«بعارين البلدية» من المنقف… للسالمية!!
قبيل «هجرتي القسرية» من الكويت قبل سبع سنوات والاتجاه جنوبا الى إمارة أبوظبي الجميلة والإمارات العزيزة، كنت من عشاق إذاعة FM التي تبث من راديودولة الكويت الرسمي والمختصة بالأغاني القديمة وأسمعها على الدوام لأسترجع أيام الصبا والشباب.
لكن بعد عودتي اكتشفت أنها صارت «للهذرة والسوالف» وكأنها «مقعد حريم في عصرية داخل مخيم»!
كنت عائدا من الأحمدي يوم أمس وبحثت في Google عن محل تسجيلات يزودني بأشرطة لتلك الأغاني القديمة فعثرت على محل اسمه «أنغام المنقف» ويقع بالطبع في المنقف!
قادني نظام التموضع إلى الشوارع الخلفية في تلك المنطقة وإذا بي أشاهد العجب.. العجاب! شوارع كأنها تعرضت للقصف بالطيران! حفر مغمورة في مياه أمطار أومجاري أحسبها بعمق خمسة سنتيمترات لكن تكتشف أنها بعمق نصف متر بعد أن يسقط بها «تاير سيارتك» الأيمن الأمامي!
شوارع بلا أرصفة وبراميل قمامة وفوضى مرورية من السيارات والعمالة السائبة! تجاوزات لا تعد ولا تحصى على أراضي الدولة من المحلات والمطاعم والمتاجر والمقاهي و.. «عد وخربط»!
كنت أراقب تلك المخالفات بعين والعين الثانية تنظر إلى عيون الناس التي تسير على أقدامها وسط تلك الفوضى وأرى المعاناة والألم تخرج من عيون فوق رؤوس تدور كمنظار الغواصة اتقاء لحفرة مياه أوسيارة طائشة! للحظات قليلة اعتقدت أنني قد تجاوزت حدود الكويت ووصلت إلى حدود الناصرية و«خدري الشاي… خدري»!!
ما سبق لم يكن موضوعنا بل مقدمة.. لما سيأتي! صباح أمس احتجت لزيارة المستشفى الدولي في السالمية وهوصرح طبي عملاق يضاهي مستشفى كليفلاند أبوظبي له مواقف سيارات بأربعة أدوار مواز لمبنى المستشفى بذات العدد من الطوابق يفصل بينهما ممر ضيق لا يزيد عرضه عن ثلاثة أمتار!
دخلت بسيارتي إلى المواقف لأكتشف أنه لزاما على كل مريض أن يسير على قدميه ناهيك عن العجزة والكراسي بعجلات للخروج منه إلى الشارع وبعد ذلك إلى مبنى المستشفى!!
الفضول الصحفي - كالعادة - دفعني لسؤال عدد من العاملين عن السبب وكيف عجز أصحاب المستشفى عن بناء كباري صغيرة تربط مواقف الأدوار الأربعة بطوابق المستشفى عبر تلك السكة الضيقة!
حن أردنا لكن البلدية رفضت وقالت لنا لكم الأرض وليس الهواء
جاء الجواب صادما: «نحن أردنا لكن البلدية رفضت وقالت لنا لكم الأرض وليس الهواء»!! وأنا بدوري أسأل مدير البلدية ورئيس المجلس البلدي ووزير البلدية ماذا عن الجسر الذي يربط بين مجمع النقرة الشمالي والجنوبي؟ وماذا عن الجسر الذي يربط فندق المارينا ويمر فوق طريق الكورنيش الرئيسي وليس مجرد سكة ضيقة ومستشهدا بقول أمير الشعراء: «أحرام على بلابله الدوح، حلال للطير من كل.. جنس»؟ وهل تركتم مجاهل المنقف تعذب روادها وتشبثتم «بهواء سكة ضيقة»؟ أو كما يقولون في مصر: «سبتم الكبيرة ومسكتوا في الهايفة»؟! هل حرام على المرضى والعجزة وحلال على المتسوقين والمتنزهين من كل.. جنس؟
شاهدت مريضة سقطت من الإعياء في طريقها من المستشفى إلى المواقف، سقطتها تلك ستعلق برقبة كل مسؤول في البلدية قال لهم «لكم الأرض وليس الهواء»، متناسين قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال لأصحابه وهو يبكي: لو أن بغلة عثرت في العراق لسألني الله عز وجل عنها يوم القيامة لماذا لم أمهد لها الطريق»!
فكيف ومن تعثر من أفضل مخلوقات الله وهم البشر وهم مرضى وعجزة؟! قال الله تعالى: « وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم المفسدون ولكن لا يشعرون» صدق الله العظيم.
اقرأ أيضا: