قرقاش يتحدث عن «العهد الجديد» في العلاقات الإيرانية الخليجية
اعتبر أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أن الإشارات الإيجابية بين دول الخليج وإيران تعكس رغبة مشتركة لتعزيز العلاقات وخفض التصعيد بالمنطقة.
وقال قرقاش، في تدوينة نشرها على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «X»: «إشارات إيجابية بين دول الخليج وإيران تعكس رغبة مشتركة لتعزيز العلاقات وخفض التصعيد بالمنطقة».
وتابع: «بدءاً من الحضور الخليجي الواسع في جنازة الرئيس الراحل إلى التصريحات البناءة المتبادلة بشأن سياسة حسن الجوار، فرصة قد تكون تاريخية يجب البناء عليها بما يخدم استقرار وازدهار المنطقة».
صفقة محتملة بين إيران ودول الخليج
يري الدكتور غازي فيصل مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية أن العلاقات الاقتصادية هي رهان مهم في حدوث نقلة نوعية على مسار علاقات إيران ودول الخليج،
هل هناك ثوابت في العلاقات الخليجية الإيرانية لا يمكن تجاوزها؟ #خليج_العرب @mzweiri pic.twitter.com/Ub9Jq4jHxl
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 29، 2021
ويلفت فيصل في تصريح إلى «خليحيون» إلى أن «تدفق الاستثمارات الخليجية إلى طهران فإن مرهون بتجميد الأذرع العسكرية لإيران في المنطقة، وتخفيض حدة التصعيد وصولاً لعلاقات طبيعية بين الجانبين» شارحا بالقول إن «التعاون هو البديل الطبيعي للتوتر ومحاولات ذرع القلاقل في الدول وأن المنفعة متبادلة».
وبضيف المحلل العراقي أن «الإمارات وربما قطر ونسبيا الكويت يمكن أن تزيد من تعاونها الاقتصادي مع طهران»، ويضيف أن «هناك عروض استثمارية سعودية بـ 100مليار دولار في إيران لكن لا يعتقد بأنها بدأت بعد بسبب تعقد الأوضاع في المنطقة».
ومنذ الإعلان عن عودة العلاقات بين السعودية وإيران في مارس من العام 2023، واللقاءات المنتظمة بين المسؤولين الإيرانيين والخليجيين تعكس تقارباً تجلى في التفاعل مع الحادث الأخير الذي أودى بحياة رئيسي ووزير خارجيته أمير عبد اللهيان اللذان أبرما ذات الاتفاق.
لكن الدكتور غازي فيصل يستدرك بالقول «هناك ملفات معقدة تعرقل ذلك البديل مثل الملف النووي الإيراني وجزر الإمارات الثلاثة والعقيدة السياسية القديمة للايرانيين تجاه الخليج والتي ما تزال أثارها باقية».
التبادل التجاري بين دول الخليج وإيران
بلغت الصادرات الإيرانية إلى دول الخليج العربي 25.01 مليون طن بضائع بقيمة 8.87 مليارات دولار، بينما بلغت الواردات 8.19 ملايين طن بقيمة 11.35 مليارا، حيث تداولت إيران 33.2 مليون طن من البضائع (باستثناء صادرات النفط الخام) بقيمة 20.22 مليارا مع الدول الست المطلة على الخليج العربي، وهي العراق والكويت وقطر والإمارات والبحرين والسعودية، خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة المالية الحالية (21 مارس - 21 نوفمبر للعام 2022) وفقا لبيانات صادرة عن إدارة جمارك إيران.
التجارة بين إيران والإمارات
ينحصر الخلاف بين الخليج وإيران في أزمة الجزر الإماراتية الثلاثة التي تحتلها طهران بجانب استعمال ميلشيات موالية للدولة الشيعية ضد مصالح الدول الخليجية انطلاقا من اليمن والعراق.
أعاد حصول إيران مؤخرا على مستحقات من شركة إينوك الإماراتية بقيمة أربعة مليارات و105 ملايين دولار للواجهة العلاقاتِ بين البلدين التي لم تتأثر بالعقوبات الغربية والتوتر السياسي بين طهران ودول الخليج العربي.
#نشرة_الرابعة | رئيس مركز ريكونسنس للبحوث عبد العزيز العنجري: العلاقات الخليجية - الإيرانية أفضل من وقت سابق ولكن لا يمكن توقع تغيير سريع في ذلك لأسباب داخلية في إيران@Abdulaziz_anjri pic.twitter.com/V3rfPei5UK
— العربية الكويت (@AlarabiyaKuwait) March 21، 2024
فقد بقي حجم التجارة بين طهران والإمارات عند مستويات مرتفعة، ومثلت الأخيرة طوق نجاة لإيران، إذ خففت من شدة العقوبات على اقتصادها عن طريق سهولة حركة التصدير والاستيراد عبر موانئها.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ناهز 16 مليار دولار العام الماضي، وتستحوذ الإمارات على نسبة 90% من حجم التجارة بين إيران ودول الخليج مجتمعة.
ويقول مجلس الأعمال الإيراني إن الإيرانيين يمتلكون بالإمارات استثمارات وأصولا تتجاوز قيمتها مئتي مليار دولار، ويشهد قطاع الطيران حركة نشيطة بين البلدين، حيث توجد بينهما أكثر من مئتي رحلة أسبوعيا.
وشكلت الإمارات طوق نجاة لإيران، إذ كانت منفذا لتجارتها في ظل العقوبات الغربية التي منعت التعامل مع العديد من شركاتها، كما جمدت التحويلات المالية إليها.
وبعد رفع العقوبات عن طهران عقب الاتفاق النووي، تكون الإمارات من أكثر الدول استفادة من القرار، إذ يتوقع أن ترتفع تجارتها مع إيران بنسب تتجاوز 15% سنويا.، وفق تقرير حديث نشره موقع «الجزيرة نت».
اقرأ أيضا: إعلام عبري: إسرائيل تستأنف مفاوضات صفقة تبادل المحتجزين مع حماس