مسيّرات هجومية وصواريخ (إس- 5) روسية.. ماذا يحدث في جنوب لبنان؟

مسيّرات هجومية وصواريخ (إس- 5) روسية.. ماذا يحدث في جنوب لبنان؟
جنوب لبنان ( إكس)
القاهرة: «خليجيون»

دعت المناوشات العسكريّة بين جماعة حزب الله اللبنانية وقوات الاحتلال الإسرائيليّة في جنوب لبنان، إلى إماطة الجماعة الموالية لإيران اللثام عن استخدام أسلحة لم تدخل من قبل في مسار الصراع الممتد بين الجانبين.

وقالت جماعة حزب الله في بيان يوم الخميس إنها استهدفت موقع المطلّة الإسرائيلي بطائرة مسيّرة هجوميّة كانت مسلّحة بصواريخ (إس- 5) الروسية في هجوم هو الأول من نوعه.

وفي بيان آخر، قالت الجماعة إنها نفذّت هجوما جويّا بطائرات مسيّرة انقضاضية على منشآت صناعية عسكرية ومصنع ديفيد كوهين المتخصص في إنتاج المنظومات الإلكترونية للجيش الإسرائيلي.

دفع هذا التطور سلاح الجوّ الإسرائيلي إلى توسيع نطاق استهدافاته بغارات شنّها على مناطق في شرق لبنان وجنوبه، وقالت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان اليوم الجمعة إن الطيران الحربي الاسرائيلي شنّ سلسلة غارات على بلدتي النجاريّة والعدوسية جنوب مدينة صيدا في منطقة الزهراني.

ويرى العميد المُتقاعِد في الجيش اللبنانيّ الياس فرح أنّ جنوب لبنان بات "ساحة اختبار لسلاح الجوّ بين الطرفين".

ساحة اختبار

وقال فرح في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)«حزب الله استهدف منذ بداية المعارك مواقع الرصد وأجهزة التجسس على طول الجبهة الجنوبية، فلم يكن هدفه فقط حرمان الجيش الإسرائيلي من متابعة تحركّات المقاومة، إنما أيضا منع الإسرائيلي من رصد الهجمات التي يحضّرها ويشنّها هو على المواقع العسكرية».

أضاف «الإسرائيلي لديه ثغرة تتعلّق بعجزه في رصد أماكن انطلاق المسيّرات وكيفية إطلاقها، وبالتالي، يفقد القدرة على استهدافها (المسيّرات) في اللحظات الأولى.. .حزب الله، حين يُعلن في بياناته عن استهداف أجهزة فنيّة وتقنيّة، فإنها بمعظمها (تلك الاستهدافات) تكون للتشويش على عمل المسيّرات».

وتابع «الرادارات العسكريّة الإسرائيليّة لم تتمكّن من رصد العديد من المسيّرات، وأهمها ما حصل في فشل منظومة (تل شمايم) التجسسية التي مهمتها إعطاء صورة واسعة عن الحركة الجويّة للمسيرات والصواريخ، فاستطاع (حزب الله) استهدافها وهي على عمق 50 كيلومترا».

وأردف قائلا إن جماعة حزب الله استطاعت إصابة منطاد إنذار في قاعدة إيلانيا غربي طبريا «عبر عمليّة استطلاع بطائرة مسيّرة بعمق 40 كيلومترا دون كشفها، مع الحصول على صورة للهدف».

ويرى فرح أنّ الحدث دفع الجانب الإسرائيلي إلى طرح تساؤلات حول قدرة سلاح الجوّ على صدّ مثل هذه الهجمات في حال توسّع المناوشات أو الدخول في حرب وعن حجم ونوعية الترسانة التي يمتلكها حزب الله من مسيّرات، والأخطر، كيف استطاع الحزب تطويرها وتصنيعها خلال السنوات الماضية».

نوعيّة الأسلحة

وقال فرح «الصواريخ إس-5 التّي أُعلن عن استخدامها هي سلاح روسيّ، وكانت التقارير الإسرائيليّة تُشير إلى إمكانيّة وجود أسلحة صينيّة وروسيّة وحتى أوكرانيّة وصلت إلى حزب الله في الجنوب وعمل على تطويرها والاستفادة منها».

