شاهد بالفيديو اللحظات الأخيرة للرئيس الإيراني في مروحية الموت
أظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي الإيراني، رئيس البلاد الراحل، إبراهيم رئيسي، ومرافقيه على متن طائرة مروحية، وهم يحلقون فوق سد خلال زيارة إلى شمال غربي البلاد.
وقالت وكالة مهر الإيرانية للأنباء، إن ذلك المقطع المصور يوثق آخر ظهور لرئيسي قبيل تحطم مروحيته في محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غربي البلاد.
وتحطمت طائرة الهليكوبتر التي كانت تقل رئيسي ووزير خارجيته، أمير حسين عبد اللهيان، ومسؤولين آخرين، أثناء عبورها منطقة جبلية وسط ضباب كثيف.
على متن الطائرة المنكوبة.. فيديو يوثق آخر ظهور لرئيس إيران قبيل مصرعه#الحرة #الحقيقة_أولا #شاهد_الحرة pic.twitter.com/LH5yBMgyou
— قناة الحرة (@alhurranews) May 20، 2024
أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، الإثنين، مصرع رئيسي والوفد المرافق له.
وكان على متن المروحية بجانب رئيسي وعبد اللهيان، محافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي، وإمام جمعة محافظة تبريز، محمد علي آل هاشم، بجانب 5 أشخاص آخرين من طاقم المروحية والوفد الرئاسي.
ويُعد رئيسي من المحافظين المتشددين، وانتُخب في 18 يونيو 2021 في الجولة الأولى من اقتراع شهد مستوى امتناع عن التصويت قياسيا وغياب منافسين أقوياء.
وقد خلف رئيسي، سلفه المعتدل حسن روحاني، الذي كان قد هزمه في الانتخابات الرئاسية عام 2017.
من هو رئيسي؟
تولّى المحافظ ابراهيم رئيسي السلطة في إيران في 2021 وسط اضطرابات دولية واحتجاجات داخلية. والإثنين أعلنت وكالة مهر الإيرانية للأنباء أن الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية والوفد المرافق لهما لقوا حتفهم جميعا في حادث تحطم الطائرة الهليكوبتر وسط أحوال جوية سيئة في منطقة جبلية نائية.
ورئيسي الذي بدأ مسيرته المهنية في السنوات التي أعقبت الثورة الإسلامية عام 1979 والمعروف عنه قربه من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، تولّى السلطة بعد فوزه في انتخابات عام 2021 التي أعقبتها سنوات حفلت بالاحتجاجات والتوترات. وعلى غرار خامنئي، لطالما استخدم رئيسي لهجة تحدّ حين كانت إيران في مواجهة مع عدوتيها اللدودتين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقبل ساعات من تحطم الطائرة التي تقله وقت سابق الأحد، أكد رئيسي دعم إيران للفلسطينيين، وهو محور السياسة الخارجية لبلاده منذ الثورة الإسلامية، مؤكداً أنّ «فلسطين هي القضية الأولى للعالم الإسلامي».
وخلف رئيسي المعتدل حسن روحاني الذي أبرم حين كان رئيساً الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى الكبرى التي خففت بنتيجته العقوبات الدولية المفروضة على إيران. ومثل غيره من المحافظين المتشددين، انتقد رئيسي بشدة معسكر سلفه خاصة بعد أن سحب الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب بلاده من الاتفاق عام 2018 من طرف واحد، معيداً فرض عقوبات على إيران.
وتولّى رئيسي زمام الأمور في بلد يعاني أزمات اجتماعية واقتصادية. وبعد أن قدّم نفسه على أنه نصير الفقراء والمسؤول الذي يكافح الفساد، أعلن رئيسي عن إجراءات تقشف تسببت في زيادة حادة بأسعار بعض السلع الأساسية، ما أثار غضبا شعبيا جراء ارتفاع تكاليف المعيشة.
