خليجيون| 4 رسائل لتدريبات «الموج الأحمر» بين مصر والسعودية
عدة رسائل حملها التدريب العسكري المشترك بين مصر والسعودية وبلدان آخرى في البحر الأحمر، من بينها، اثبات القدرة على الدفاع والردع، وكشف القدرة على حماية الحدود المائية و المصالح الاقتصادية وتحذير أي عدو من المساس بالأمن العربي، حسبما تحدث خبراء عسكريون وسياسيون إلى «خليجيون».
وتشارك عناصر من القوات البحرية المصرية مع عدة بلدان في تدريب بحري مشترك بالسعودية، إذ قال المتحدث باسم الجيش المصري في بيان أمس الأحد إن «التدريب المشترك (الموج الاحمر) سيستمر عدة أيام في نطاق البحر الأحمر»
تحذير
ويرصدوكيل المخابرات المصرية الأسبق اللواء محمد رشاد ما اعتبرها «رسالة تحذيرية» تجملها التدريبات البحرية ضد الأعمال التصعيدية في البحر الأحمر الذي يمر بفترة «عويصة» جراء نشاط منطقة باب المندب حيث هجمات قوات الحوثي على السفن.
اكتساب الخبرة
ويقول رشاد في تصريح إلى «خليجيون» إن تلك التدريبات اعتادت القوات المصرية المشاركة فيها على محو دوري من أجل اكتساب الخبرات وتبادلها ومواكبة التطور النوعي العسكري البحري.
وعن خطورة الأوضاع في منطقة باب المندب يقول رشاد إن «الحوثيين لا يشكلون خطورة على المياه المصرية أو السعودية خاصة وأن تحركاتهم لا تتعدى حدود هذه المياه، أو المنطقة الدولية»، متوقعًا استمرار المعارك لفترة طويلة حتى لو وقفت الحرب في غزة مرجعًا ذلك إلى الرغبة الأميركية في إنهاء قوة الحوثيين البحرية.
التأكيد على حفظ المصالح
وعن الرسالة الثالثة من تدريبات «الموج الأحمر»، يقول الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي إنها تأكيد حفظ مصالح الدول العربية المطلة على البحر الأحمر في ظل التهديدات الحوثية وتعرض مصر لتعرضها لنقص في عدد السفن التي كانت تمر على قناة السويس واضطرت إلى سلك طرق بديلة تجنبًا للخطر الحوثي.
لكن الشوبكي يستبعد في تصريح إلى «خليجيون» أن تحمل تدريبات «الموج الأحمر» بأن تكون رسالة تحذير ضد قوات الحوثي اليميني، مرجعًا ذلك أنه ليس هناك ما يستدعي لتوجيه إنذار إلى الحوثيين، مشيرا إلى أنها تحمل إعلان عن الدفاع المشترك في أي مواجهة لأي تهديد مباشر محتمل.
استعراض القدرات
ويرى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التدريبات البحرية هي استعراض للقدرات العسكرية للتأكيد على دور هذه الدول في حماية المصالح والمكتسبات ضد أي مخاطر متوقعة.
ويرجع الشوبكي عدم مشاركة مصر المشاركة في عملية «حارس الازدهار» الذي شكلته الولايات المتحدة الأميركية، إلى الحسابات المصرية «المعقدة»، والتي منها الحفاظ على حلقة التواصل مع الحوثيين، بالإضافة إلى الدور المصري المؤيد للقضية الفلسطينية، منوها إلى أن خوض عداء ضد القوات الحوثية قد يتناقض مع الدفاع عن غزة، نظرًا لربط الهجمات البحر الأحمر بالعدوان على غزة.
يشار إلى أن التدريبات المصرية السعودية جاءت بعد أيام من إعلان قوات الحوثي، بدء تنفيذ «المرحلة الرابعة من التصعيد ضد الاحتلال الإسرائيلي»، وبدء استهداف كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية في أي منطقة تطالها أيديها.