«خليجيون»| ما سيناريوهات تجميد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل؟
أعادت تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول عدم تأثر عملية اجتياح رفح بمعاهدة السلام مع مصر، التساؤلات حول مصير تلك الاتفاقية لاسيما مع تمركز قوات إسرائيلية على الحدود مع مصر.
ويقول وزير المجالس النيابية المصري الأسبق، مفيد شهاب، إن «جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يتورط حتى الآن في خطوات من شأنها دفع مصر إلى تجميد اتفاقية السلام، سوى الدخول بدبابات بالقرب من المعبر ثم الانسحاب».
لكن شهاب لم يستبعد في تصريح إلى «خليجيون» أن يؤدي استمرار التوترات على الحدود وتصاعدها الى تشكيل تهديد مباشر للأمن القومي المصري، ومن ثم تجميد معاهدة السلام، إلا أن التطور الذي حدث في السادس من مايو لم يشكل تهديدا حقيقيا على مصر».
ويضيف أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، أن الاحتلال الإسرائيلي اعتدى على غزة ولم يعتد مصر، لكنه في الوقت نفسه شكل تهديدا على أمنها القومي بإثارة القلق على الحدود عبر إشعال الحرب وتصعيد التوترات.
وكان أوفير جنلدمان، المتحدث باسم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد زعم أول من أمس الأربعاء، إن تل أبيب تعي الحساسية المتعلقة بإجراء عملية عسكرية قرب الحدود المصرية، زاعما أن هذه العملية لا تخالف على الإطلاق معاهدة السلام المبرمة بين الجانبين.
وكانت مصر قد اعتبرت أن التصعيد الخطير في رفح يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الفلسطينيين في غزة.
ويقول شهاب إن «الأمن القومي المصري خط أحمر»، معتبرا أن «أي تهديد للأمن القومي يمنح مصر الحق في اتخاذ أي اجراء مناسب لإيقافه بأي طريقة ممكنة»، مشيرا إلى أن أن«دفع الفلسطينيين نحو التهجير لمصر بمثابة اعتداء مباشر على السيادة المصرية»، مختتما بالقول «الحدود المصرية مصانة ومن حق القاهرة ألا تسمح بأي طريقة كانت دخول أي شخص لها من رفح».
محاولة لاستفزاز مصر
ويرى المحلل العسكري اللواء حمدي بخيت أن الاحتلال الإسرائيلي على دراية كاملة بخطورة إلغاء أو تجميد معاهدة السلام مع مصر، مشيرا إلى أن بعض قيادات مجلس الحرب الإسرائيلي تحاول استفزاز القاهرة بالتمركز على الحدود المصرية بالقوة الضاربة للجيش.
ويستبعد بخيت في تصريح إلى «خليجيون» أن تقدم مصر على تجميد اتفاقية الاسلام متوقعا نشر قوات مصرية على الحدود على غرار الخطوة الإسرائيلية التي بررت نشر السلاح في المنطقة المنزوعة السلاح بحربها على حماس.
ويرجح بخيت «تجميد بند من بنود اتفاقية السلام جزئيا دون إعلان رسمي، لافتاً إلى أن مصر لن تتردد في الدفاع عن أمنها القومي ضد أي تهديد محتمل».
ويسود التوتر بعد التوغل الإسرائيلي الأول داخل محور صلاح الدين المعروف باسم «محور فيلادلفيا»، منذ عام 2005، رغم التحذيرات المصرية التي تصاعدت عقب الحرب الأخيرة في غزة من جر المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار.
ويمتد محور صلاح الدين داخل قطاع غزة من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا بطول الحدود المصرية، التي تبلغ نحو 14 كيلومترا.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد قالت في بيان إن «مصر حذرت من أن العملية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل غزة». واعتبر بيان القاهرة أن «هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني».
وجاء البيان المصري بعد وقت قليل من سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي الحيوي بين القطاع الفلسطيني ومصر.