خليجيون| سباق «الدمار الشامل» يطرق أبواب الخليج
من العراق إلى السعودية مرورا بالإمارات العربية المتحدة، تتصاعد المخاوف من شبح «سباق تسلح نووي» في منطقة الخليج العربي تزامنا مع التصعيد بين إسرائيل وإيران الشهر الماضي، والتهديدات الإيرانية المتكررة بعسكرة برنامجها السلمي.
تهديد إيراني
اليوم هدد كمال خرازي، مستشار الزعيم الإيراني، بأن طهران ستضطر إلى تغيير عقيدتها النووية من (سلمية لعسكرية) على مرمى حديثه، إذا هددت إسرائيل وجودها، الأمر الذي أثار مخاوف لجؤء طهران إلى تصنيع السلاح النووي، خاصة مع اقتراب تخصيب اليورانيوم من مستويات حرجة وفق الروايات الغربية.
بلغ التوتر بين إيران وإسرائيل ذروته في أبريل الماضي إذ أطلقت إيران نحو 300 صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل رداً على هجوم يشتبه في أن إسرائيل شنته على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق.
بلومبيرغ:
السعودية وامريكا يقتربان من اتفاق امني تاريخي يشمل البرنامج النووي السعودي والذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة بحسب اشخاص مطلعين على المفاوضات https://t.co/hrTM6Lw6Fs
— صالحه (@salhah_alsharai) May 2, 2024
بن سلمان يرد
وعلى وقع التهديدات الإيرانية المتكررة، رجحت دراسة بحثية أميركية، صدرت مؤخرا، إن تتجه المملكة العربية السعودية إلى الاستعانة بالخبرات الباكستانية في مجال القدرات النووية، لمواجهة الطموح النووي الإيراني في إطار سباق النفوذ الأقليمي في منطقة الخليج العربي. وذكرت الدراسة التي أعدها معهد «دول الخليج العربية في واشنطن» أن، «التكهنات تظهر أن المملكة العربية السعودية تركز على باكستان كمصدر للقدرات النووية، وبدرجة أقل على الصين».
وسبق أن خرج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مارس 2018 ليدافع عن حق بلاده في تصنيع السلاح النووي إذا أقدمت طهران على نفس الخطوة، وحذر ولي العهد السعودي في حوار مع برنامج 60 دقيقة على شبكة «سي بي إس» الأميركية، من أن بلاده ستطور وتمتلك سلاحا نوويا إذا امتلكت منافستها الأقليمية إيران قنبلة نووية.
ويرى الأمين العام لمركز أفاق للدراسات الاستراتيجة اللواء محمد الغباشي أن التوجه إلى التسلح النووي «حق مشروع للسعودية وغيرها من الدول في سبيل الدفاع عن نفسها».
ويضيف الغباشي لـ «خليجيون» أن السلاح النووي كما بقية أسلحة الدمار الشامل هي أدوات ردع، وليست للاستخدام في الحروب، وامتلاك تلك الأسلحة يحكمه قواعد دولية، لأنه لن يبق شئ في الحياة إذا استخدمت أسلحة الدمار الشامل في الحروب».
ويربط بعض المتابعين للشأن الخليجي، بين تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل والموافقة على تنفيذ المملكة برنامجا نوويا للأغراض السلمية، بينما لم تعلن السعودية هذا الشرط بشكل رسمي، وتؤكد أن شرطها الالتزام بمبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، عام 2002.
لدينا القدرة على تصنيع القنبلة النووية
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، الخميس عن خرازي قوله: «لم نتخذ بعد قراراً بصنع قنبلة نووية، لكن إذا أصبح وجود إيران مهدداً، فلن يكون هناك أي خيار سوى تغيير عقيدتنا العسكرية»، وأضاف أن طهران ألمحت بالفعل إلى امتلاكها القدرة على صنع مثل تلك الأسلحة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
ويلفت مدير أفاق إلى أن اقتراب إيران من تصنيع القنبلة النووية وفق قولها «سوف يزيد من مخاوف الدول الخليجية في صراعها الاريخي مع إيران وبالتالي تسريع عملية امتلاكها القوة النووية، لافتا أن القوة المالية للخليج تمكنه من تمويل أي برامج نووية.
فتوى تحريم النووي
في وقت سابق حرم الزعيم الإيراني علي خامنئي صنع أسلحة نووية في فتوى في مطلع الألفية، وأكد موقفه مجدداً في 2019 بالقول: «صنع وتخزين قنابل نووية خطأ واستخدامها محرم.. .وعلى الرغم من أن لدينا تكنولوجيا نووية، فإن إيران عزفت عن ذلك تماماً».
تطورات البرنامج النووي الإيراني.. "وضع غير مرضٍ على الإطلاق" https://t.co/mYL3sT3Itt
— د.عبدالله بني مالك (@NEWSWEEK5555) May 7, 2024
العراق على الخط
على المسار نفسه، يعتزم العراق بناء برنامج نووي للأغراض السلمية، بعد انهيار الحلم النووي على خلفية الهجمات الإسرائيلية والأميركية إبان حكم الرئيس صدام حسين. في سبيل ذلك اجتمع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي مع رئيس الوزراء العراقي في بغداد، يوم الاثنين في إطار زيارة تهدف لمساعدة العراق على تطوير برنامج نووي سلمي.
وفي هذا السياق، قال وزير التعليم العراقي نعيم العبودي عقب لقاء جروسي ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني «ناقشنا عدة مشروعات في العراق، منها بناء مفاعل نووي للأغراض السلمية».
البرنامج النووي الإماراتي
ولم تكن الإمارات العربية المتحدة بعيدة عن المشهد، إذ تمتلك بنية نووية سلمية، تستغل في الأساس في إنتاج الكهرباء وفي ديسمبر الماضي وقعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مذكرة تفاهم مع شركة «تيراباور» الأميركية المتخصصة في الابتكار في قطاع الطاقة النووية، بهدف التعاون المشترك في مجال تطوير تطبيقات التقنيات المتقدمة في هذا القطاع.
ويستبعد الخبير العسكري المصري اللواء حمدي بخيت حدوث سباق نووي عسكري في منطقة الخليج في ظل الوجود الأميركي بالمنطقة وعدم سماحها لإيران بأن تكون قوة نووية، مشيرا أيضا دولة الاحتلال الإسرائيلي لن تسمح في كل الأحوال بوصول إيران إلى القنبلة النووية.
ويتوقع بخيب في تصريحات لـ «خليجيون» أن تستغل إسرائيل الاتفاق الأميركي الإيراني، وتشن ضربة تستهدف منظومة الأبحاث النووية الإيرانية، معتبرًا أن «الإمكانيات الإيرانية لا تستطيع صد التطورات التكنولوجية العسكرية الحديثة».
وخفضت إيران قدرات برنامجها النووي، عقب توقيع اتفاق مع قوى دولية كبرى في 2015، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هدد بانسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق. وسبق وحذر وزير المخابرات الإيراني وقتئذ في 2021 بأن الضغط الغربي قد يدفع طهران إلى السعي لامتلاك أسلحة نووية. وقال خرازي: «في حال شن إسرائيل هجوماً على منشآتنا النووية فإن ردعنا سيتغير».
اقرأ أيضا: