بيان قطري ساخن يدعم القاهرة ويرد على تقارير تشكك في الوساطة المصرية
أصدرت قطر اليوم الأربعاء بيان «مساندة» للقاهرة في ضوء الاتهامات الأخيرة المشككة في دورها بالوساطة بين حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
ودعت دولة قطر إلى عدم الالتفات للتقارير الإعلامية التي تحاول التشكيك وكيل الاتهامات لجهود الوساطة الجارية، لوقف العدوان على قطاع غزة، وفق بيان لوزارة الخارجية، اليوم الأربعاء.
وشدد المتحدث الرسمي باسم الوزارة ماجد الأنصاري، على ضرورة أن ينصب التركيز في هذا الوقت الحساس على سُبل إنهاء الحرب على القطاع.
وقال: «إن جهود وساطة دولة قطر المشتركة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية مستمرة».
وأكد «الأنصاري» أن الدول الثلاث تعمل بتنسيق تام من أجل التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع عزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين بما يقود إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
يأتي ذلك البيان عقب صدور تقارير إعلامية أجنبية حاولت التشكيك في الجهود المصرية بشأن الوساطة.
بدورها، رحبت مصر بقرار دول النرويج وأيرلندا وإسبانيا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، داعية الدول التي لم تتخذ تلك الخطوة للمضي قدماً نحو ذلك الاعتراف.
كما جددت مطالبتها مجلس الأمة والأطراف الدولية بالتدخل الفوري للحفاظ على حقوق السعب الفلسطيني بذلك الوقت الدقيق، ووقف الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
لماذا يتم ترويج الأكاذيب والادعاءات بشأن موقف مصر تجاه وقف إطلاق النار في غزة؟.. محمد الباز يكشف#تضامنا_مع_فلسطين#من_غزة_هنا_القاهرة#القاهرة_الإخبارية pic.twitter.com/1aPmLrm1TA
— القاهرة الإخبارية - AlQahera News (@Alqaheranewstv) May 22، 2024
رد مصري
وردت مصر على لسان مصدر رفيع المستوى، اليوم الأربعاء، عما أثير حولها من اتهامات تتعلق بجهود وساطتها في الوصول لهدنة في غزة، في وقت تحدثت وسائل إعلام أميركية عن تغيير المخابرات المصرية في صمت في بنود مقترح وقف إطلاق النار بعد أن وقع عليها الإسرائيليون
وأعرب المصدر عن استغراب مصر من محاولات بعض الأطراف تعمد الإساءة إلى الجهود المصرية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف المصدر في تصريحات خاصة لـ «القاهرة الإخبارية»، أن «بعض الأطراف تمارس لعبة توالي الاتهامات للوسطاء واتهامهم بالانحياز وإلقاء اللوم عليهم للتهرب من اتخاذ القرارات المطلوبة».
وأوضح أنه «من الغريب استناد بعض وسائل الإعلام لمصادر تطلق عليها مطلعة وتتحدى إذا كان بالإمكان نسب ما نشر لمصادر أمريكية أو إسرائيلية رسمية محددة».
وأكد المصدر رفيع المستوى أن «ممارسة مصر دور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن بالقطاع جاءت بعد طلب وإلحاح متواصل للقيام بهذا الدور».
وتابع: ممارسة مصر دور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن جاءت نظرًا لخبرة وقدرة مصر في إدارة مثل هذه المفاوضات الصعبة.
تغيير بنود الاتفاق سرا
في المقابل قالت 3 مصادر مطلعة على المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، لشبكة CNN، إن المخابرات المصرية غيرت في صمت بنود مقترح وقف إطلاق النار الذي وقعت عليه إسرائيل بالفعل في وقت سابق من هذا الشهر، مما أدى في النهاية إلى إحباط صفقة كان من الممكن أن تطلق سراح الرهائن الإسرائيليين وفلسطينيين من سجون إسرائيل، وتحدد مسارا لإنهاء القتال مؤقتا في غزة.
وأضافت المصادر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته حركة «حماس» في 6 مايو لم يكن ما يعتقد القطريون أو الأمريكيون أنه تم تقديمه إلى «حماس» لمراجعته.
وأدت التغييرات التي أجرتها المخابرات المصرية، والتي لم يتم الكشف عن تفاصيلها من قبل، إلى موجة من الغضب والاتهامات المتبادلة بين المسؤولين من الولايات المتحدة وقطر وإسرائيل، وتركت مفاوضات وقف إطلاق النار في طريق مسدود.
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) وليام بيرنز، الذي قاد الجهود الأمريكية للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار، في المنطقة عندما وصلته أنباء مفادها أن المصريين قد غيروا بنود الاتفاق.
وقال نفس الشخص إن بيرنز كان غاضبا ومحرجا، معتقدا أن ذلك جعله يبدو وكأنه لم يكن على علم بالأمر أو أنه لم يبلغ الإسرائيليين بالتغييرات، وأضاف المصدر أن بيرنز ذو الكلام اللطيف والأسلوب المعتدل «كاد يفجر غضبا».
ورفض متحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التعليق.
المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية @majedalansari: قطر تدعو إلى عدم الالتفات إلى التقارير الإعلامية المشككة في الوساطة بشأن غزة#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/17wiq8WXHN
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) May 22، 2024
وذكرت المصادر الثلاثة المطلعة، لشبكة CNN، أن مسؤولا كبيرا في المخابرات المصرية يدعى أحمد عبد الخالق كان مسؤولاً عن إجراء التغييرات.
وعبد الخالق هو النائب الأول لرئيس المخابرات المصرية عباس كامل، الذي كان نظير بيرنز في قيادة الوساطة المصرية في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال مصدر إن «عبد الخالق قال للإسرائيليين شيئا ولحماس شيئا آخر»، وأضاف المصدر أن «المزيد من مطالب حماس تم إدراجها في الإطار الأصلي الذي وافقت عليه إسرائيل ضمنيا من أجل الحصول على موافقة حماس، لكن الوسطاء الآخرين لم يتم إبلاغهم، ولا الإسرائيليون كذلك».
وذكر المصدر الأول: «كانت حماس تقول لشعبها: سيكون لدينا اتفاق غدا»، وأضاف: «كانت جميع الأطراف تفترض أن المصريين قدموا نفس الوثيقة»، التي وقعت عليها إسرائيل وكان الوسطاء الآخرون، الولايات المتحدة وقطر، على علم بها.
وكانت وثيقة لـ«حماس» حصلت عليها شبكة CNN تحدد نسخة الإطار الذي اتفقوا عليه والذي يتضمن تحقيق وقف دائم لإطلاق النار و«الهدوء المستدام»، الذي سيتم التوصل إليه في المرحلة الثانية من الصفقة المكونة من 3 مراحل. وكانت إسرائيل تعارض الموافقة على مناقشة إنهاء الحرب قبل هزيمة «حماس» وإطلاق سراح الرهائن.
اقرأ أيضا: مصر ترد على اتهامات حول وساطتها في هدنة غزة