أميركا تغازل اليمن.. لغز الـ220 مليون دولار
في وقت تقود فيه عملية «حارس الأزهار» لقصف أهداف يمنية تزعم أنها تابعة للحوثي التي تهاجم سفنا تجارية في المجري الملاحي جنوب البحر تغازل الولايات المتحدة اليمنيين بحزمة مساعدات سخية تصل إلى 220 مليون دولار.
أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يوم الأربعاء تقديم نحو 220 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية لليمن.
وقالت السفارة الأميركية في اليمن إن ما يقرب من 200 مليون دولار سيتم تقديمها من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وحوالي 20 مليون دولار من خلال وزارة الخارجية.
وأشار بيان الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إلى أن الأموال الإضافية «ستدعم الشركاء في المجال الإنساني لدعم الوصول إلى ملايين الأشخاص المحتاجين في اليمن، وكذلك ستدعم اللاجئين وطالبي اللجوء في اليمن».
تحالف حارس الأزهار
تحالف حارس الازدهار هو تحالف بحري متعدد الجنسيات تقوده الولايات المتحدة يهدف لشن عملية عسكرية للرد على الهجمات التي تشنها القوات المسلحة اليمنية الموالية لأنصار الله الحوثيون على السفن الإسرائيلية والمملوكه لإسرائيليين والمتجهة إلى إسرائيل أو المرتبطة بها في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، أعلن عنه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في البحرين يوم 19 ديسمبر 2023 عقب زيارة قام بها إلى إسرائيل.
وقال الوزير إن الحلف تشكل تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة قوة المهام المشتركة 153 كرد على الهجمات التي تشنها القوات الموالية لحركة أنصار الله في اليمن ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحرين: الأحمر والعربي بهدف وقف الحرب الفلسطينية الإسرائيلية في قطاع غزة ودخول احتياجات القطاع من الغذاء والدواء.
السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي: لا ينبغي لأحد أن ينخدع بالموقف الأمريكي فهو شريك فعلي بكل جرائم الإبادة في #غزة وله الدور الأساسي في احتلال معبر #رفح pic.twitter.com/6kHC4qGZX1
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) May 9, 2024
وأعلنت جماعة الحوثي عن استهداف العديد من السفن التي تقول إنها تتجه إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي وأن الهجمات تمثل نوعا من الدعم للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الحوثي يضرب إيرادات قناة السويس المصرية
في المقابل قال رئيس هيئة قناة السويس المصرية، أسامة ربيع، اليوم الخميس، إن إيرادات قناة السويس المصرية بالدولار انخفضت 40% منذ بداية العام مقارنة بعام 2023، بعد أن أدت هجمات شنها الحوثيون اليمنيون على سفن إلى تحويل شركات الشحن الكبرى عن المسار.
وقال ربيع، في حديث لبرنامج حواري في وقت متأخر من الليل، إن حركة السفن انخفضت بنسبة 30% في الفترة بين الأول من يناير و11 يناير مقارنة بالعام السابق. ونقلت رويترز عن ربيع قوله إن عدد السفن التي تمر عبر قناة السويس انخفض إلى 544 حتى الآن هذا العام، من 777 في الفترة المقابلة من عام 2023.
مليشيا الحوثي تشن حملة ملاحقات لموظفين عموميين في مناطق سيطرتها، بتهمة التخابر مع تحالف “حارس الازدهار” الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية السفن من هجمات الجماعة.#الحوثي_جماعه_ارهابيه pic.twitter.com/RTI8pF3MA4
— يوسف (@YousefHaad) May 8, 2024
حولت العديد من شركات الشحن التجارية بتحويل السفن إلى طرق أخرى. وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي عن مهمة دولية جديدة للقيام بدوريات في البحر الأحمر وردع الهجمات. وقال ربيع إن «السفن التي اضطرت للمضي قدماً في رحلتها على وجه السرعة هي فقط التي حولت مسارها حول رأس الرجاء الصالح، وأن السفن الأخرى تنتظر استقرار الوضع».
وأضاف أنه «لا يمكن التغلب على المخاوف الأمنية لشركات الشحن من خلال التخفيضات أو الحوافز الأخرى التي تقدمها القناة». وتابع أن «قسما كبيرا جدا من البضائع سيعود (إلى القناة) بمجرد الانتهاء من هذا الأمر»، في إشارة إلى هجمات الحوثيين.
توقعات صندوق النقد لإيرادات قناة السويس
وتوقع صندوق النقد الدولي في وقت سابق هذا الأسبوع تراجع إيرادات قناة السويس خلال العام المالي الجاري إلى 6.8 مليار دولار مقابل 8.8 مليار دولار في العام الماضي بنسبة انخفاض نحو 22.7%، على أن تقفز في العام المقبل إلى نحو 10 مليارات دولار.
ويوم الاثنين الماضي قالت مجموعة ميرسك للشحن البحري إن الوضع في البحر الأحمر يواصل التدهور ويتسبب في اضطرابات في قطاع النقل البحري. وتوقعت أن تؤدي أزمة حركة شحن الحاويات في البحر الأحمر إلى خفض قدرة القطاع بين الشرق الأقصى وأوروبا بما يتراوح بين 15 و20% في الربع الثاني من العام.
وحوّلت ميرسك ومنافسوها مسار السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا منذ ديسمبر لتجنب هجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن في البحر الأحمر، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن بسبب فترات الإبحار الأطول. وقالت الشركة، التي يُنظر لها على أنها مقياس لحركة التجارة العالمية، الأسبوع الماضي إن من المتوقع أن تستمر أزمة الشحن الناجمة عن الهجمات حتى نهاية العام على الأقل.
وذكرت ميرسك في مذكرة استشارية للعملاء «اتسعت منطقة الخطر، والهجمات تصل إلى مناطق أبعد في البحر». وأضافت: «أجبر هذا سفننا على إطالة رحلاتها بشكل أكبر، ما أدى إلى زيادة الوقت والتكاليف لتوصيل البضائع إلى وجهتها في الوقت الراهن».
صحوة قوية للجنيه المصري أمام الدولار.. كسب 70 قرشا في 3 أيام