مهمة فرنسية في لبنان لتجنب «السيناريو الأسوأ»
تحدث وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه من لبنان عن أهمية تجنب «السيناريو الأسوأ» من خلال وضع حد للتصعيد بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، وهي المهمة التي قادته إلى بيروت في زيارة تزامنت مع زيارة أخرى يقوم بها نظيره الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية لإنقاذ ما بدت كأنها الفرصة الأخيرة في مسار المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة وإعلان هدنة.
ومنذ بداية العدوان على غزة، تدور اشتباكات يومية عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، مع تصاعد القصف المتبادل بين الطرفين.
سيجورنيه: نرفض السيناريو الأسوأ
وقال سيجورنيه: «نحن نرفض السيناريو الأسوأ في لبنان (.. .) لا مصلحة لأحد بأن تواصل إسرائيل وحزب الله هذا التصعيد.حملت معي هذه الرسالة إلى هنا (.. .) وسأحمل هذه الرسالة نفسها إلى إسرائيل الثلاثاء».
تصريحات سيجورنيه جاءت في مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه مسؤولين لبنانيين بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزف عون ورئيس البرلمان نبيه بري، زعيم حركة أمل وحليف حزب الله.
ومنذ 13 أبريل تصاعد القصف المتبادل بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، في حين يقول الوزير الفرنسي: «مسؤوليتنا تقضي بتجنّب التصعيد وهذا هو دورنا أيضا في اليونيفيل ولدينا 700 جندي هنا».
المبادرة الفرنسية
وكانت الحكومة اللبنانية قد سلمت باريس في مارس ردها على المبادرة الفرنسية التي تقوم، بحسب مصدر دبلوماسي، على تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701 الذي ينص على نشر عناصر الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل وحدهم لا غير في جنوب لبنان.
وصرّح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الجمعة بأن باريس تعمل على «إعادة النظر بالورقة الفرنسية وستسلم للبنان قريبًا لكي ننظر بها».
وتشير مصادر فرنسية إلى أن ميقاتي الذي اجتمع بالرئيس الفرنسي في باريس في 19 أبريل تعهد لماكرون تقديم رد حول النقاط الواردة في الخطة الفرنسية.
حزب الله يشترط وقف العدوان على غزة
وتعهد حزب الله في الكثير من المناسبات بعدم وقف هجماته إلا في حال سريان وقف لإطلاق النار في غزة. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قوله السبت «المبادرات التي يتحدثون عنها لقضية لبنان وجنوب لبنان هي مبادرات غير قابلة للحياة إذا لم يكن أساسُها وقف إطلاق النار في غزة، فمن هناك تأتي المعالجة».
واعتبر قاسم أن «من يأتي بمبادرة تحت عنوان وقف إطلاق النار في الجنوب إراحة لإسرائيل لتتمكن أكثر في غزة فهذا يعني أنه يدعونا إلى المشاركة في دعم العدو الإسرائيلي».
وفي سياق متصل، التقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه.
نبيه بري يعرض وقائع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان
وشدد بري، خلال اللقاء، على تمسك لبنان بتطبيق القرار رقم 1701 بكافة بنوده، كما قدم عرضًا لوقائع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، خاصة على القرى الحدودية الجنوبية، من خلال خارطة أعدها «المجلس الوطني للبحوث العلمية» في لبنان، تبين حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالقرى والبلدات، فضلا عن الأراضي والمساحات الزراعية والحراجية، واستخدام الكيان للأسلحة المحرمة دوليًا، وتجاوزه قواعد الاشتباك.
لبنان ينتظر الاقتراح الفرنسي
وأكد بري للوزير الفرنسي، انتظار لبنان لتسلم الاقتراح الفرنسي، الرامي إلى خفض التصعيد ووقف القتال وتطبيق القرار الأممي، تمهيدًا لدراسته والرد عليه.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي تبنى عام 2006 بالإجماع القرار 1701 الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية في لبنان، ودعا القرار الحكومة اللبنانية لنشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)، وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق، كما يدعو الجانبين لدعم وقف دائم لإطلاق النار وحل بعيد المدى.
وهذه الزيارة الثانية لسيجورنيه إلى لبنان منذ تعيينه في منصبه في يناير وهي تأتي في إطار جولة في الشرق الأوسط تتخللها محطة في الرياض لحضور اجتماعات حول الوضع في غزة.