تقرير: رسالة الطيار الأخيرة تطرح احتمالية «عمل تخريبي».. ألغاز سقوط «مروحية رئيسي»
مع انطلاق تشييع رئيسي ومرافقيه من تبريز أمس، في رحلة وداعية تشمل عدة مدن إيرانية، ومن بينها العاصمة طهران التي تشهد مراسم تشييع رسمية بحضور دولي وإقليمي، لا يزال المسؤولون الإيرانيون يعتمدون الحذر الشديد في الحديث عن أسباب سقوط المروحية، وسط أحوال جوية صعبة، في وقت لم يستبعد المحققون وجود عملية تخريب متعمد للمروحية أو إذا ما تم زرع قطعة ملغومة، قد تسببت بهذا العطل المفاجئ والعجيب.، وفق تقرير لموقع «الجريدة» الكويتي.
نتائج أولية للتحقيقات
وقال مصدر إيراني رفيع المستوى لـ موقع «الجريدة» الكويتية إن فرق التحقيق لا تزال تجمع الأدلة للتوصل إلى سبب سقوط المروحية الرئاسية الأميركية الصنع من طراز بيل 412، لكن بحسب المؤشرات الأولية التي جمعها المحققون، فإن المروحية لم تكن تواجه أي مشكلة قبل طيرانها.
وأكد المصدر أنه رغم قدم المروحية لكن معظم قطعها كانت جديدة، حيث كانت تعمد إيران إلى شراء قطع الغيار عبر وسطاء، مضيفاً أنه بحسب البروتوكولات المتبعة، تم الكشف على المروحية بشكل دقيق، قبل طيرانها من تبريز إلى الحدود مع أذربيجان وقبل عودتها من الحدود إلى تبريز، وأن التقارير الفنية أظهرت سلامة الفحص مئة في المئة، وأنه حتى لو كانت هناك أدنى مشكلة، فإن الطيار كان سيتخذ قراراً بعدم الطيران، ولن يقوم بأي مخاطرة خصوصاً في أحوال جوية صعبة.
وبحسب المصدر، وقبل الطيران من الحدود إلى تبريز، كان هناك تحذير من الأرصاد الجوية بأن الأجواء ستكون غائمة والرؤية ليست جيدة ومن الأفضل أن يتم تأجيل الرحلة، لكن الرئيس الإيراني أصرّ على ضرورة العودة إلى تبريز حيث كان مقرراً أن يفتتح مشروعاً للطاقة قبل أن يعود إلى طهران على متن الطائرة الرئاسية التي كانت تنتظر في مطار تبريز.
في الثانية 12 من هذا المقطع تظهر جثة الرئيس الإيراني وقد تفحمت
يبدو أنه حرق حياً كما فعل مع أطفال سوريا#الرئيس_الإيراني pic.twitter.com/LTVN4I3vuk— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) May 22، 2024
وأكد أن قائد المروحية أبلغ قيادته برغبة الرئيس، وقد منحته الإذن بالطيران إلى تبريز، مضيفاً أنه خلال رحلة العودة أجرى الطيار اتصالاً بالمحطة الأرضية، كان الأخير له، أبلغ فيه أنه غير قادر على إكمال طريقه بسبب تعذر الرؤية، ويجب أن ينفذ هبوطاً اضطرارياً صعباً وطلب النجدة الأرضية الفورية.
وكشف المصدر أنه وسط هذا الاتصال انقطعت فجأة كل الاتصالات الإلكترونية للطائرة ونظاما التتبع الآلي والكشف الآلي، ولم يستطع الطيار حتى أن يكمل كلامه، مضيفاً أن ظروف سقوط المروحية تظهر أنها واجهت «عطلاً فنياً عجيباً»، أدى إلى توقف عملها في الجو، وهو ما أدى بدوره إلى سقوطها واصطدامها بسفح أحد الجبال.
وشدد على أن الطيارين كانا مدربين على الهبوط بالطائرة اضطرارياً حتى لو توقف أحد محركيها عن العمل، ويقوم المحققون حالياً بالتحقق مما إذا كان المحركان سليمين وقت سقوط المروحية لأنه قبل الإقلاع كانا بحالة ممتازة حسب الفحص الفني.
الساعة الاولى لاكتشاف حطام طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي رحمه الله.
وصورة لخاتمه الذي ذان يرتديه واهداه إياه السيد الخامنئي،
وصورة السيد محمد علي الهاشم احد المرافقين للرئيس في رحلته. pic.twitter.com/SvLUcVAJFW— ناصر الناصر (@atras10) May 21، 2024
ألغاز محيرة
وقال المصدر إن الرسالة الأخيرة لقائد المروحية وحالتها الفنية الممتازة قبل الإقلاع تثيران تساؤلات عديدة لدى الخبراء التقنيين، الذين فتحوا تحقيقاً حول احتمال وجود عملية تخريب متعمد للمروحية أو إذا ما تم زرع قطعة ملغومة، قد تسببت بهذا العطل المفاجئ والعجيب.
وأشار إلى أنه من بين النقاط المثيرة للشكوك كذلك، أن المرافق الأمني للرئيس كان يحمل معه جهاز تتبع عالمياً مخصصاً للطوارئ وكانت لديه تعليمات بتشغيله على الفور بمجرد مواجهة مشكلة لكنه لم يقم بتشغيله، كما أن جهاز التتبع الجغرافي للمروحية كان مطفئاً حين سقوط الطائرة.
وكانت إيران قد طلبت من الاتحاد الأوروبي تشغيل نظام التتبع العالمي للخرائط لكن هذا النظام لم يتمكن من التقاط إشارة الأجهزة في المروحية.
وأكد المصدر أن الحقيقة الوحيدة المؤكدة حتى الآن هي أن جميع الأجهزة الإلكترونية للطائرة توقفت فجأة، ويبدو أن الطيار فقد السيطرة على الأجهزة الميكانيكية في الطائرة ولم يستطع الهبوط بالمروحية في مكان مناسب، وأن الأجهزة توقفت عن العمل بالضبط في مكان يستحيل فيه الهبوط، وهذا أمر غير مألوف ولا يحصل بشكل معتاد، إلا إذا كانت المروحية تعرضت لانفجار قطعة أساسية في داخلها أو ربما أصيبت بصاعقة قوية.
روايات أخرى
واستبعدت واشنطن وجود أي تدخل خارجي في الحادث كما نفت مصادر اسرائيلية تورط تل ابيب في الهجوم.
فيما زعم موقع «إنتلي تايمز» الاستخباراتي العبري، أنّ تحطم مروحية الرئيس الإيراني يعود إلى عطل تقني كبير حدث أثناء تجهيز المروحية لاستخدامها في مهام الحكومة الإيرانية.
وذكر الموقع في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، أنّ إيران قامت بتكييف مروحية حكومية للرئيس رئيسي على أساس طراز «بيل» 412EP العسكري المزودة بـ4 دوارات بما يتناسب مع حجم وعدد الركاب في هذه النسخة، ويوم الحادث شوهدت المروحية بِدَوّارَتَين فقط على غرار طراز «بيل» 212، ما يشير إلى تعديل تم إجراؤه على المروحية بسبب نقص أو ترقية غير مناسبة لا تتوافق مع النسخة الأصلية.
اقرأ أيضا: أول فرقة روك نسائية سعودية تقيم حفلات غنائية في الداخل والخارج
أول فرقة روك نسائية سعودية تقيم حفلات غنائية في الداخل والخارج