بلينكن يحفز الخليجيين: ضمانات أمنية للتطبيع.. وحائط صاروخي ضد إيران
كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الإثنين عن حوافز أمنية للسعودية إذا طبّعت علاقاتها مع إسرائيل، معلنا عن محادثات في الأسابيع المقبلة مع دول المجلس الست حيال دمج الدفاع الجوي والصاروخي وتعزيز الأمن البحري.
ورغم دعمها لإسرائيل، تأمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالتوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، الأمر الذي يمكن أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة. وتصرّ الرياض على أن الاعتراف بإسرائيل مرتبط بوضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية والحصول على ضمانات أمنية من واشنطن.
وقال بلينكن في لقاء خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي «أعتقد أن العمل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة معاً في ما يتعلق باتفاقياتنا، قد يكون قريباً جداً من الاكتمال». وأضاف «لكن من أجل المضي قدمًا في التطبيع، ستكون هناك حاجة إلى أمرين: تهدئة في غزة ومسار موثوق به لإقامة دولة فلسطينية».
بلينكن التقى ولي العهد السعودي
والتقى بلينكن مساء الإثنين بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على ما أفاد الإعلام الرسمي السعوديّ، في اجتماع تناول دفع عملية التطبيع قدما.
وقال المتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة ماثيو ميلر في بيان إنّ بلينكن والأمير محمد «ناقشا الجهود المستمرة لتحقيق السلام والأمن الإقليميين الدائمين، بما في ذلك من خلال زيادة التكامل بين دول المنطقة وتعزيز التعاون الثنائي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية».
#فيديو_واس pic.twitter.com/cmGCl439I4
— واس الأخبار الملكية (@spagov) April 29, 2024
وفي لقاء منفصل، التقى ولي العهد السعودي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يزور الرياض لحضور الاجتماع الخاص للمنتدى، حسب ما أفاد الإعلام الرسمي السعودي.
لم تعترف السعودية بإسرائيل قط، ولم تنضمّ إلى اتفاقات أبراهام المبرمة عام 2020 بواسطة أميركية والتي طبّعت بموجبها جارتا المملكة الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل. وحذا المغرب والسودان بعد ذلك حذو الدولتين الخليجيتين.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي التقى بلينكن في الرياض من جهته «إننا قريبون جدًا» من اكتمال الاتفاقات الأميركية السعودية، مضيفًا «لقد تمّ بالفعل إنجاز معظم العمل». لكنّه شدّد على أن الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية هو «المسار الوحيد الذي سينجح».
ولطالما عارض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقامة دولة فلسطينية، وهو أمر ترى واشنطن أنه الحلّ الوحيد على المدى الطويل.
وحتى لو توصلت إدارة بايدن إلى اتفاق مع السعودية، يبقى السؤال ما إذا كان الكونغرس سيصادق عليه، إذ إن البرلمانيين وخصوصًا الديموقراطيين، ينتقدون بشدة سجل المملكة الحقوقي.
وأكثر ما أثار جدلًا هو مطالبة الرياض بالحصول على مساعدة واشنطن لتطوير برنامج نووي مدني قادر على تخصيب اليورانيوم، ما دفع منتقدين إلى التحذير من سباق تسلح محتمل مع إيران.
وهذه الزيارة هي السابعة لبلينكن الى الشرق الأوسط منذ العدوان الإسرائيلي على غزة وتزداد الضغوط والمساعي من أجل وقف لإطلاق النار.
«تكامل دفاعي» ضد إيران
وهي رحلة بلينكن الأولى إلى المنطقة منذ تحولت المواجهة غير المباشرة المستمرة منذ عقود بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة مباشرة منتصف الشهر الجاري.
ونُسب إلى إسرائيل، الغريم الإقليمي لإيران منذ عقود، تنفيذ ضربة جوية أدت إلى تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل الحالي، ما أسفر عن استشهاد أعضاء في الحرس الثوري الإيراني بينهم جنرالان كبيران.
وردت إيران بشن هجوم صاروخي وبالطائرات المسيّرة على إسرائيل التي يُشتبه في أنها نفّذت بدورها ضربة لاحقة في الداخل الإيراني.
وقال مسؤولون أميركيون في أحاديث خاصة إنهم يتوقعون أن تنتهي دورة التصعيد في الوقت الحالي، إذ أوضح كلا الخصمين موقفه من دون إلحاق أضرار جسيمة أو خسائر بشرية.
وأشار بلينكن الذي ناقش المسألة الأسبوع الماضي مع قادة الصين التي تقيم علاقات وثيقة بإيران، إلى أن الدبلوماسية أتاحت وقف دوامة الانتقام.
وقال «اقتربنا للغاية من التصعيد أو توسّع الصراع، وأعتقد أنه بفضل الجهود المركّزة والحازمة للغاية، تمكننا من تجنّب ذلك».
وفي وقت سابق الاثنين، أكد بلينكن أمام وزراء مجلس التعاون الخليجي أن «هذا الهجوم يسلّط الضوء على التهديد الحاد والمتزايد الذي تمثّله إيران، لكنه يسلط الضوء أيضاً على ضرورة العمل معاً على الدفاع المتكامل».
وأوضح بلينكن أنّ الولايات المتحدة ستجري محادثات في الأسابيع المقبلة مع دول المجلس الست حيال دمج الدفاع الجوي والصاروخي وتعزيز الأمن البحري.
وتتمتع الولايات المتحدة بعلاقات عسكرية وثيقة مع كافة دول الخليج. وقال بلينكن إن المنطقة أمامها خيار بشأن مستقبلها، بما في ذلك «مستقبل ملئ بالانقسامات والدمار والعنف وعدم الاستقرار الدائم».
وأضاف أن دول الخليج العربية اختارت من خلال اجتماعها مع الولايات المتحدة «تكاملاً أكبر» و«سلاماً أكبر».