توابع القلق الأميركي تلاحق زيارة محمد بن زايد إلى الصين
يبدأ الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الخميس 30 مايو الحالي، زيارة دولة إلى الصين تلبية لدعوة الرئيس شي جينبينغ، وفق ما أعلنت وكالة أنباء الإمارات (وام). وتأتي الزيارة وسط استمرار توابع القلق الأميركي بشأن علاقة شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية Group 42 Holdings (G42)، بشركات صينية تضعها واشنطن في القوائم السوداء.
وقالت الوكالة الرسمية الإماراتية إن الشيخ محمد سيبحث خلال الزيارة مع نظيره الصيني «العلاقات الثنائية ومسارات التعاون والعمل المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية وغيرها»، إضافة إلى «القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المتبادل وأهمية التعاون بين البلدين ضمن أطر العمل الدولية المشتركة بما يعزز أسباب الاستقرار والسلام في العالم».
وأضافت أن الرئيس الإماراتي سيشهد «الاحتفال بمناسبة مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والصين» كما سيشارك «في الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني».
يشار إلى أن العلاقات بدأت رسميا بين البلدين في الثالث من ديسمبر 1971، أي بعد يومين على قيام دولة الإمارات، حينما بعث رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان برقية إلى رئيس مجلس الدولة الصيني شو إن لاي، يبلغه فيها بقيام الدولة، ورد شو إن لاي ببرقية تهنئة، يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات، ومن ثم تأسست علاقات دبلوماسية بين البلدين في العام 1984.
وكانت بداية العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين في الأول من نوفمبر 1984، عندما قام وزير الخارجية الصيني آنذاك وو جوكيان بزيارة رسمية إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي. وفي العام 1985، افتتحت الصين سفارة لها في أبوظبي، وبعد نحو عامين، افتتحت الإمارات سفارتها في بكين.
وفي عام 1988، افتتحت الصين قنصلية لها في دبي، وافتتحت الإمارات 3 قنصليات عامة في الصين، الأولى في هونغ كونغ في العام 2000، وثانية في شنغهاي عام 2009 وأخرى في غوانغجو عام 2016.
في عام 2000، وقعت الإمارات والصين، 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم ساهمت في فتح أفاق واسعة ورحبة للعمل المشترك في العديد من القطاعات في البلدين وشملت معزم القطاعات الصناعية والتجارية بين البلدين.
وحسب آخر أرقام رسمية، تعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول عربياً وخليجياً مع الصين خلال عام 2021، كما تعد الصين الشريك التجاري الأول للإمارات، حيث بلغت قيمة التجارة البينية غير النفطية بين البلدين أكثر من 264.2 مليار درهم (72 مليار دولار أميركي) في عام 2022 محققة نمواً بنسبة 18% مقارنةً بـ 223.8 مليار درهم (61 مليار دولار أميركي) في عام 2021.
مخاوف أميركية من شركة إماراتية
في المقابل، ووسط زخم العلاقات الإماراتية الصينية، تمارس الولايات المتحدة منذ العام الماضي ضغوط هائلة على المسؤولين في أبوظبي بشأن علاقة شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية Group 42 Holdings (G42)، بشركات صينية تضعها واشنطن في القوائم السوداء، وفق دراسة لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى صدرت مطلع هذا العام.
وفي يناير الماضي، طلبت لجنة مجلس النواب الأميركي المعنية بالحزب الشيوعي الصيني من وزارة التجارة التحقيق مع (G42)، مشيرة إلى الاشتباه في علاقاتها بكيانات صينية مدرجة على القائمة السوداء. وقال معهد واشنطن إن الملاحقة الأميركية لمشروع G42 «بأكمله لن يكون بالأمر الجديد نظراً لمدى أهمية الشركة في المساعي الوطنية للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، كما اعترف المسؤولون الأميركيون بقرب الشركة من النخبة الحاكمة الإماراتية». و
أكد المعهد أن «الجمع بين الضغط من الكونجرس والسلطة التنفيذية -سواء كان منسقا أم لا- فعالا بالمثل في التأكيد على خطورة القضية». وتابع مركز الدراسات الأميركي: «ومع ذلك، فإن سحب الاستثمارات وحده من غير المرجح أن يخفف من مخاوف الولايات المتحدة بشكل كامل».
وفي ردها على رسالة الكونجرس في يناير، ذكرت شركة G42 أنها تعمل ضمن «امتثال صارم وحدود أخلاقية». لكنها لم تحدد ماذا تعني هذه الصيغة في البيئة الحالية، حيث يستمر التطور السريع للذكاء الاصطناعي على الرغم من فشل المجتمع الدولي في وضع معايير واضحة للقطاع أو مطابقة السياسة مع التقدم.
وتأسست مجموعة G42 في عام 2018، ويرأسها الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني (رئيس جهاز المخابرات). وتركز شركة الذكاء الاصطناعي ذات النطاق الكامل على الأبحاث المتعلقة بالتعلم الآلي والبيانات الضخمة ومعالجة اللغات الطبيعية عبر مجموعة من الصناعات، من الحكومة إلى الرعاية الصحية إلى التمويل.
اقرأ المزيد:
صندوق الثروة السيادي يترقب قرارات غير مسبوقة.. ما نوايا محمد بن سلمان؟