القاهرة غاضبة.. هل هددت مصر بإنهاء الوساطة؟
هددت مصر بالتوقف عن الوساطة في المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، وذلك بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين، لم تسمهم، أن القاهرة «غاضبة» لأن إسرائيل «أعطتها مهلة قصيرة قبل السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي» الثلاثاء، و«هددت بالتوقف عن العمل كوسيط في المفاوضات»، مما قد يعرض المحادثات للخطر.
وأضاف المسؤولون أن «مصر منعت، الأربعاء، أي شاحنات مساعدات إنسانية من دخول غزة عبر معبر كرم أبو سالم»، حتى بعد أن أعلنت إسرائيل إعادة فتح المعبر.
في المقابل حذرت وكالات الإغاثة التي تنشط في غزة من أن الغذاء والوقود والإمدادات الأساسية تتناقص بشكل خطير في غزة بعد أن سيطرت إسرائيل على معبر رفح الحدودي وأغلقته، ما يهدد بتفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل.
والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة ومصر، لتدخل قواته المنطقة للمرة الأولى منذ عام 2005، في خطوته أدانتها القاهرة.
من رفح .. وزير الحرب الإسرائيلي يتحدي الوساطة المصرية ويتعهد بتدمير ماتبقي من غزة #ترجمة_أبوبكر_خلاف pic.twitter.com/hiZRrnt3Lf
— Bakr Khallaf | أبوبكر خلاف (@bakr_khallaf) May 7, 2024
إعادة فتح المعابر
كما أعلنت دولة الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عن إعادة فتح معبر كرم أبو سالم، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعدما تم استهدافه، الأحد، بصواريخ قالت إنها «أُطلقت من رفح»، مما أسفر عن مقتل 4 جنود.
وحسب الصحيفة الأميركية، لا يزال معبر رفح مغلقا، بينما يُعتبر معبر كرم أبو سالم، الطريق الرئيسي لإيصال المساعدات الآن إلى جنوبي غزة.
ودعت الولايات المتحدة إلى إعادة فتح معبر رفح الحدودي، وهو الميناء الرئيسي لعمال الإغاثة الدوليين والمدنيين الجرحى الذين يبحثون عن علاج في الخارج.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إن إغلاق معبر رفح الحدودي يعني «نفاد الوقود من الخدمات الصحية في جنوب قطاع غزة خلال 3 أيام».
مفاوضات دون تقدم
وعلى صعيد آخر، «اختُتمت المحادثات الفنية» للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في القاهرة، الأربعاء، «دون إحراز تقدم كبير»، وفق ما قال مسؤولون مصريون لـ«وول ستريت جورنال».
رفح الان
بعد اعلان حماس الموافقة على الوساطة المصرية
الوساطة المصرية فاشلة
والحرب مستمره #رفح_تحت_القصف #Gaza #اسرائيل #الأهلي_الهلال #الهلال_الاهلي #غزة_تنتصر #الجيش_الإسرائيلي pic.twitter.com/QwPYrCjPyK— نبيل القيلي ابو همام © (@Nabeelalqili2) May 6, 2024
في السياق وصل مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، وليام بيرنز، إلى إسرائيل، مساء الأربعاء، للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ومسؤولين آخرين، في إطار جهوده للتوصل إلى اتفاق هدنة.
وقبلت حماس في وقت سابق من هذا الأسبوع، قبولها مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي تقدمت به مصر وقطر.
ولاحقا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في إفادة صحفية: «دعوني أوضح أمرا واحدا، وهو أن حماس لم تقبل بمقترح وقف إطلاق النار.. حماس استجابت وحمل ردهم عدة اقتراحات، وهو ليس مساويا للقبول».
وأضاف ميلر، الثلاثاء: «هذا البيان الذي صدر (الإثنين الموافق 6 مايو)، وتم تداوله على نطاق واسع، ولا ألقي باللوم على من نقله، فهو ما ذكره البيان، (لكنه) لا يعكس بدقة ما حدث. هم (حماس) استجابوا كما يفعل الأشخاص (عادة) في إجراءات المفاوضات، لكنه لم يكن قبولا به».
وحسب «وول ستريت جورنال»، فإن حماس «أضافت شروطا لم توافق عليها إسرائيل، بما في ذلك الانسحاب الكامل من غزة.»
ونقلت رويترز عن مسؤول إسرائيلي، الأربعاء، أن بلاده «لا ترى أي علامة على تحقق انفراجة في المحادثات»، لكنها تبقي على وفد مفاوضيها متوسطي المستوى في القاهرة حاليا.
واستأنفت مصر محاولة إحياء المفاوضات في أواخر الشهر الماضي، خاصة في ظل قلقها من شن إسرائيل عملية على حماس في رفح بجنوب قطاع غزة، حيث يوجد أكثر من مليون نازح فلسطيني بالقرب من حدودها.
اقرأ أيضا: إيران تهدد بتغيير عقيدتها النووية.. هل يدخل الخليج في سباق نووي؟