«فزع من الفاشر».. مكالمة أممية عاجلة مع البرهان وحميدتي
عبر فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان اليوم الجمعة عن شعوره «بالفزع» من تصاعد العنف قرب مدينة الفاشر السودانية، مضيفا أنه أجرى مناقشات هذا الأسبوع مع قائدي طرفي الصراع محذرا من كارثة إنسانية إذا تعرضت المدينة لهجوم. وسط تحذيرات من أن المنظمة الدولية لم تتلق إلا 12% من تمويل بقيمة 2، 7 مليار دولار طلبته لمساعدة السودان الذي يشهد حريا أهلية.
ويحتمي مئات الآلاف في الفاشر بلا إمدادات أساسية وسط مخاوف من أن القتال القريب قد يتحول إلى معركة شاملة للسيطرة على المدينة وهي آخر موقع للجيش السوداني في منطقة دارفور غرب السودان. ومن شأن السيطرة على الفاشر أن يمنح دفعة كبيرة لقوات الدعم السريع في وقت تحاول فيه قوى إقليمية وعالمية دفع الجانبين للتفاوض لإنهاء الحرب الدائرة في السودان منذ نحو 13 شهرا.
وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم تورك إنه أجرى محادثتين هاتفيتين مع قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو لحثهما على وقف التصعيد.
وأضافت في إفادة صحفية للأمم المتحدة في جنيف «المفوض السامي حذر القائدين من أن القتال (في الفاشر)، حيث يوجد حاليا أكثر من 1.8 مليون نسمة من السكان والنازحين محاصرين ومهددين بخطر مجاعة وشيكة، سيكون له أثر كارثي على المدنيين وسيفاقم الصراع العرقي وستكون له تبعات إنسانية مروعة». وأشارت إلى أن تورك «روعته” أنباء العنف الذي اندلع هناك مؤخرا.
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن 58 على الأقل قتلوا في محيط الفاشر منذ الأسبوع الماضي. وذلك من بين عشرات آلاف الأشخاص قتلوا ونزح الملايين في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.
قتل ونزوح في السودان
بدوره، وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» ينس لايركه لصحفيين «هذا ليس مجرد نداء يواجه نقصا في التمويل، بل إنه نداء يواجه نقصا كارثيا في التمويل». وأضاف «إذا لم تصل المزيد من الموارد بسرعة، لن تتمكن المنظمات الإنسانية من تكثيف جهودها في الوقت المناسب لدرء المجاعة ومنع المزيد من الحرمان» من الأساسيات.
وتابع «في السودان، يحتاج نصف السكان إلى مساعدات إنسانية. المجاعة تقترب. الأمراض تقترب. القتال يقترب من المدنيين خصوصا في دارفور».
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها المتزايد في الأيام الأخيرة إزاء تقارير عن قتال عنيف في مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة فيما تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر، آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور في غرب البلاد لا تخضع لسيطرتها. وتابع «حان الوقت الآن لكي يفي المانحون بالتعهدات التي قطعوها ويكثفوا جهودهم ويساهموا في مساعدة السودان وأن يكونوا جزءا من تغيير المسار الحالي الذي يودي إلى الهاوية».
اقرأ المزيد:
مفاجآت جديدة في واقعة الجزائري المختطف ببيت جاره 30 عاما