«ملياردير الظل» الذي يحكم جورجيا.. ما لا تعرفه عن إيفانيشفيلي
يمسك الملياردير بيدينا إيفانيشفيلي بمقاليد السلطة في جورجيا منذ أكثر من عقد، معزّزاً العلاقات مع روسيا على رغم اجتياحها بلاده قبل أعوام، وواعداً في الوقت عينه بمستقبل لتبليسي في الاتحاد الأوروبي.
في ربيع العام 2024، صنّف إيفانيشفيلي المنظمات غير الحكومية بمثابة أعداء في الداخل، وأحيا مشروع قانون لمكافحة «التأثير الأجنبي» كان قد تمّ التخلي عنه العام الماضي بسبب الجدل الواسع الذي أثاره، وهو مستوحى من إجراء مماثل اعتمدته روسيا، وفق وكالة فرانس برس.
احتجاجات جورجيا
أشعلت إعادة طرح القانون فتيل احتجاجات واسعة في تبليسي، مع توقع نزول الآلاف مجددا الى شوارع العاصمة السبت مع مضي البرلمان في الإجراءات الكفيلة بتحويل المشروع قانوناً.
جمع إيفانيشفيلي المولود لأسرة فقيرة في ريف جورجيا، ثروته في روسيا في التسعينات إثر سقوط الاتحاد السوفياتي، قبل أن يعود الى بلاده حيث دخل المعترك السياسي.
لا يحبذّ ابن التاسعة والستين عاماً والمقدرة ثروته بـ4.9 مليارات دولار، الأضواء، لكن ينظر إليه على أنه الممسك بزمام الأمور من الكواليس.
تفوّق في الانتخابات التشريعية لعام 2012، لكنه تخلّى عن رئاسة الوزراء في العام التالي. وعلى رغم عدم توليه أي منصب رسمي منذ ذلك الحين، الا أنه يهيمن على حزب «الحلم الجورجي» الحاكم، وينظر إليه منذ أعوام على أنه هو من يختار بعناية، كل من خلفوه في زعامة الحزب ورئاسة الوزراء.
في العام الماضي، اختير «رئيساً فخرياً» للحزب، في منصب جديد لا يدع مجالا للشك حيال إمساكه المحكم بتسمية مرشح الحزب لرئاسة الحكومة.
أثارت عودته الى الواجهة قلقاً من أنه يدفع بجورجيا بعيداً من طموح الغالبية الشعبية بالانضمام الى الاتحاد الأوروبي، لاسيما وأنه لم يقم بإدانة غزو روسيا لأوكرانيا، على رغم أن بلاده واجهت المصير ذاته في العام 2008.
خطاب مناهض للغرب
وعلى رغم أن تبليسي أصبحت ملاذا للروس المعارضين للكرملين، الا أنها تواجه اتهامات بالتقارب سياسياً مع موسكو.
ويبدو إيفانيشفيلي مصمّماً على إقرار قانون «التأثير الأجنبي» على رغم المعارضة الواسعة له، والمخاطرة بالتالي بطموح الجورجيين على الانضمام الى الاتحاد الأوروبي بعد الانتقادات القارية لهذا المشروع.
في خطوة نادرة، أدلى إيفانيشفيلي بخطاب في أبريل الماضي، دافع خلاله بقوة عن مشروع القانون ووجه انتقادات لمواقف الأطراف الغربية منه.
كما انتقد المنظمات غير الحكومية، واصفاً إياها بـ«نخبة زائفة ترعاها دولة أجنبية»، وحمّل الدول الغربية المسؤولية عن غزو روسيا لبلاده في 2008 ولأوكرانيا في 2022. واعتبر أن الغرب هو «لحزب الدولي الحرب».
رأى المراقبون في الخطاب لمحة عن منهج إيفانيشفيلي، والذي يبقى أقرب الى لغز داخل جورجيا وخارجها.
وقالت الباحثة بالشأن الجورجي في مركز تشاتم هاوس ناتاني سابانادزي إن إيفانيشفيلي «يبقى دائما في الكواليس. من النادر أن يظهر في العلن»، مضيفة «ثمة سردية ناجحة مفادها القول للناس (انظروا، نحن نحافظ على الأمن والاستقرار)»، في ترداد لخطاب الكرملين.
دخل مسؤولون جورجيون في جدالات علنية مع كييف الحليفة السابقة لتبليسي، على رغم أن المزاج العام في بلادهم البالغ عدد سكانها 3، 7 ملايين نسمة، مناهض لروسيا.
يؤكد إيفانيشفيلي أن هدفه يبقى انضمام جورجيا الى الاتحاد الأوروبي، ووعد بتحقيق ذلك بحلول العام 2030.
أثار مسعاه لتحقيق توازن دقيق بين العلاقة مع موسكو والتطلع الى بروكسل، مقارنات مع الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش الذي سار على الدرب ذاته بداية، قبل أن تهدّد سياسته العلاقة مع أوروبا.
أثارت إعادة طرح مشروع قانون «التأثير الأجنبي» صدمة في جورجيا. وقال إيفانيشفيلي بهذا الصدد إن «القيام بالخطوة المناسبة في التوقيت المناسب هو الفن الأقصى في السياسة».
ويرى المحللون في ذلك تمهيدا للأرضية للانتخابات المقررة الخريف المقبل، ورهاناً من إيفانيشفيلي على أن يكون المتظاهرون قد تعبوا بحلول موعدها.
ويسعى «الحلم الجورجي» الى الفوز بالانتخابات للمرة الرابعة تواليا. وستجرى دورة أكتوبر للمرة الأولى في في ظل قانون تمثيل نسبي.
ومنذ تغلبه على غريمه ميخائيل سكاشفيلي في انتخابات 2012، يؤكد إيفانيشفيلي أن حكم حزبه ينقذ البلاد من الفوضى التي عرفتها في عهد سلفه. ويقبع سكاشفيلي في السجن منذ توقيفه بعيد عودته من المنفى عام 2021.
اقرأ المزيد
«رهان خليجي».. مجلس التعاون يعلق على التصويت الأممي لصالح فلسطين
القاهرة ترفض التنسيق مع إسرائيل لإدخال المساعدات.. وإعلام عبري يحذر من خطوة مصرية أمام معبر رفح