منظمة دولية تطالب بالتصدي لـ«فظائع الدعم السريع» ضد سكان شمال دارفور
طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية بتدخل دولي عاجل في وجه قوات الدعم السريع السودانية لمنع ما وصفته «ارتكاب فظائع بشمال دارفور».
وحثت المنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على إرسال بعثة لحفظ السلام في دارفور، مهمتها حماية المدنيين ومراقبة انتهاكات قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني وإرساء الأساس لعودة آمنة للنازحين.
وحذرت بلقيس والي، المديرة المشاركة لقسم الأزمات والنزاعات والأسلحة، من أن سقوط مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، التي تحاصرها قوات الدعم السريع، مع جماعات مسلحة متحالفة معها منذ أشهر قد «يؤدي إلى موجة أخرى من عمليات القتل».
وقالت إن ذلك يحدث في ظل غياب تام للأمم المتحدة أو أي وجود دولي أو إقليمي آخر مهمته حماية السكان المدنيين هناك.
وأشارت المنظمة إلى أن قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة التابعة لها «قتلت بالفعل آلاف الأشخاص، معظمهم من المساليت، في الجنينة في غرب دارفور والمناطق المحيطة بها، مما أجبر أكثر من نصف مليون شخص، معظمهم من المساليت، على الفرار إلى تشاد المجاورة».
تصدي المواطنين البسطاء لأوباش الدعم السريع، الذين يمارسون كل أنواع السلب والنهب والتنكيل بالقرى الآمنة الوادعة في كل ربوع #السودان pic.twitter.com/8MJBkhnD02
— Sudan News (@Sudan_tweet) May 21، 2024
وأضافت أن الخطر يتمثل الآن في استهداف مئات الآلاف من النازحين الفارين من العنف في أماكن أخرى في دارفور الذين يتخذون من الفاشر ملجأ لهم.
واشنطن تتهم طرفي النزاع في السودان بارتكاب «جرائم حرب»
اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الأربعاء، "عناصر في القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب في السودان" خلال النزاع الجاري بينهما منذ أشهر في البلاد، من غير أن تفرض واشنطن عقوبات جديدة عليهما في الوقت الحاضر.
كما اتهم «أيضا عناصر في قوات الدعم السريع ومليشيات متحالفة معها«بارتكاب» جرائم ضد الإنسانية وعمليات تطهير عرقي»، مشيرا إلى روايات عن عمليات قتل جماعي ارتكبتها هذه القوات والمليشيات العربية المتحالفة معها بحق قبيلة المساليت من الإثنية الأفريقية في إقليم دارفور.
وتابع بلينكن «تمت مطاردة المدنيين (من قبيلة) المساليت، وتركوا ليموتوا في الشوارع، وأضرمت النيران في منازلهم، وقيل لهم إنه لا مكان لهم في السودان».
وحضّ وزير الخارجية الأميركي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على "وقف هذا النزاع الآن والامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الفظائع".
وتستمر الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ أبريل الماضي.
وأسفرت الحرب عن سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل، وفق تقديرات منظمة «مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها» (أكليد)، وتسببت في نزوح نحو 6 ملايين شخص داخل البلاد أو إلى دول مجاورة، بحسب الأمم المتحدة.
واعتبر بلينكن في البيان أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع «نشرا العنف والموت والدمار في كل أنحاء السودان». وأضاف "يدفع المدنيون ثمن هذا الصراع العبثي".
ترهيب النساء
وذكر البيان أن عناصر في الدعم السريع ومليشيات متحالفة معه عملوا على «ترهيب النساء والفتيات من خلال العنف الجنسي ومهاجمتهن في منازلهن واختطافهن في الشوارع، ومن خلال استهداف اللواتي حاولن الفرار إلى مكان آمن».
وأعلن أن هذه الأفعال بمثابة «صدى» للحرب في دارفور التي بدأت منذ 20 عاما ووصفتها الولايات المتحدة بأنها «إبادة جماعية».
وشهدت المنطقة الواقعة في غربي السودان منذ العام 2003 نزاعا داميا، وقد اندلع القتال عندما حمل متمردون أفارقة السلاح ضد نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير. واستعانت الخرطوم آنذاك بمليشيا الجنجويد التي كانت تجنّد مقاتلين من القبائل الرحل في المنطقة، يشكلون حاليا الجزء الأكبر من قوات الدعم السريع.
وتسبب النزاع في مقتل أكثر من 300 ألف ونزوح 2.5 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة.
اقرأ أيضا: تقرير: السعودية تسجل أكبر تحسن إقليمي في قطاع السياحة والسفر منذ 2019