فيديو| ثاني لقاء بين السيسي وسلطان البهرة في غضون عام
للمرة الثانية في غضون عام، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، يرافقه شقيقه الأمير القائد جوهر عز الدين، وأنجاله الأمير جعفر الصادق عماد الدين، والأمير طه نجم الدين، والأمير حسين برهان الدين،
وسبق أن استقبل السيسي سلطان طائفة البهرة في أغسطس الماضي، وعقب لقاء جرى اليوم السبت صرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن السيسي أشاد «بالعلاقات التاريخية التي تربط مصر بالطائفة، وبالدور الذي يقوم به السلطان والطائفة في ترميم مساجد وأضرحة آل البيت والمساجد الأثرية بالقاهرة»، منوها «بالمشروعات التنموية والخيرية التي تقوم بها الطائفة في مصر».
وأكد الرئيس المصري «حرص الدولة على الاستمرار في مسار التنمية في كافة أنحاء البلاد، بما في ذلك في المناطق التاريخية بالقاهرة، التي تبذل الدولة جهوداً كبيرة لتطويرها واستعادة وجهها الحضاري».
وأكد سلطان البهرة تقديره البالغ لحرص مصر والرئيس السيسي على «تعزيز مبادئ وقيم المواطنة والتسامح، بما يعزز التعايش والسلم الاجتماعي». كما نوه سلطان البهرة إلى الدور المصري المُقدّر في دفع جهود إرساء السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، مشيداً بسعي مصر الدؤوب للعمل على إنهاء الحروب والنزاعات، لتحقيق مستقبل أفضل لجميع الشعوب.
حضر اللقاء رئيس المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل، وممثل السلطان بالقاهرة مفضل محمد.
من هو سلطان البهرة؟
مفضل سيف الدين هو سلطان البهرة الحالي، والابن الثاني لسلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين. وفي أدبيات الطائفة، لا يطلق عليه لقب سلطان، بل "الداعي"، وهو الداعي 53 للطائفة، ويسميه أتباعه «الداعي أو مولانا»، وفق موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وُلد مفضل سيف الدين في مدينة سورات الهندية في 20 أغسطس عام 1946. تولى تربيته وتعليمه والده السلطان الراحل الدكتور محمد برهان الدين، وله خمسة أبناء، ثلاثة من الذكور أولهم الأمير جعفر الصادق ثم الأمير طه ثم الأمير حسين، وابنتان.
وبحسب ما يعتقده أبناء طائفة البهرة وتنص عليه كتبهم، فإنه لا يتولى زعامتهم سلطان جديد إلا بنص وتعيين من السلطان السابق، لذا فإن سلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين عين نجله مفضل سيف الدين خلفا له (وليا للعهد) قبل وفاته بسنتين عام 2011 في مدينة مومباي أمام مئات الآلاف من أبناء الطائفة، حسب «بي بي سي»
منحت جامعة كراتشي الباكستانية مفضل سيف الدين شهادة الدكتوراه في الآداب في الثامن من سبتمبر 2015، تقديرا لجهوده الخيرية في العمل على توثيق الروابط الكريمة بين المسلمين.
كما منحته الهند جائزة السلام العالمية في 23 سبتمبر 2015، اعترافا بما وصفته بمساعيه القيمة وحرصه على تقدم الحريات الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وجهوده في إنشاء مشروع توزيع الغذاء وتأمنيه في جميع أنحاء العالم (فيض الموائد البرهانية)، ومساعيه في تعزيز دور المرأة الاجتماعي والاقتصادي.
من هم البهرة؟
وفق موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، تعني كلمة «البهرة» التاجر وترمز إلى واحدة من أشهر الطوائف الإسلامية المنتمية للشيعة والتي انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي، ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، وذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي عام 1094، والذي اختار ابنه المستعلي ليكون واليا، فنشب الخلاف بين الأخوين وانتهى لصالح الطائفة المستعلية التي هُزمت بهزيمة الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، الذي أسس الدولة الأيوبية وهزم الفاطميين وطردهم من مصر عام 1174، لينطلق البهرة إلى العديد من دول العالم.
ينقسم البهرة إلى فرق متعددة، منها «البهرة الداوودية» نسبة إلى داود برهان الدين بن قطب شاه، وينتشرون في الهند وباكستان بعد نقل مركزهم من اليمن في القرن العاشر الهجري. سلطانهم الحالي مفضل سيف الدين، ومركزهم اليوم فى مومباى ولهم جماعات في أكثر من 40 دولة في العالم.
على مر القرون، هاجر البهرة الداوودية إلى جميع أنحاء العالم سعيا وراء تحقيق فرص أفضل في التجارة والتبادل التجاري، كما أن مستوطناتهم الصغيرة نمت وتحولت إلى جاليات كبيرة ذات طابع رسمي في أماكن عديدة حول العالم، وقد هاجر أول وفد منهم إلى مصر خلال فترة الستينيات من القرن الماضي، ويبلغ عددهم اليوم في مصر ما يقارب ٧٥٠ شخصا، تشتغل نسبة عالية منهم في التجارة. و لانتمائهم إلى الفاطميين فإنهم يجتمعون غالبا لإقامة الصلاة في مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي وغيره من المساجد الفاطمية.
يعمل البهرة على إحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من قبورهم ومساجدهم، ويدفعون أموالا طائلة لترميمها، إذ ساهم سلطانهم بجهود مقدرة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت في مصر، وعدد من المساجد المصرية التاريخية، منها أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، والحسين، وأنشطة خيرية في مصر.
كانت طائفة البهرة سببا في إعادة إحياء مسجد الحاكم بأمر الله بعد فترات طويلة من التردي، كما كان لها دور مهم مؤخرا في تجديد مبانٍ تراثية وأثرية من مقامات آل البيت والمساجد المتعلقة بمعتقداتها، مثل مساجد الأقمر والسيدة زينب والسيدة رقية. يعمل أغلب البهرة في مصر في التجارة ولهم العديد من الأنشطة الخيرية، كما شهدت السنوات الماضية دعم الطائفة لصندوق «تحيا مصر».
يستخدم البهرة تقويما قمريا إسلاميا بصيغة خاصة، جرى تطويره منذ زمن الفاطميين ويعتمد على حسابات فلكية لتحديد بدايات الأشهر، لذا فهو ثابت ويختلف بفارق يوم أو يومين عن التاريخ الإسلامي المعتاد.
يحتفل البهرة مع عيدي الفطر والأضحى باحتفالات أخرى منها احتفالهم بالمولد النبوي الشريف وبيوم غدير خم (يوم ١٨ من شهر ذي الحجة الحرام) واحياء ذكرى يوم عاشوراء في العاشر من المحرم الحرام كل عام، ولهم عاداتهم وتقاليدهم الخاصة في هذه المناسبات.
اقرأ المزيد:
البرادعي يشكر ليبيا.. ما السبب؟