«خليجيون»| خمسة شواهد تهدم مزاعم الخلاف السعودي - الإماراتي
بدت عدة شواهد على المستوى الرسمي خلال الأشهر الأخيرة تهدم مزاعم الخلاف المحتمل بين الدولتين الخليجيتين، السعودية والإمارات، في عدة ملفات سياسية واقتصادية.
مؤخرًا لم تتوان تقارير غربية أو عربية عن الإشارة إلى عن خلافات بين الإمارات والسعودية في ملفات، خاصة الأزمة اليمني الذي ترددت أنباء عن تباين في وجهات النظر بين البلدين بشأن مقاربات الحل السياسي في البلد الذي مزقته الحرب.
تبع ذلك ترديد أنباء عن خلاف أيضًا حول منطقة «الياسات البحرية»، مع تقديم الرياض شكوى ووثيقة للأمم المتحدة ضد إعلان أبو ظبي الأخير بأن المنطقة محمية تابعة لها.
لكن متابعين يعتبرون أن السعودية والإمارات وهما أكبر دولتين في مجلس التعاون الخليجي من حيث حجم الاقتصاد وعدد السكان، من الطبيعي أن تكون هناك منافسة بينهما، لا سيما مع وجود جيل جديد من الحكام في البلدين.
غير أن المواقف الرسمية المتواترة خلال الأشهر الأخيرة تشير إلى عكس ذلك، سواء على المستوى الرسمي أو شبه الرسمي، وهو ما نرصده في خمسة مواقف على النحو التالي:
1- مستشار محمد بن زايد يتغزل في السعودية
لدى حلوله ضيفًا على الرياض للمشاركة في منتدى الاقتصاد العالمي، أطلق مستشار الرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، تغريدة على منصة «إكس»، تضمنت احتفاء بالمشروع السعودي الساعي لتحقيق طفرة اقتصادية غير مسبوقة.
وقال قرقاش: «الزائر الي المملكة العربية السعودية الشقيقة لا يسعه إلا أن يعبر عن إعجابه بالحيوية التي يراها في المجتمع وللطاقة والهمة التي أطلقتها رؤية 2023، والتفاؤل الذي ترصده بين شباب هذا البلد العزيز والاستبشار بالمستقبل.. تحية من الإمارات إلى المملكة قيادة وشعبا».
الزائر الي المملكة العربية السعودية الشقيقة لا يسعه إلا ان يعبر عن اعجابه بالحيوية التي يراها في المجتمع و للطاقة والهمة التي اطلقتها رؤية ٢٠٣٠ و التفاؤل الذي ترصده بين شباب هذا البلد العزيز والاستبشار بالمستقبل.
تحية من الإمارات إلى المملكة قيادة و شعبا.
— د.أنور قرقاش (@AnwarGargash) April 29، 2024
وجدت هذه التحية، تحية مماثلة من رواد المنصة الاجتماعية، الذي عبروا عن امتنانهم للمشاعر التي نقلها مستشار الرئيس الإماراتي.
صحيح معاليك الله يوفقهم، لاحظت أيضاً تفاني أصحاب الإختصاص لديهم في العديد من المشاريع التطويرية، والتي ستعزز من الخبرات المتبادلة بين المهنيين في المملكة العربية السعودية وخارجها.
— م.عبد الله المرزوقي (@engciviluae) April 29، 2024
وتبادل المواطنون السعوديون والإماراتيون التعليقات الإيجابية على تغريدة الوزير السابق، الذي ربما قصد من وراء حديثه المفعم بالمشاعر الإيجابية تجاه المملكة، الرد على مزاعم الخلاف بين البلدين.
كلمات صادقة ومشاعر نبيلة من قلب أخ كريم 🤝🇸🇦🇦🇪
تعبر عن عمق الروابط الأخوية ووشائج المحبة بين بلدينا الشقيقين 🌿💞
فما يربط #الإمارات و #السعودية أكبر من مجرد علاقات دبلوماسية أو مصالح استراتيجية 🤝 إنها أواصر الدم والنسب والإيمان والمصير المشترك 🏼🌍
ونشاطركم الفرحة والاعتزاز…
— 🇸🇦 خبير تويتر 🇸🇦 (@1yl) April 29، 2024
2- بيان إماراتي في توقيت مهم
وفي السادس والعشرين من أبريل، كان الموقف الأبرز على المستوى الرسمي، حين أكدت الإمارات أن العلاقات مع السعودية تزداد رسوخًا.
جاء هذا الإعلان في بيان بين نشرته وكالة الأنباء الإماراتية وام، عقب استقبال الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب الرئيس الإماراتي، نائب رئيس مجلس الوزراء، سفير السعودية سلطان بن عبد الله اللويحان العنقري.
اللافت في البيان الإماراتي هو توقيته الذي جاء بعد ساعات فقط من تداول مزاعم عن تقديم الرياض شكوى ضد أبو طبي لدى الأمم المتحدة، بسبب منطقة «الياسات البحرية».
الوكالة الإماراتية قالت إن سفير السعودية بحث خلال اللقاء - الذي عقد في قصر الشاطئ في أبوظبي - «العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع البلدينن وسبل تعزيز التعاون والعمل المشترك في جميع المجالات، بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين».
3- تعاون أمني ودفاعي
الشاهد الثالث، في الفترة القريبة، يتمثل في إعلان الإمارات والسعودية، عن تعاون أمني ودفاعي، على هامش فعاليات النسخة الثانية من معرض الدفاع العالمي في الرياض.
جرى توقيع الاتفاق في 12 مارس الماضي، ويتضمن التعاون الحديث بين الدولتين الخليجيتين مذكرة تفاهم استراتيجيّة لتعزيز أطر التعاون الاستراتيجي بين الطرفين في مجالات البحث والتدريب والتأهيل والاعتماد ضمن القطاعات الدفاعيّة والأمنيّة.
وقتها وقعت المذكرة أكاديمية «ربدان» وشركة «إنترا للتقنيات الدفاعية» السعودية، المتخصصة في تقنيات الطائرات المُسيّرة وأنظمة الدفاع والدعم اللوجستي المتكامل.
بموجب المذكرة، يعمل الطرفان السعودي والإماراتي على عقد المؤتمرات والملتقيات العلمية والدورات التدريبية المتخصصَة في المجالات الدفاعيّة والأمنية، فضلاً عن تنظيم البرامج التدريبية لتطوير المهارات البحثية لدى شبكة الخبراء العاملين لدى الطرفين.
يذكر أن البلدان دشّنا مجلس التنسيق السعودي الإماراتي في مايو 2016م، بهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في جميع المجالات. كما يتضمن المجلس من بين المهام الموكلة إليه إقامة الحوار السياسي الاستراتيجي المشترك، والتعاون في مجال الصناعات والمشتريات العسكرية، والمجال الأمني.
4- محمد بن زايد معجب برؤية محمد بن سلمان
الشاهد اللافت، جاء في سبتمبر الماضي، عندما عبر الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد عن إعجابه برؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقتها قال رئيس الإمارات عبر منصة «إكس»: «لقاء أخي محمد بن سلمان التلفزيوني عبر عن رؤية واثقة لحاضر المملكة ومستقبلها، ونظرة متزنة إلى قضايا المنطقة والعالم. أتمنى له التوفيق في تحقيق طموحات الشعب السعودي الشقيق نحو مزيد من الازدهار». وأضاف: «الإمارات والسعودية شركاء في الهدف والطموح، وتعملان من أجل مستقبل أفضل للمنطقة».
لقاء أخي محمد بن سلمان التلفزيوني عبر عن رؤية واثقة لحاضر المملكة ومستقبلها، ونظرة متزنة إلى قضايا المنطقة والعالم. أتمنى له التوفيق في تحقيق طموحات الشعب السعودي الشقيق نحو مزيد من الازدهار. الإمارات والسعودية شركاء في الهدف والطموح، وتعملان من أجل مستقبل أفضل للمنطقة.
— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) September 22، 2023
5- السعودية تجلي الإماراتيين من السودان
خامس الشواهد، يتمثل في لافتة إيجابية عندما أجلت الإمارات رعايا السعودية من السودان، في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية هناك.
وقتها ثمِّن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد خلال اتصال هاتفي مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان دور المملكة في عملية إجلاء رعايا الإمارات من السودان إلى المملكة.
اقرأ أيضًا:
بيان إماراتي يهدم مزاعم الخلاف مع السعودية
صراع محمية الياسات.. ما حقيقة تقديم السعودية شكوى للأمم المتحدة ضد الإمارات؟
تعاون أمني ودفاعي بين السعودية والإمارات
محمد بن زايد: الإمارات والسعودية تعملان من أجل مستقبل أفضل للمنطقة
وزير الخارجية الإماراتي يثمن دور السعودية في إجلاء رعايا الإمارات من السودان