كيف انتشر فن الراب في الشارع العربي؟
تمكنت فرق موسيقى الراب من تحقيق جماهيرية واسعة معتمدة على قوة حضورها على مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي، رغم الانتقادات التي طالتها منذ بزوغها في بلاد العرب.
ويحدد كتاب (فن الشارع.. حكايات عن كتابة الراب والموسيقى) أهمية ذلك الفن في ظل سعيه لإيجاد الفكرة التي تقوم عليها تجارب مغني الراب، كل على حدة، وفي الوقت نفسه يعمل على تأصيل الظاهرة بقدر كبير من التيسير الهادف إلى تعريف الجمهور بتاريخها، حسب وكالة أنباء العالم العربي.
ماذا يتناول الكتاب؟
يتناول الكتاب، الصادر عن دار صفصافة للنشر من تأليف الروائي سيد عبد الحميد، أسباب حضور موسيقى الراب على المنصات الإلكترونية وانعكاسها على الشارع في مصر، كما لا يغفل العوامل الاجتماعية والثقافية والسياسية التي عززت من انتشار هذه الموسيقى في مصر.
ويحاول الكتاب اكتشاف خريطة انتشار الراب في الدول العربية وعناصر الاختلاف والتشابه في كل بلد.
ويفند المؤلف موجات لموسيقى الراب، معتبرا أن الموجة الأولى امتدت من 2003 إلى 2007، جاءت الثانية بين 2009 و2014 مستفيدة من انتفاضة 2011 في مصر، وأخيرا الموجة الثالثة الممتدة إلى الآن وتتسم بانتشار ما يسمى بموسيقى التراب.
ويرى المؤلف أن موسيقى الراب تمثل جزءا من ظاهرة ثقافية، لذلك لا يمكن فصل نصوصها عن تطورات المشهد الأدبي في مصر، واصفا هذا النوع من الموسيقى بأنه كتابة أدبية مغامرة تعتمد على عوامل موسيقية تسهم في خروجها في شكل نهائي كأغنية.
كابوس
يلاحظ عبد الحميد التقاطعات بين عالم موسيقى الراب باعتباره عالما خياليا مع الحياة الواقعية المفروضة بلا تمييز، فموسيقى الراب، على حد قوله، جاءت من موهوبين انبثقوا من الهامش ثم استوعبهم المتن نظرا لجسارتهم الإبداعية، لكنها تحمل كذلك إشارات إلى واقع كابوسي.
ويقول عبد الحميد «موسيقى الراب هي الأكثر تعبيرا عن هؤلاء الشباب في صورتها المعقدة المحصورة ظاهريا في هجاء الآخرين والتفاخر المفرط بالذات، أو في صورة أعمق نحو محاولة الخروج من الاكتئاب أو نمطية التعبير عن الذات من قبل جيل نشأ في واقع متأزم».
ولفت إلى أن اعتماد نصوص موسيقى الراب على تفاصيل حياتية شخصية يؤكد هذا الجانب باعتبارها محاولة تعبير عن أزمة الذات في تفاعلها مع المحيط العام، لذلك تحفل أيضا بهجاء لأعداء ربما لا وجود لهم في محاولة لتخطي حدود تلك الذات.
وتشيع في أغاني الراب سمة الهجاء، حيث يقوم المغني بذم خصومه والحط من قدر منافسيه.
ويشدد الكتاب على أن أحد أسباب شيوع موسيقى الراب في بلد ما تعود إلى رغبة من يقدمونه في تخطي مركزية العاصمة، وعلى الرغم من تنوع الخلفيات الطبقية لصناع هذه الموسيقى، فإن المؤلف يرى أن غالبيتهم يعبرون عن إيمانهم بتمثيل الطبقات المقهورة اجتماعيا، لذلك يعد نجاحهم الجماهيري نجاحا لأبناء تلك الطبقات المهمشة كافة.
وبحسب الكتاب، لا تنفصل موسيقى الراب عن الحياة الواقعية في أي مجتمع «لأن التجربة الحياتية للفرد تنعكس على نوعية ما يقدمه من فن، مع الوضع في الاعتبار أن مغنى الراب يسعى إلى التعبير عن شيء من التعدد في الشخصيات التي يعبر عنها، وهذه أحد جوانب الإغراء في اللعبة التي تقوم على تغيير الجلد».
ويشير المؤلف إلى أن أحد عناصر قوة موسيقى الراب تأتي من إيجابية جمهورها، قائلا إنه "جمهور فاعل قادر على توجيه المغني ونقده وتصويب خياراته الفنية وتطويرها طيلة الوقت، كما يفضل نجوم موسيقى الراب التوقف في لحظات متكررة، إما تعبيرا عن أزمة شخصية أو بسبب مشكلة تتعلق بالقدرة على التفاعل مع الجمهور".
ما هو الراب؟
والراب (كما يُعرف أيضاً باسم الرايمينج أو السبيتنج) هو نوع من أنواع الغناء وأحد فروع ثقافة الهيب هوب الرئيسية، عبر التحدث وترديد الأغنية بقافية معينة، وهو أيضا تسليم القوافي والتلاعب بالألفاظ حتى تتماشى مع القافية دون الالتزام بلحن معين.
اقرأ المزيد