمل اسم الخطة في البرلمان البريطاني قبل أيام.
ويسلب القانون من اللاجئين أي حق للاعتراض على ترحيلهم، كما يغلق الباب أمام المحامين والمحاكم لوقف التنفيذ بحجة انتهاك حقوق الإنسان، أو عدم توافر الشروط الملائمة لعيش وإقامة المهاجرين في الدولة الأفريقية، حتى يبت في طلبات لجوئهم في المملكة المتحدة.
قانون رواندا
ورغم تمرير «قانون رواندا» عبر البرلمان، هيأت السلطة القضائية البريطانية خمس وعشرين قاعة محكمة للتعامل مع قضايا الطعون في قانونية «خطة رواندا».
وذلك يعني جبهة واسعة بين الحكومة والمحامين سواء في الخطة ككل، أو في الدعاوى المتعلقة بعدم جواز ترحيل حالات فردية أو عائلية، لأسباب إنسانية أو صحية أو قانونية. كما تقول المحامية المختصة بشؤون المهاجرين سالي ديفيز.
اقرأ المزيد