أحرار الجامعات الأميركية يحاصرون المصرية نعمت شفيق دعما لفلسطين
وجهت لجنة الإشراف بجامعة كولومبيا الأميركية انتقادات حادة لإدارتها، بسبب قمع الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين التي قودها طلبة، تعرضوا للتنكيل من قبل الشرطة الأميركية التي استعانت بها رئيس الجامعة ذات الأوصل المصرية.
وفي السياق، انتقد طلاب وأعضاء هيئة التدريس ومراقبون من خارج الجامعة نعمت مينوش شفيق، بسبب استدعائها شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي لإنهاء اعتصام بالخيام أقامه متظاهرون اعتراضا على عدوان الاحتلال الإسرائلي على قطاع غزة الفلسطيني.
وبصعوبة، وافق مجلس جامعة كولومبيا، بعد اجتماع استمر ساعتين، على قرار خلص إلى أن إدارة شفيق قوضت الحرية الأكاديمية وتجاهلت الخصوصية وحقوق الإجراءات القانونية الواجبة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلال استدعاء الشرطة وإنهاء الاحتجاج.
ووقال المجتمعون إن «القرار.. أثار مخاوف جدية بخصوص احترام الإدارة للحوكمة المشتركة والشفافية في عملية صنع القرار بالجامعة»، فيما لم يذكر مجلس الجامعة، الذي يتألف في معظمه من أعضاء هيئة التدريس وغيرهم من الموظفين إضافة إلى عدد قليل من الطلاب، اسم نعمت شفيق في قراره.
ونص القرار على تشكيل فريق عمل قال إنه سيراقب الإجراءات التصحيحية، التي طلب المجلس من الإدارة اتخاذها للتعامل مع الاحتجاجات، بينما لم يصدر رد فوري على القرار من شفيق، وهي عضو في مجلس الجامعة لكنها لم تحضر اجتماع أمس الجمعة.
من جانبه، أكد المتحدث باسم جامعة كولومبيا بن تشانغ إن الإدارة تشترك في نفس الهدف مع مجلس الجامعة، وهو إعادة الهدوء إلى الحرم الجامعي، وإنها ملتزمة بالحوار المستمر.
نعمت شفيق من أصول مصرية
وكانت تولت الخبيرة الأكاديمية والسياسية الاقتصادية مصرية الأصل نعمت شفيق رئاسة جامعة كولومبيا منذ يوليو 2023، وكان سلفها لي بولينجر شغل المنصب لأطول فترة، وفقا للجامعة.
ونعمت شفيق كانت أصغر نائب لرئيس البنك الدولي على الإطلاق، حيث كانت تبلغ من العمر 36 عامًا، وشغلت مناصب بارزة في وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة، وصندوق النقد الدولي، وبنك إنجلترا، عادت إلى الأوساط الأكاديمية في عام 2017 كرئيسية كلية لندن للاقتصاد.
وكانت ألقت الشرطة القبض على أكثر من 100 شخص في الأسبوع الماضي، وأزالت الخيام من الحديقة الرئيسية لحرم الجامعة في مانهاتن، لكن المتظاهرين عادوا بسرعة وأقاموا الخيام مجددا، وفي غضون ذلك اعتقلت السلطات مئات المتظاهرين في جامعات أميركية عديدة حيث أقام الطلاب اعتصامات بالخيام على غرار تلك الموجودة في جامعة كولومبيا، مطالبين الجامعات بالتوقف عن الاستثمار في شركات مرتبطة بجيش الاحتلال الإسرائيلي.
بادين ومعاداة السامية
وفي سياق آخر، دافع البيت الأبيض عن حرية التعبير في الجامعات، لكن الرئيس جو بايدن ندد «بالاحتجاجات المعادية للسامية» هذا الأسبوع وشدد على أن الجامعات يجب أن تكون آمنة.
وكان أصدر الطلاب الغاضبون دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من موردي الأسلحة والشركات الأخرى، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تم إصدار إجراءات تأديبية بحقهم أو اعتقالهم.
اقرأ أيضا:
شاهد.. حمى التظاهرات ضد حرب غزة تنتقل لجامعة باريس
ومن اللافت أن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين جمعت الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات اجتماعية ودينية مختلفة، بما في ذلك الديانتين اليهودية والإسلامية، مثل «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» و«الصوت اليهودي من أجل السلام»، في حين وجه سياسيون من بينهم أعضاء جمهوريون بارزون في مجلس الشيوخ اتهامات للمتظاهرين بمعاداة السامية.