تكهنات أميركية.. باكستان «ملاذ» محمد بن سلمان من طموح إيران
رجحت دراسة بحثية أميركية، صدرت مؤخرا، إن تتجه المملكة العربية السعودية إلى الاستعانة بالخبرات الباكستانية في مجال القدرات النووية، لمواجهة الطموح النووي الإيراني في إطار سباق النفوذ الأقليمي في منطقة الخليج العربي.
وذكرت الدراسة التي أعدها معهد «دول الخليج العربية في واشنطن» أن، «التكهنات تظهر أن المملكة العربية السعودية تركز على باكستان كمصدر للقدرات النووية، وبدرجة أقل على الصين».
الورقة البحثية أعدها روبرت ماسون تحمل عنوان «الإدارة الأميركية المقبلة ستواجه شرق أوسط مليء بالشراكات والتوترات الجديدة حيث تكرر نهاية التاريخ نفسها»
وينوه الباحث الأميركي إلى أن «التطورات النووية في الخليج تثير مخاوف بشأن الانتشار النووي قد يصعب حلها، بسبب تقلب السياسة الأميركية، وعدم الاستقرار الإقليمي».
وتلفت الدراسة إلى أن «الخطر الواضح هو أن إيران مسلحة نوويا سوف تشكل إيران مأزقا أمام العديد من دول مجلس التعاون، ما يدفع العديد من هذه الدول إلى إعادة تقييم استراتيجيات الأمن القومي الخاصة في ضوء على هذا التطور غير المسبوق».
ماذا قال محمد بن سلمان عن النووي الإيراني؟
وفي سبتمبر الماضي، قال ولي العهد السعودي خلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، إنه لو امتلكت طهران سلاحا نوويا فإن المملكة ستفعل الأمر ذاته «لأسباب أمنية ولتوازن القوى».
ورأت الدراسة الأميركية أن الرياض هي «الأكثر صراحة في الاعتراف والرد على التهديد»، مشيرة إلى أن التركيز يبدو على باكستان، وفي المرتبة الثانية الصين، إذ شاركت الأخيرة في الصناعة النووية المدنية السعودية، وبفضل كونها موردًا رئيسيًا للطاقة النووية من قبل ومن المقرر أن تتولى بحلول عام 2030 دورًا قياديًا عالميًا في مجال الطاقة النووية المدنية».
وخلال الأشهر القليلة الماضي، تزايدت وتيرة الزيارات المتبادلة بين مسؤولين سعوديين وباكستانيين، وكان آخرها زيارة رئيس الوزراء الباكستانى شهباز شريف، إلى المملكة العربية السعودية الشهر الماضي، وآدائه فريضة العمرة.
استثمارات كبيرة في باكستان
وتستهدف الرياض ضخ استثمارات كبيرة في باكستان التي تعاني مشكلات اقتصادية متفاقمة، وقد تتجه الاستثمارات إلى قطاعات عدة تشمل الزراعة، والتعدين، وتكنولوجيا المعلومات، والطيران، في سياق تعهدات سعودية بتسريع وتيرة الاستثمارات في باكستان بقيمة 5 مليارات دولار.
يشار إلى أن تفكير الرياض في امتلاك أسلحة نووية هو توجه يمتد لعقود، إذ ورد في وثيقة سربها مسؤولون سعوديون في العام 2003 أن السعودية رسمت ثلاث سيناريوهات مستقبلية للتعامل مع هذا الأمر: السيناريو الأول هو اقتناء الأسلحة النووية التي تحتاجها، والسيناريو الثاني هو عقد اتفاق مع قوة نووية أخرى لحماية المملكة، والسيناريو الثالث هو الاعتماد على إمكانية خلو منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
وعبر السعوديون عن استيائهم من إزاحة صدام حسين عن السلطة وأعربوا عن عدم رضاهم عن السياسة الأمرييية تجاه إسرائيل كما أبدوا مخاوفهم المتزايدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. وازدات التقارير الدبلوماسية التي تتحدث عن التعاون السعودي الباكستاني النووي في السنوات التالية. لكن البعثة السعودية في العاصمة البريطانية لندن أصدرت بيانا جاء فيه أن المملكة وقعت على معاهدة عدم الانتشار النووي، قائلة إنها تسعى من أجل خلو منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
اقرأ المزيد:
«أبعد من المٌسيرات».. كواليس الحرب «الصامتة» بين إسرائيل وإيران