خليجيون| أسباب خفية لتهديدات «الحوثي» بضرب نفط مأرب
بوادر تصعيد جديد تلوح في اليمن عقب تهديدات جماعة الحوثي باستهداف منشآت نفط في مأرب مالم تحصل على حصة للمناطق الواقعة تحت سيطرتها، في وقت تحذر منظمات دولية من تدهور الوضع المعيشي لليمنيين، ما يهدد بعودة الطرفين للصراع بينما أكدت أن مصادر أن هناك أسباب خفية وراء التهديد الأخير.
تهديد باستهداف نفط مأرب
في وقت سابق هددت جماعة الحوثي اليمنية بوقف انتاج النفط بمأرب ملمحة إلى استهدافها كما حصل من قبل في حضروموت والنميشة وتسببت في وقف تصدير النفط اليمني للخارج، بينما ردت الحكومة التابعة للمجلس الرئاسي باتهام الجماعة اليمنية بالتهرب من التسوية العادلة ومحاولة العودة للحرب.
وقال مسئول في جماعة الحوثي وفق تقرير لقناة بلقيس اليمينة «إن النفط الذي يباع في السوق المحلية وتزود به محطات الوقود سيصبح مهددا بالتوقف في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة إذا لم تحصل على حصتها للمناطق التي تقع تحت سلطة الحوثي»، ونصح المتحدث «الحكومة اليمينية بالتفكير في استيراد النفط من الخارج حتى التوصل لحل».
مخاوف أممية
وفي وقت سابق الإثنين، عبر مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ في إحاطة أمام مجلس الأمن، عن قلقه مما وصفها بالتهديدات «بإعادة البلاد إلى أتون الحرب»، ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وقال غروندبرغ خلال إحاطته «إنني قلق إزاء تهديدات الأطراف بالعودة إلى الحرب، بما في ذلك تصريحات الحوثيين وتصرفاتهم فيما يخص مأرب. إن المزيد من العنف لن يكون حلا للصراع، بل سيتسبب في فقدان فرصة التوصل إلى تسوية سياسية»
ضبط النفس مطلوب
فيما يضع علي رجب الباحث في الشأن الإيراني التهديدات الحوثية في إطار ما عدها «الأطماع المستمرة في النفط اليمني لأسباب كثير أهمها بالذكر هو التربح من بيعه لحساب قيادات في الجماعة والأزمة المالية ونقص الموارد لدى جماعة الحوثي بعد توقف التمويلات الخارجية».
ويضيف رجب في تصريح خاص لـ «خليجيون» أن الأسباب الأخري للتهديد هي محاولة السيطرة على أكثر ورقة ضغط على الحكومة والأطراف الخارجية وهو النفط اليمني لكنها فشلت في تلك الخطوة إلى الآن، لافتا إلى سبب آخر وهو تراجع الاحتياطي النقدي في بنك عدن المركزي التي تسيطر عليه الحوثي بشدة من 6 مليارات دولار إلى نحو مليار و600 مليون دولار مايهدد بافلاس الجماعة وتأثير نقص الموارد على عمليات التسليح والمعارك.
أزمة غذاء
وتحذر الأمم المتحدة من نقص الغذاء وانتشار مرض الكوليرا في اليمن، وفق إحاطة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن.و قال غريفيث إن «مستويات الحرمان الشديد من الغذاء مرتفعة بشكل مفزع في اليمن»، مشيرا إلى أن العمل جار على خطط لمنع انتشار الكوليرا في اليمن "لكنها تحتاج إلى تمويل سريع».
فيما يرى الباحث في الشأن الإيراني أن «الأزمات الإنسانية لاتغير كثيرا في قواعد اللعبة داخل جماعة الحوثي»، لافتا إلى أن «تسع سنوات من الحرب والفقر والجوع لم تحرك ساكنا لدى الجماعة للتسوية السياسية». ولم يستيعد رجب «قيام الحوثي باستهداف المنشآت النفطية في مأرب أو ضرب مناطق حولها لابتزاز الحكومة اليمنية»، حسب قوله.
تحذيرات دولية
ووسط التحذيرات من انهيار الوضع الإنساني، أفاد تقرير دولي حديث بأن اليمن لا يزال ضمن قائمة البلدان العشرين الأكثر عرضة لخطر حالات الطوارئ الإنسانية الجديدة خلال عام 2024، جراء استمرار الانهيار الاقتصادي وارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع المتواصل في البلاد منذ نحو 9 سنوات. وأوضحت لجنة الإنقاذ الدولية في تقرير حول مراقبة الطوارئ السنوية الصادر عنها مؤخراً، أن اليمن لا يزال هذا العام ضمن قائمة تلك الدول الأكثر عرضة لخطر حالات الطوارئ.
وكان تقرير دولي آخر صادر عن البنك الدولي ذكر أن الحرب الدائرة في اليمن منذ تسع سنوات، وتداعياتها الاقتصادية والإنسانية الكارثية، زادت عدد الذين يعانون من الجوع في البلاد بأكثر من 6 ملايين شخص.
وتهاجم الجماعة اليمنية السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر الماضي، في إطار نصرة الفلسطينيين في غزة، ومحاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، وأعلنت الأسبوع الماضي توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.
اقرأ أيضاً:
البرادعي يتنبأ بـ «نظام عالمي» جديد.. ما السبب؟