وأواخر عام 2022، اندلعت موجة احتجاجات على مستوى البلاد عقب وفاة مهسا أميني وهي قيد الاحتجاز بتهمة انتهاكها قواعد اللباس الإسلامي الصارمة المفروضة على النساء في إيران. وفي حدث تاريخي في مارس 2023، أعلنت إيران والسعودية، الخصمان الإقليميان منذ فترة طويلة، عن اتفاق مفاجئ أعاد العلاقات الدبلوماسية بينهما.
لكنّ العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي، أدّى إلى تصاعد التوترات الإقليمية مرة أخرى، وأدى التصعيد المتبادل إلى قيام طهران بإطلاق مئات الصواريخ والقذائف الصاروخية مباشرة على إسرائيل الشهر الماضي.
بعد إعلان وفاة #الرئيس_الإيراني قال مجلس استراتيجية العلاقات الخارجية: السياسة الخارجية التي تعتمدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوف تستمر بقوة في ظل قيادة قائد الثورة الاسلامية خامنئي.#إبراهيم_رئيسي#خليجيون pic.twitter.com/QaYRLpJxE9
— Khaligyoun News - خليجيون نيوز (@KhaligyounNews) May 20، 2024
رئيس السلطة القضائية
وُلِد رئيسي في نوفمبر 1960 في مدينة مشهد المقدسة لدى الشيعة (شمال شرق)، حيث درس وهو شاب الفقه والأصول وتتلمذ على يد خامنئي. تزوج من جميلة علم الهدى، أستاذة العلوم التربوية في جامعة الشهيد بهشتي في طهران وله منها ابنتان.
كان رئيسي يبلغ 20 عاما فقط في أعقاب الثورة الإسلامية التي أطاحت بالنظام الملكي المدعوم من الولايات المتحدة، حين تم تعيينه مدّعياً عاماً لمدينة كرج المجاورة لطهران. وشغل منصب المدعي العام لطهران بين عامي 1989 و1994، ونائب رئيس السلطة القضائية لمدة عشر سنوات بدءاً من عام 2004، ثم المدعي العام للبلاد منذ عام 2014.
وعام 2016، عيّنه خامنئي على رأس مؤسسة «أستان قدس الرضوي» (العتبة الرضوية المقدسة) الخيرية التي تدير ضريح الإمام الرضا في مدينة مشهد إضافة إلى محفظة تضم أصولا صناعية وعقارية هائلة. وبعد ثلاث سنوات، عيّنه المرشد الأعلى رئيساً للسلطة القضائية، وكان رئيسي أيضاً عضواً في مجلس الخبراء الذي يختار المرشد الأعلى.
وبعد أشهر من تولّي رئيسي، بدأت وسائل الإعلام الإيرانية تشير إليه بلقب آية الله في التسلسل الهرمي الديني الشيعي. وأُدرج رئيسي على القائمة السوداء لعقوبات واشنطن بتهمة التواطؤ في «انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان»، وهي اتهامات رفضتها طهران واعتبرتها باطلة.
وبالنسبة للمعارضة الإيرانية وجماعات حقوق الإنسان في المنفى، فإنّ اسم رئيسي يقترن بالإعدامات الجماعية للماركسيين وغيرهم من اليساريين عام 1988، حين كان نائباً للمدعي العام في المحكمة الثورية في طهران. وعندما سُئل رئيسي عام 2018 ومرة أخرى عام 2020 عن عمليات الإعدام هذه، نفى أن يكون له أيّ دور فيها، رغم إشادته بأمر قال إنّ مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني أصدره لمواصلة عملية التطهير.
وعندما انطلقت «الحركة الخضراء» عام 2009 المعارضة لفوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية، كان موقف رئيسي غير مهادن. وقال رئيسي «لأولئك الذين يتحدثون عن الرحمة والتسامح الإسلامي، نرد: سنستمر في مواجهة مثيري الشغب حتى النهاية وسنستأصل هذه الفتنة من جذورها».
اقرأ أيضا: فيلم «إف» يتصدّر شباك تذاكر هوليوود