الكويتيون يحتفون بذكرى ميلاد حسني مبارك: مكانه القلب والفؤاد
يقدر الكويتيون الدور البارز الذي قام به حسني مبارك، إبان الغزو العراقي للبلاد، وفي ذكرى ميلاد الرئيس المصري الراحل عبر العديد من أبناء الكويت عن محبتهم للرجل الذي كان موقفه واضحا منذ البداية، بالانحياز إلى صف الحق.
ويوافق اليوم 4 مايو 2024 ذكرى ميلاد محمد حسني مبارك الذي ولد في 1928 بكفر مصيلحة التابع لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية لأسرة متوسطة.
وفي حوار أجرته معه صحيفة «الأنباء الكويتية» مايو 2019 عن الغزو العراقى للكويت أغسطس 1990، قال مبارك: «كانت صدمة، ولم أكن أتخيل أن صدام سيقدم على هذا العمل، دولة عربية تعتدي وتحتل دولة عربية أخرى ذات سيادة، كلام غير معقول»..
وهي الكلمات التي عبرت عن حالة التشرزم العربى التى تصدرت المشهد آنذاك، والدور الذى لعبه اقليميا للحيلولة دون ن سقوط لأمة العربية فى الهاوية، وتحولها لجثة هامدة فى التسعينيات.
أنهى الرئيس المصري الراحل مرحلة التعليم الثانوي بمدرسة المساعي المشكورة الثانوية بشبين الكوم، ثم التحق بالكلية الحربية، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فبراير 1949، وتخرج برتبة ملازم ثان.
مبارك والحياة العسكرية
وفي بداية حياته العسكرية، التحق مبارك ضابطًا بسلاح المشاة باللواء الثاني الميكانيكي لمدة 3 شهور، وأعلنت كلية الطيران عن قبول دفعة جديدة بها، من خريجي الكلية الحربية، فتقدم حسني مبارك للالتحاق بالكلية الجوية، واجتاز الاختبارات مع أحد عشر ضابطاً قبلتهم الكلية، وتخرج في الكلية الجوية، حيث حصل على بكالوريوس علوم الطيران من الكلية الجوية في 12 مارس 1950. وفي عام 1964 تلقي دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفياتي.
عين مبارك بالقوات الجوية في العريش، في 13 مارس 1950، ثم نقل إلى مطار حلوان عام 1951 للتدريب على المقاتلات، واستمر به حتى بداية عام 1953، ثم نقل إلى كلية الطيران ليعمل مدرسا بها، فمساعدا لأركان حرب الكلية، ثم أركان حرب الكلية، وقائد سرب في نفس الوقت، حتى عام 1959. تم أسره برفقة ضباط مصريين بعد نزولهم اضطراريا في المغرب على متن مروحية خلال حرب الرمال التي نشبت بين المغرب والجزائر.
بعد ذلك سافر في بعثات متعددة إلى الاتحاد السوفيتي، منها بعثة للتدريب على القاذفة إليوشن ـ 28، وبعثة للتدريب على القاذفة تي ـ يو ـ 16، كما تلقى دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفيتي (1964 ـ 1965 م).
وأصبح محمد حسني مبارك، قائداً للواء قاذفات قنابل، وقائداً لقاعدة غرب القاهرة الجوية بالوكالة حتى 30 يونيو 1966.
وفي يوم 5 يونيو 1967، كان محمد حسني مبارك قائد قاعدة بني سويف الجوية، وعُين مديراً للكلية الجوية في نوفمبر 1967 م، وشهدت تلك الفترة حرب الاستنزاف، رُقي لرتبة العميد في 22 يونيه 1969، وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائداً للقوات الجوية في أبريل 1972 م، وفي العام نفسه عُين نائباً لوزير الحربية.
أثناء حرب أكتوبر 1973، قاد مبارك القوات الجوية المصرية ثم رقي اللواء محمد حسني مبارك إلى رتبة فريق طيار في فبراير 1974. وفي 15 أبريل 1975، اختاره محمد أنور السادات نائباً لرئيس الجمهورية، ليشغل هذا المنصب (1975 ـ 1981 م).
مبارك والحياة السياسية
وعندما أعلن السادات تشكيل الحزب الوطني الديموقراطي برئاسته في يوليو 1978 م، ليكون حزب الحكومة في مصر بدلاً من حزب مصر، عين حسني مبارك نائبًا لرئيس الحزب، وفي هذه المرحلة تولى أكثر من مهمة عربية ودولية، كما قام بزيارات عديدة لدول العالم، ساهمت إلى حد كبير في تدعيم علاقات هذه الدول مع مصر.
وفي 14 أكتوبر 1981 تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية، بعدما تم الاستفتاء عليه بعد ترشيح مجلس الشعب له في استفتاء شعبي، خلفاً للرئيس محمد أنور السادات، الذي اغتيل في 6 أكتوبر 1981 م، أثناء العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر 1973 م. وفي 26 يناير 1982 انتخب رئيساً للحزب الوطني الديموقراطي.
مبارك والكويت
بينما كان الصف العربى منقسما بين تأييد صدام حسين وشجب ما قام به، اتخذ مبارك موقفا داعما للكويت وحقها الذي لا يمكن إنكاره.
فى 8 أغسطس دعى مبارك إلى عقد لقمة عربية طارئة احتضنتها القاهرة، وطالب بحل المشكلة فى الإطار العربى بعيدا عن تبادل الاتهامات والتراشق، فضلا عن الاتصالات الدولية التى كانت يجريها فى هذه الفترة مع زعماء وقادة العالم.
وفقا لمذكرات وزير الخارجية المصرى آنذاك عمرو موسى تم تأجيلها إلى يوم 10 اغسطس، لتأخر وصول الأمانة العامة للجامعة العربية إلى القاهرة، فضلا عن تأخر وصول عدد من الرؤساء والملوك، وتحفّظ البعض.
وفي تقرير سابق لها، قالت صحيفة «الأنباء» الكويتية إن مكان الرئيس المصرى القلب والفؤاد فى قلوب الكويتيين الذين يكنون له كل معانى التقدير وعواطف المحبة ومشاعر العرفان وفاء لعلاقاته الطيبة مع بلدنا ولدوره الذى سيبقى محفورا ابد الدهر فى قلوبنا وعقولنا وذاكرة شعبنا وحكامنا ومسطرا بحروف من ذهب فى تاريخ وطننا الذى كتب اسم الرئيس مبارك عاليا وخالدا وشامخا دائما وأبدا.
اقرأ أيضا:
علاء مبارك يتوقع نهاية فزاعة «معاداة السامية»
تعليق «حسني مبارك» الهندي بعد تصدره الترند في مصر
فيما ذكرت جريدة «الجريدة» في تقرير سابق: «كان للقيادة المصرية موقف واضح ومؤيد للكويت خلال فترة الغزو، حيث يستذكر الكويتيون بكل امتنان مواقف الرئيس المصري الراحل حسني مبارك الحازمة، ودوره المحوري في تشكيل الموقف العربي الرافض منذ اللحظات الأولى للغزو العراقي الغادر».