خاص| ما أبعاد الضغوط الغربية «متعددة الجبهات» على دول الخليج؟

خاص| ما أبعاد الضغوط الغربية «متعددة الجبهات» على دول الخليج؟
وزير الخارجية الأميركي مع نظراءه الخليجيين
القاهرة: أحمد كامل

تكثفت ضغوط وحملات إعلامية غربية متزامنة على دول خليجية مؤخرا في خضم استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والمخاوف من اتساع نطاق الحرب إقليميا، فيما عده محللون ومتابعون لشؤون الخليج محاولات «لي ذراع» لاقتناص تنازلات من دول المنطقة الحليفة لواشنطن والاتحاد الأوروبي في ملفات دولية وإقليمية مهمة.

وعلى مدار هذا الأسبوع تحدث مصادر غربية عن صفقة أمنية وشيكة بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والسعودية تشمل مساعدة الرياض في المجال النووي للأغراض المدنية لكنها تستبعد أي حديث عن حل الدولتين، فيما شنَّت صحيفة «نيويورك بوست» اليمنية (الموالية لإسرائيل) حملة هجوم ضارية على دولة قطر متهمة الدوحة بضخ أموال لترويج لفكر جماعة الإخوان في أميركا وأوروبا، بينما كشفت 3 مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي يضغطون على الإمارات العربية المتحدة لتضييق الخناق على الشركات التي تلتف حول العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حرب موسكو في أوكرانيا.

دول الخليج كنز للولايات المتحدة

ولم يستبعد المحلل السياسي الكويتي عايد المناع وجود ضغوط أميركية وغربية على بلدان الخليج خاصة السعودية، لكنه يرجح ألا تصل تلك الضغوط إلى مستوى فرض الأمر الواقع أو اتخاذ إجراءات عقابية على غرار العلاقة بين أميركا وإيران.

ويقول المناع في تصريح إلى «خليجيون» إن «الولايات المتحدة الأميركية ترى البلدان الخليجية كنزًا لا يجب أن يخرج عن سياساتها»، مشيرًا إلى أن «الضغوط الممارسة عليها سرعان ما يتم تدارجها ولن تخرج عن إطار اللوم».

بايدن ومحمد بن سلمان. (أرشيفية)
بايدن ومحمد بن سلمان. (أرشيفية)

ويعتبر المحلل السياسي الكويتي، أن الإصرار السعودي على ضرورة ربط الاعتراف بإسرائيل بقيام دولة فلسطينية، يتناسب مع توجه الولايات المتحدة الأميركية لكن «الاختلاف يكمن في آلية التنفيذ في ظل الرفض الإسرائيلي».

وكانت السعودية قد أعطت مباركتها لجارتيها الإمارات والبحرين لإقامة علاقات مع إسرائيل في عام 2020 خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

لكن الرياض لم تحذو حذوهما وقالت إنه ينبغي معالجة أهداف الدولة الفلسطينية أولا، وعقب العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي تعطلت خطط وصلت مرحلة متقدمة للتطبيع بين السعودية وإسرائيل.

صفقة النووي

لكن، وخلال حلقة نقاش في المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض يوم الإثنين الماضي، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوتي بلينكن أن «العمل الثنائي السعودي الأميركي المرتبط بالتطبيع مع إسرائيل، من المحتمل أن يكون قريبا جدا من الاكتمال»، لتتواتر الأنباء عن لمعاهدة أمنية ثنائية يمكن أن تكون بعد ذلك جزءا من حزمة أوسع يتم عرضها على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي سيتعين عليه أن يقرر ما إذا كان سيقدم تنازلات لضمان التوصل لعلاقات تاريخية مع الرياض.

ويرصد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبد الله الأشعل، في تصريح إلى «خليجيون» جوهر الخلاف بين الولايات الأميركية والسعودية هو تباطؤ الرياض في الموافقة على التطبيع، لافتا إلى أن «مطلب حل الدولتين لن يتم القبول به سواء من الاحتلال الإسرائيلي أو أميركا في ظل مطامع الكيان الصهيوني في احتلال قطاع غزة وتهجير أهله من تلك الأراضي». ويلحظ المسؤول المصري السابق أن «رؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تجاه الغرب والتي تتسم بالتحفظ والتفكير في الاستقلال».

الضغط على الدوحة بورقة الإخوان

على غرار الرياض، تتعرض الدوحة لضغوط من نوع آخر أخر بعدما قررت إعادة تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، إذ شنت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليمينية هجوما شرسا على الدوحة، زاعمةً أن «الدوحة تحاول استغلال ثرواتها في تمويل أجندة ذات شقين»، في إشارة إلى اتهامات متكررة لقطر بدعم جماعة الإخوان.

صورة ضوئية من الصحيفة الأميركية

ويرجع مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبد الله الأشعل، الحملة الإعلامية الأميركية إلى «محاولة للضغط على الدوحة بعد ملاحظتها الموقف القطري في ملف الوساطة الذي يبدو عليه الانحياز إلى صف المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي باعتبارها حلقة الوصل الأساسية مع القاهرة». ويقول الأشعل في تصريح إلى «خليجيون»: «الحملة مجرد (قرصة أُذن) من أجل تنبيه قطر بأن تولي اهتماما بمطالب الاحتلال الإسرائيلي فيما يخص صفقة الهدنة».

الأمير تميم يصافح بايدن في احدى اللقاءات

الإمارات بين حميدتي وروسيا

أما على صعيد علاقات الإمارات والغرب فإن الأمر يبدو متعدد المسارات، إذ بدت واشنطن أكثر وضوحا في الحديث عن دور إماراتي في دعم قوات الدعم السريع (أحد طرفي الحرب الأهلية في السودان)، إذ قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، في وقت سابق هذا الأسبوع إن واشنطن تناشد جميع الدول، بما في ذلك الإمارات، التوقف عن تقديم الدعم لطرفي الحرب في السودان.

في الوقت نفسه، كشفت 3 مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي يضغطون على أبوظبي ظهر أنها تضيق الخناق على الشركات التي تلتف حول العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حرب موسكو في أوكرانيا، حسب رويترز.

بن زايد وبوتين.. (سكاي نيوز)

ويعد الدبلوماسي المصري د.عبد الله الأشعل الضغوط الغربية على الإمارات، عبر استغلال تأييدها لميليشيا الدعم السريع، مجرد «ذريعة شكلية» تغطي ضغوطا بسبب العلاقات الاقتصادية بين أبوظبي وموسكو، مشيرًا إلى «دول تدعم حميدتي و بلاد أخرى تدعم قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان دون خروج شكاوى ضد أي طرف من الأطراف الداعمة لأي من القوتين».

في حين يتفق المحلل الكويتي عايد المناع مع حقيقة «عدم الرضا الأميركي عن تقارب الإمارات مع الروس»، إلا أنه يقول «لا يعطيها الحق في الإملاء وتوجيه المسارات، وهو ما يتنافى مع السيادة الوطنية لذلك البلد العربي». ويتوقع الأكاديمي الكويتي ألا تغير الإمارات أو أي بلد خليجي من مسارها السياسي تجاه القضايا المصيرية سواء محلية أو غربية لإرضاء «غرور» الولايات المتحدة الأميركية.

اقرأ المزيد:

مباحثات مصرية - قطرية لتحقيق الأمن الغذائي

حملة هجوم غربية ضد قطر.. «نيويورك بوست» تعزف على وتر «الإخوان»

ضغوط غربية تتصاعد على الإمارات.. «روسيا» كلمة السر

أهم الأخبار