وبحسب تلفزيون (المنار) التابع لجماعة حزب الله، فإنّ هذه الصواريخ يصل مداها إلى أربعة كيلومترات، وهي صواريخ غير موّجهة تستخدمها القاذفات والمروحيّات ورؤوسها شديدة الانفجار.

واعتبر أن شن جماعة حزب الله «هذه الغارة الصاروخيّة على إسرائيل تمثّل تحوّلا كبيرا في مسار الحرب، فالمسيّرة حلّقت فوق الهدف وأطلقت الصواريخ نحوه، ثم انقضّت الطائرة الهجومية على المكان ذاته».

وقال «الاستخبارات والمعلومات التي يمتلكها حزب الله عن تحرّكات الجنود والآليات الإسرائيلية شكّلت أساسا هامّا، بوصول المعلومة لقيادة الحزب وسرعة التنفيذ».

من جانبه، يرى أحمد يزبك، المتخصص في الشؤون الإسرائيليّة، أن للتصعيد العسكري في جنوب لبنان يبعث رسائل سياسيّة أرادت جماعة حزب الله إيصالها إلى الجانب الأسرائيلي في الميدان.

رسائل سياسيّة

وقال يزبك في حديث لوكالة أنباء العالم العربي «الرسالة الأولى تتعلّق بمحاولة ردع الإسرائيليّ عن الاستمرار بتنفيذ سياسة الاغتيالات بحقّ قياداته (حزب الله)، فبعد كلّ عمليّة اغتيال، نشهد تصعيدا في استهداف المواقع العسكريّة الاسرائيليّة».

أضاف «مع الضغوط الدوليّة والتحذيرات من اتساع رقعة الحرب جنوبا، يسعى الحزب إلى تثبيت معادلة لمنع الإسرائيلي من اتخاذ هذه الخطوة، عبر اتساع العمق الجغرافي الذي تصل إليه الصواريخ وكميتها وحجمها وقدرتها بالوصول إلى مختلف المناطق الإسرائيلية».

وتابع «هذه التطوّرات تضع (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بينامين نتنياهو أمام خيارين، إمّا الاستمرار في حرب استنزاف في الشمال إلى حين الوصول لتسوية معيّنة في قطاع غزّة، أو اتّخاذ قرار الدخول بعمليّات عسكريّة أكثر تدميرا في لبنان مما قد يستتبع رد فعل مماثل من حزب الله».

وأشار إلى أنّ الإعلام الإسرائيليّ يتحدّث بشكل أكبر عن زيادة عدد الإصابات في صفوف الجيش والمواقع المستهدفة ومصير الجبهة المفتوحة في الشمال مع حزب الله.

وقال «حرب المسيّرات بين حزب الله وإسرائيل يُمكن اعتبارها جبهة مفتوحة في السماء، فطائرات الاستطلاع الإسرائيليّة في حالة رصد مستمرّة لمختلف المناطق اللبنانيّة، وهو ما ساعدها على تحديد سيّارات تُقلّ مقاتلي الحزب».

ويرى يزبك أيضا أنّ «مسيّرات الاستطلاع التابعة لحزب الله هدفها جمع معلومات منذ بدء المعارك جنوبا، تضاف إلى المعطيات التي كان يمتلكها (حزب الله) سابقا عن المواقع العسكريّة، فهو كان بحالة اكتشاف جديدة للقدرات الإسرائيليّة».

ومن وجهة نظره، فإنّ تطوّر الأحداث في جنوب لبنان مرتبط بالعملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة الفلسطيني.

لكنه قال إن «الخوف أن تذهب الحكومة الإسرائيليّة إلى فتح جبهة موسّعة نحو لبنان في حال تعثّر المعارك في رفح وانسداد أفق المفاوضات، وهو الأمر الذي يستعدّ له حزب الله ولكن لا يريده أن يحدث لإدراكه تداعياته على الداخل اللبناني».

اقرأ أيضا: اختفاء نائب يشعل الجدل في شرق ليبيا ومخاوف من تعرضه للقتل

مصر إلى قرض جديد من صندوق النقد.. الحكومة توضح

أهم الأخبار