خليجيون| حرب غزة تنصب منظومة القمع في جامعات أميركا
في وقت تواصل الشرطة الأميركية قمع احتجاجات طلابية عارمة في عدد من الجامعات الأميركية ضد العدوان الإسرائيلي، ما أدى إلى اعتقال حوالي 300 متظاهر منذ الأسبوع الماضي، يرى محللون أن الحرب الدائرة في غزة أظهرت الوجه الحقيقي لمنظومة القمع الأميركي حيث البلاد التي تنادي بالحريات.
واستدعت إدارات جامعات أميركية الشرطة للسيطرة على الوضع عقب احتجاجات ضد حرب غزة رُفعت فيها شعارات معادية للسامية وتخللتها أحداث عنف.
ويرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن نافعة، أن قواعد الديمقراطية والحريات التي تبني عليها الولايات المتحدة الأميركية دستورها وسياساتها سقطت أمام «غريزة الدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي».
ويقول نافعة في تصريح إلى «خليجيون»:«إن الاحتجاجات الطلابية في أميركا سلمية ولا تنتهك القانون الأميركي، إلا أن ذلك الموقف أحرج البيت الأبيض المدافع الرئيسي عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي أمام العالم».
ويرجح أستاذ العلوم السياسية أن تلجأ الولايات المتحدة الأميركية إلى تهديد رموز دعاة التظاهرات في الجامعات الأميركية سواء كانوا طلاب أو معلمين، والتي منها الفصل من الجامعة.
الشرطة تدخل الحرم الجامعي
وطلبت رئيسة جامعة كولومبيا نعمات مينوش شفيق الشرطة لدخول الحرم الجامعي لتفريق المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين فيما اعتقلت شرطة مكافحة الشغب أكثر من 100 طالب نصبوا خياما في الحرم الجامعي في إطار احتجاجهم على العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقررت إدارة الجامعة وقف الطلاب الذين جرى اعتقالهم فيما شرع بعض الطلاب في نصب الخيام في أماكن أخرى.
نطالب بسماع أصواتنا
وقتلت المجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا «نطالب بسماع أصواتنا الرافضة لأعمال القتل الجماعي للفلسطينيين في غزة. جامعتنا متواطئة في هذا العنف وهذا سبب احتجاجنا».
احتجاجات في جامعات أخرى
وامتدت حالة الاحتجاجات من جامعة كولومبيا إلى جامعات أخرى أبرزها جامعتي ييل ونيويورك حيث نصب عدد من الطلاب بعض الخيام، لكن إدارة الجامعة طالبت الجميع بالمغادرة وقالت إن الأمر بات غير منظم ما يفرض استدعاء الشرطة التي قامت باعتقال بعض الطلاب.
اعتقال 120
واعلنت إدارة شرطة نيويورك اعتقال 120 شخصا في جامعة نيويورك، فيما قال مسؤولو الجامعة إنهم طلبوا تدخل الشرطة لأن المتظاهرين لم يتفرقوا وكانوا "يؤثرون على سلامة وأمن مجتمعنا
ودعا الطلاب المحتجون في الجامعات الأمريكية إلى دعم الجهود الرامية لوقف إطلاق النار في غزة وأيضا وقف الاستثمارات مع الشركات التي يُزعم أنها تدعم إسرائيل.
اتهامات بمعاداة السامية
وتقول إدارة جامعة نيويورك إنه خلال المظاهرات «جرى ترديد هتافات مرعبة مع رصد العديد من الحوادث المعادية للسامية».
وزعمت رئيسة جامعة كولومبيا نعمات مينوش شفيق إن «حرم الجامعة شهد حوادث معادية للسامية»، مضيفة «تزايدت حدة خلافاتنا خلال الأيام الأخيرة حيث جرى استغلال هذه التوترات وتضخيمها من قبل أفراد لا ينتمون إلى جامعة كولومبيا وجاءوا إلى الحرم الجامعي لتنفيذ أجنداتهم الخاصة."
وجاء قرار مينوش شفيق باستدعاء شرطة نيويورك لإخلاء المخيم بعد يوم من إدلائها بشهادتها أمام لجنة بمجلس النواب حيث قالت إن المخيم انتهك القواعد المناهضة للاحتجاجات غير المصرح بها.
قلة مندسة
واتهمت المجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في الجامعة عددا قليلا من الأفراد ممن «حاولوا استغلال الأمر لتنفيذ اجندتهم، تصرفوا بطريقة غير مقبولة». وقالت «نرفض بشدة أي شكل من أشكال الكراهية أو التعصب ونقف في يقظة ضد الأفراد من غير الطلاب الذين يحاولون تعطيل التضامن الذي يتم تشكيله من قبل عدد من الطلاب الفلسطينيين والمسلمين والعرب واليهود ومن أصول أفريقية وأيضا الطلاب المؤيدين للفلسطينيين.. هؤلاء يمثلون التنوع الكامل لدعم الفلسطينيين داخل بلدنا».