موجة نزوح كبيرة من السودان تجاه ليبيا وتحذير من دخولهم مسارات الهجرة غير الشرعية
حذر رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان أسامة حماد اليوم السبت من أن البلاد تشهد موجة نزوح كبيرة من السودان.
وأضاف حماد أمام المؤتمر الدولي الأفريقي الأوروبي للهجرة غير الشرعية في بنغازي «نحذر من دخولهم (النازحين) مسارات الهجرة غير الشرعية».
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل نيسان 2023 بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب مساع لدمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وأكد حماد استعداد الحكومة والجيش للتعاون في تنفيذ الخطط الدولية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وأوضح أن ليبيا ودول شمال أفريقيا هي دول عبور للمهاجرين وطالبي اللجوء بمختلف أسبابه القاصدين دول جنوب أوروبا.
مستشفى إماراتي للاجئين السودانيين بعد نزوح مايقارب 3000 الف سوداني إلى تشاد نتيجه الصراع في السودان #المستشفى_الميداني_الإماراتي_في_تشاد
— ناجي العريفي (@najialarefi) July 30، 2023
ودعا رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي جميع الأطراف إلى عدم التدخل في الشؤون السياسية والداخلية لدول المصدر من قارة أفريقيا لأن هذا التدخل أحيانا ينتج عنه «عدم استقرار سياسي واحتراب داخلي بين القوى السياسية».
وأوضح حماد أن الجيش والأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المكلفة نفذت «العديد من الحملات الأمنية والتي كان هدفها حماية هؤلاء المستضعفين (المهاجرين) وتخليصهم من قبضة العصابات».
ودعا حماد لإنشاء «المرصد الأوروبي الأفريقي للهجرة» تكون مهمته مراقبة تشغيل الأيدي العاملة وفقُا للاشتراطات القانونية، وبشكل يضمن حقوق العاملين من خلال الهجرة النظامية وفقا لمؤشرات سوق العمل.
الأمم المتحدة: ما يحدث في الفاشر بالسودان مروع
في نفس الأزمة أكد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن التقارير الواردة من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان مروعة من حيث الهجمات على المدنيين والاستهداف العرقي.
ودعا غراندي عبر منصة «إكس» لوقف «العنف المتعمد ضد المدنيين» ووقف إطلاق النار فورا.
وأضاف: «التقارير الواردة من الفاشر في السودان مروعة، هجمات دموية على المدنيين وروايات مروعة عن الاستهداف العرقي، الناس يخافون من نقاط التفتيش لدرجة تمنعهم من محاولة الفرار».
من جانبه، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان أن هناك إمدادات تكفي 10 أيام فقط بالمستشفى الوحيد الذي يعمل في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأضاف المكتب في بيان أن أكثر من 12 شاحنة تحمل مساعدات لأكثر من 100 ألف شخص تحاول الوصول للفاشر منذ أكثر من شهر.
وأوضح أن الوضع الإنساني لما يقدر بنحو 800 ألف مدني في الفاشر والمناطق المحيطة قد تدهور بها بعد اندلاع الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ 10 مايو الجاري.
📸 | امبارح حصل حدث مهم جداً في اسوان اللي بتعاني من ازمة نزوح ضخمة للوافدين الافارقة…
قبيلة العبابدة المصرية حاصروا 3، 000 سوداني وافريقي سيطروا على منطقة في اسوان معروف ان فيها دهب ورفعوا عليها علم السودان وبدأوا ينقبوا عن الدهب من نفسهم! pic.twitter.com/9VICggQqbB
— الصحوة القومية (@sahwaeg) March 9، 2023
ومنذ 20 مايو، ذكرت تقارير المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين بلغ ما لا يقل عن 1250 شخصا، ووفقا لجهات صحية أصيب في الفاشر ما لا يقل عن 700 مدني وقُتل 85 شخصاً خلال الاشتباكات منذ 10 مايو.
يذكر أن قوات الدعم السريع تفرض حصاراً محكماً على مدينة الفاشر، في مسعى للسيطرة عليها بعد أن أحكمت قبضتها على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اجتياح المدينة التي تؤوي ملايين النازحين الذين فروا من مدن الإقليم المضطرب جراء الصراع.
اتهامات بين الجيش وحركة الحلو بعد فشل مفاوضات جوبا
تتزايد المخاوف في السودان من تعرض الملايين من المدنيين للموت البطيء بعد الفشل المتلاحق لجهود فتح المسارات الإنسانية والتي كان آخرها تعليق المفاوضات التي جرت الأسبوع الماضي في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان بين الجيش السوداني والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.
ومع تطاول أمد الحرب وانغلاق سبل الحلول الرامية لفتح المسارات الإنسانية تتضاءل آمال السودانيين في الحصول على مساعدات غذائية تخفف عنهم كارثة الجوع التي تحاصر أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة، في ظل اتساع رقعة الحرب وشمولها أكثر من 70 في المئة من مناطق البلاد.
ويعيش السودانيون أوضاعا إنسانية بالغة السوء تعقدت أكثر في ظل عدم توفر مسارات آمنة لتوصيل المساعدات في وقت تشهد فيه الأسواق شحا كبيرا في المواد الغذائية وارتفاعا في أسعار الأصناف القليلة المتوافرة بسبب التدهور المريع في قيمة صرف العملة الوطنية حيث يتم تداول الدولار الواحد بنحو 1750 جنيها مقارنة مع 600 جنيها قبل الحرب وخروج أكثر من 80 في المئة من المصانع عن الخدمة بعد الحرب التي اندلعت في منتصف أبريل 2023 وأدت لمقتل نحو 30 ألف على الأقل وتشريد أكثر من 12 مليونا من منازلهم.
اقرأ أيضا: قرقاش يتحدث عن «العهد الجديد» في العلاقات الإيرانية الخيلجية