حصر القتلى يتحول إلى مسألة معقدة في دارفور

حصر القتلى يتحول إلى مسألة معقدة في دارفور
الجيش السوداني ( الإنترنت)
القاهرة: خليجيون

أثرت الهجمات المتكررة التي تشنها ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب البلاد، على الأوضاع الأمنية في المدينة وأسفرت عن نزوح أعداد كبيرة من المواطنين، مشددا على صعوبة إجراء حصر دقيق لأعداد القتلى والمصابين والنازحين في دارفور.

وقال مجيب الرحمن رزق، مساعد معتمد اللاجئين لولايات دارفور التابع لوزارة الداخلية السودانية، إن «الهجمات المتكررة لميليشيا الدعم السريع على المدنيين العزل في شمال دارفور أثرت تأثيرا كبيرا جدا (على الحالة الأمنية)، وهنالك أعداد كبيرة من المواطنين نزحوا وتركوا قراهم في غرب الفاشر وذهبوا باتجاه الجنوب الغربي وشرق مدينة الفاشر».

وأضاف «عمليات الاستهداف الممنهج للمدنيين أثرت تأثيرا كبيرا جدا في عمليات النزوح الجارية حاليا في ولاية شمال دارفور».

حصار الفاشر

وتفرض ميليشيا الدعم السريع حصارا محكما على الفاشر في مسعى للسيطرة عليها بعد أن أحكمت قبضتها على أربع من أصل خمس ولايات في إقليم دارفور، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اجتياح المدينة التي تؤوي ملايين النازحين الذين فروا من مدن الإقليم المضطرب جراء الصراع.

ودارت معارك عنيفة في الأيام القليلة الماضية بين الجيش وميليشيا الدعم السريع في منطقة جبل كردفان ومدينة أم روابة، حيث يحاول الجيش السيطرة على الطريق الذي يربط إقليم دارفور بالعاصمة الخرطوم والنيل الأبيض مرورا بكردفان لقطع الإمداد عن قوات الدعم السريع.

وتشهد المواجهات الدائرة في ولايات دارفور عامة وحول الفاشر خاصة تبادلا للاتهامات بين طرفي القتال حول المسؤولية عن مقتل المدنيين.

وفيما يتعلق بأعداد القتلى والمصابين والنازحين في الفاشر، قال رزق «يصعب القيام بإحصاء دقيق في ظل هذه الظروف والعمليات المستمرة والنزوح المستمر، سواء كان في هذه الظروف التي تمر بها ولاية شمال دارفور أو ولايات دارفور بصورة عامة، حتى في الولايات الأخرى، فهنالك عمليات استهداف للمواطنين ونهب ممتلكاتهم، والمواطن لا يستطيع أن يذهب في الطرقات ويحمل هاتفه وسيارته».

انعدام الخدمات الصحية والمساعدات

واتهم رزق قوات الدعم السريع بأنها «عاثت فسادا في دارفور وفي كل مدن السودان المختلفة سواء في (ولاية) الجزيرة أو غيرها من المناطق التي تقع تحت سيطرتها، ويتم قتل المواطنين وتهجيرهم قسريا من قراهم ونهب ممتلكاتهم».

كما أقر بصعوبة الأوضاع الإنسانية «في ظل انعدام الخدمات الصحية وانعدام إيصال المساعدات إلى المتضررين في تلك المناطق».

وحول التحديات التي تواجهها معتمدية اللاجئين لولايات دارفور، قال رزق «التحديات التي تواجهنا هي نقص التمويل بصورة مستمرة من فترة لأخرى، الذي يؤثر بشكل كبير جدا على إيصال المساعدات سواء كان في معسكرات اللاجئين في دارفور وفي مناطق شرق دارفور وفي مناطق جنوب دارفور أو في وسط دارفور وفي كل مدن السودان التي يتواجد بها أعداد كبيرة من اللاجئين سواء كان في شرق أو وسط السودان».

وأضاف «في ظل انعدام الخدمات وتردي الأوضاع الأمنية واستهداف المدنيين يصعب إرسال الخدمات للاجئين، وفي ظل عدم التزام المانحين بتوفير الدعم اللازم لهذه الخدمات الإنسانية الضرورية».

وتابع رزق قائلا «كل الوكالات الدولية الأممية العاملة في المجال الإنساني متواجدة (في دارفور) وتتابع عن كثب المعطيات على الأرض، لكن الاحتياجات أعلى بكتير من الإمكانيات المتوفرة لهم، والمطلوب منهم كثير جدا في ظل نقص التمويل».

وحذرت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين من أن الاشتباكات في الفاشر أدت إلى تفاقم سريع للوضع.

إدانة

وأدانت المنظمة الأممية الهجوم الذي وقع قرب مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود في الفاشر والذي أفضى لوفاة طفلين، ودعت الأطراف السودانية إلى وقف الحرب.

كانت منظمة أطباء بلا حدود قد أعلنت الأحد توقف مستشفى الفاشر للأطفال عن العمل بسبب قصف للجيش السوداني في محيطها.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان العام الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.

اقرأ المزيد

«ياسمين عبد العزيز حامل».. فيديو يثير الجدل على السوشيال ميديا

شاهد.. مراسم استقبال سلطان عمان في الكويت

وزير الدفاع الروسي يفتح سرداب «الممر دولي» لـ «إعلامي مصري»

أهم الأخبار