«خليجيون» تستكشف حقيقة المحادثات السرية بين أميركا وإيران في مسقط
علمت «خليجيون» من مصدر مطلع أن «المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران عقدت بالفعل في العاصمة العمانية مسقط الأسبوع الماضي، في مسعى لتجنب تصعيد الهجمات بالمنطقة»، وذلك تأكيدا لتسريبات إعلامية أميركية في هذا الشأن.
وقال المصدر لـ«خليجيون» إن جولة المحادثات جرت في العاصمة مسقط «وسط أجواء إيجابية وبناءة»، دون مزيد من التفاصيل.
وينوه الكاتب والباحث السياسي المتخصص في الشأن الخليجي د.محمد العريمي إلى ان «أدوار الوساطة العمانية خلال الأعوام السابقة وصولا إلى محادثات الثلاثاء الماضي تنطلق من إدراك عماني لمخاطر التصعيد في المنطقة على سلطنة عمان ومجمل دول مجلس التعاون».
ويتوقع العريمي في تصريح إلى «خليجيون» «استمرار دور الدبلوماسية العمانية في حل أزمات المنطقة عبر ادوات الدبلوماسية، وفي ظل ترحيب دولي ترجمته تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بشأن دور مسقط خلال زيارته للسلطنة الاسبوع الماضي».
مصدر لـ«خليجيون»: جولة مسقط بين طهران وأميركا عقدت في «أجواء إيجابية وبناءة»
وفي وقت سابق الجمعة، كشف موقع «إكسيوس» الأميركي أن بريت ماكجورك مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط وأبرام بالي القائم بأعمال المبعوث الأميركي لإيران شاركا في جولة مسقط.
وتعد هذه أول جولة محادثات بين الولايات المتحدة وإيران منذ يناير. وتأتي هذه المحادثات في أعقاب الهجوم الذي شنته إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل في 13 أبريل. ورفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية التعليق على المحادثات في عمان.
ونسبت «إكسيوس» إلى المصادر القول إن المحادثات ركزت على «توضيح عواقب تصرفات إيران وحلفائها العسكريين في المنطقة ومناقشة المخاوف الأميركية بشأن وضع البرنامج النووي الإيراني».
ومؤخرا، ألمح العديد من المسؤولين الإيرانيين إلى إمكانية تحرك إيران نحو إنتاج الأسلحة النووية.
ويوم الإثنين، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن إدارة بايدن لديها طرق للتواصل مع إيران عند الضرورة. وأضاف: «تواصل إدارة بايدن تقييمها بأن إيران لا تقوم حاليًا بالأنشطة الرئيسية التي قد تكون ضرورية لإنتاج جهاز نووي قابل للاختبار».
وأضاف باتيل أن «الولايات المتحدة لا تعتقد أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية قد اتخذ قرارا «باستئناف برنامج التسلح الذي نحكم على إيران بتعليقه أو إيقافه في نهاية عام 2003».
غوتيريش في مسقط
اللافت وحسب مراقبين، تزامن هذه المفاوضات غير المباشرة مع زيارة الامين العام للامم المتحدة أنطونية غوتيريش إلى سلطنة عمان التي استمرت 3 أيام، وأشاد غوتيريش خلال لقاء مع العاهل العماني هيثم بن طارق بدور السلطنة في «تعزيز الحوار والتعاون متعدد الجوانب في المنطقة وما وراءها، بما في ذلك اليمن»، وفق ما ذكره مكتب الناطق باسم الأمين العام الأممي على منصة «إكس»، كذلك وصف الأمين العام للأمم المتحدة عمان بأنها «صانعة السلام» في تصريح لوكالة الأنباء العمانية الرسمية.
الأكاديمي والباحث د.محمد العريمي: الوساطة العمانية تنطلق من إدراك مسقط مخاطر التصعيد في المنطقة
وحسب بيان ديوان البلاط السلطاني في عمان، فإن لقاء غوتيريش، مع السلطان هيثم، شهد «استعراض مجريات الأحداث على الصعيدين الإقليمي والدولي، لاسيما ما يشهده قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة من مستجدات، والجهود الأممية لوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع». كما بحث الجانبان «أوجه التعاون القائم بين سلطنة عُمان والأمم المتحدة وسبل دعم وتعزيز العمل المشترك بينهما»، وفق الوكالة.
ومنذ اندلاع الأزمة اليمنية عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، واشتداد النزاع منذ مارس 2015، بعد تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية، تلعب عُمان دور الوسيط في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة، مع تمسكها بالقيادة المعترف بها دوليا لليمن، لكنّها تحافظ في المقابل على علاقات جيدة مع الحوثيين.
وبعد مضي 7 أشهر على العدوان على غزة، يتزايد الخوف في ظلِّ مخاطر عالمية وإقليمية، بأنَّ الشرق الأوسط على شفا حرب شاملة. ويقلل الإيرانيون من أهمية الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في أبريل الماضي، بينما نفت تقارير أولية أن يكون هناك أيّ هجوم، وفي وقت لاحق قال محلل في التلفزيون الرسمي إنَّ الدفاعات الجوية أسقطت طائرات مسيرة أطلقها «متسلِّلون».
وردُّت إسرائيل بذلك على الهجوم الذي شنّته إيران وعلى الرغم من سنوات من العداء والتهديدات، كانت هذه هي المرة الأولى منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979 التي تشنُّ فيها إيران ضربة مباشرة من أراضيها على إسرائيل. وأطلقت إيران خلال الهجوم أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة، جرى تدميرها أغلبها، بواسطة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مدعومة بقوات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأردن.
اقرأ المزيد:
المايوه على البحر الأحمر: رمز لانفتاح اجتماعي متسارع في السعودية