خليجيون| المغرب تسلم مفاتيح مصانعها العسكرية لإسرائيل: «تسريبات ذات سوابق»
تواصل المغرب توطيد علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي منذ تطبيع العلاقات الدبلوماسية قبل 4 أعوام، لكن يبدو ان المسار التطبيعي سيبلغ مرحلة متقدمة مع تسريبات إعلامية عن إنشاء مصانع عسكرية إسرائيلية في البلد المغاربي، وهو ما اختلف عليه متابعون للشأن الإسرائيلي ما بين معسكر معارض وآخر يعتبره أمرا طبيعيا.
وحتى اللحظة، لم يصدر تعليق رسمي مغربي على تقارير إعلامية غربية عن تعاون عسكري مرتقب بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد نحو أربع سنوات على توقيع اتفاقات أبراهام أواخر 2020. لكن - ووفق التسريبات- من المقرر أن يجري تصنيع طائرات مسيرة (درون) عسكرية بالتعاون مع إحدى أبرز الشركات الإسرائيلية المتخصصة في هذا المجال.
وخسب تصريح الرئيس التنفيذي لشركة «بلو بيرد إيرو سيستم» الإسرائيلية، رونين نادر، نقله موقع «زونا ميليتار» الإسباني، فإن الشركة الإسرائيلية الرائدة في مجال إنتاج الطائرات دون طيار ذات الاستخدام العسكري «أنشأت فعلا في المغرب وحدة إنتاج خاصة بهذه الصناعة التي تعتمد على التكنولوجيا العسكرية الفائقة» ومن المقرر أن «تدخل وحدة المغرب مرحلة الإنتاج قريبا»، بحسب رونين نادر.
المغرب على نهج التطبيع الخليجي
وتعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتورة الخطوة المغربية «طبيعية» والتي تتلائم مع سياسة أغلب الدول العربية التي تتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي سواء كان على المستوى الاقتصادي أو العسكري.
وتقول نجلاء في تصريح إلى «خليجيون» إن المغرب تسير على نهج الإمارات والبحرين من حيث التعامل وفق ألية التطبيع التي تعممت بين العرب والاحتلال الإسرائيلي مؤخرا برعاية أميركية. وتشير أستاذ العلوم السياسية إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على العلاقة بين الاحتلال والدول العربية، فضلا عن جهودها بألا تتأثر تلك العلاقة بالعدوان على قطاع غز.
ولم يكن التعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل هو الأول من نوعه، إذ سبق أن نقل موقع «ذا ديفينس بوست» عن وسائل إعلام إسبانية في العام 2022 القول إن الرباط اشترت 150 طائرة إسرائيلية من دون طيار للإقلاع والهبوط العمودي «واندرب» و«ثندرب» لتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية.
تطبيع المغرب وإسرائيل.. أكثر من طبيعي
في المقابل وصف الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع بـ«المخزي»، منوها إلى أن المغرب باتت على علاقة قوية مع الاحتلال الإسرائيلي بشكل متزايد عن الطبيعي. وقارن ربيع في تصريح إلى خليجيون بين الموقف المغربي ونظيره الإسرائيلي تجاه إسرائيل، قائلا:«في الوقت التي تتبنى فيه الجزائر حملة سياسية وإعلامية على الاحتلال الإسرائيلي، تبذل المغرب جهودا مضاعفة للتطبيع».
وعن التعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل علق الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية قائلا:«المغرب فتحت مجالات أمام الكيان الإسرائيلي للتوغل في الأمن القومي المغربي»، لافتاً إلى أن التعاون بين الطرفين عسكريا يمنح الاحتلال قراءة تفصيلية لمعلومات عن للجيش المغربي.
وبدأت الرباط التعاون عسكريا مع الاحتلال الإسرائيلي في 2021، حينما استوردت نظام «سكاي لوك دوم» المضاد للطائرات دون طيار.
وفي يوليو من عام 2023، أعلن رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، شاي كوهين، أن شركة الحرب الإسرائيلية «إلبيت سيستمز» تعتزم افتتاح مصنعين لتصنيع طائرات دون طيار إسرائيلية في المغرب يرجح أن يكون أحدهما في الدار البيضاء، بحسب موقع هيسبريس المغربي.
نوع الطائرات الجديدة
ونقلت صحيفة «لوموند» الفرنسية، عن آشر فريدمان مدير معهد اتفاقات أبراهام من أجل السلام في الأراضي المحتلة قوله إن «طائرات الدرون المنتظر إنتاجها في المغرب قد تكون من طرازي «واندر- بي» و«ثاندر- بي». وتعد هذه «الطائرات دون طيار» مخصصة بشكل أساسي للاضطلاع بمهام استكشاف واستعلام، و في عام 2022، تقدم المغرب بطلبية من 150 طائرة درون سيتم إنتاج جزء منها على الأراضي المغربية.
يشار إلى أن الاتفاق المغربي = الإسرائيلي هو اتفاق تطبيع جرى بين المملكة المغربية وإسرائيل في 10 ديسمبر 2020 بوساطة أميركية لتصبح المغرب سادس دولة عربية تطبع مع إسرائيل بعد مصر (1979) والأردن (1994) والإمارات (2020) والبحرين (2020) والسودان (2020).