تقرير: أكثر من 60% من الهجمات الإلكترونية بالمنطقة استهدفت السعودية والإمارات في 2023
كشف مسؤول بشركة أدين الهولندية للمدفوعات الإلكترونية إن دول الخليج هي الأكثر تعرضا للهجمات الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما السعودية والإمارات اللتين تعرضتا لأكثر من 60 بالمئة من تلك الهجمات في 2023.
وأضاف محمود إسماعيل نائب الرئيس في أدين الشرق الأوسط وأفريقيا لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن الهجمات تتزايد بفعل تسارع وتيرة التحول الرقمي، لا سيما بعد جائحة كوفيد-19، موضحا أن أبحاث الشركة تشير إلى أن متوسط الخسارة الناجمة عن كل هجوم إلكتروني بالشرق الأوسط بلغ ثمانية ملايين دولار خلال العام الماضي.
وقال «هذه هي الخسارة الأشد على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة».
وأضاف «شهدت السعودية والإمارات على وجه الخصوص زيادة ملحوظة في الهجمات الإلكترونية، وهو ما أدى إلى خسائر مالية فادحة».
وتابع قائلا «رغم وجود مبادرات تطالب بوضع لوائح وتوفير تدريبات وتعزيز الحلول المبتكرة للأمن الإلكتروني، لا يزال هناك تفاوت في جاهزية الأمن الإلكتروني على مستوى المنطقة وسط تحولها السريع للتقنيات الرقمية».
وقال إسماعيل إن الفترة من مارس 2022 حتى فبراير2023 شهدت الكشف عن 766 منشورا على شبكة الويب المظلمة يرتبط مصدرها بمؤسسات موجودة في الشرق الأوسط.
وأشار إسماعيل إلى أن دولة الإمارات كانت أكثر دولة مستهدفة بنسبة 53%، تليها السعودية بنسبة 27%، وقطر بنسبة ثمانية بالمئة، والكويت بنسبة 6%، والبحرين 4%، وأخيرا سلطنة عُمان 3%.
وذكر إسماعيل أن هجمات تصيد المعلومات، استهدفَت الإمارات بشكل رئيسي بنسبة 64% والسعودية بنسبة 24%، موضحا أن نسبة هجمات تصيد البريد الإلكتروني الناجحة على المؤسسات في الإمارات بلغت 86% حيث تكبدت 44% من تلك المؤسسات خسائر مالية.
هجمات إلكترونية متزايدة.. #أرامكو السعودية تؤكد تعرضها لمحاولات تسلل إلكتروني مستمرة منذ عام 2019#الأخبار pic.twitter.com/m8bGQ2e3XU
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 7، 2020
القطاع المالي
قال إسماعيل «إن القطاع المصرفي والمالي كان هدفا رئيسيا للتهديدات الإلكترونية نظرا لطبيعة المعلومات الحساسة المستخدمة في هذا القطاع. ومع زيادة الاعتماد على التقنيات والتحول الرقمي، يواجه هذا القطاع حاليا تهديدات أكثر تعقيدا وتطورا من محتالي الإنترنت».
وأضاف أن الجرائم الإلكترونية في القطاع المالي زادت بنسبة 30 بالمئة في عام 2023، وهو ما يدفع الدول الخليجية إلى ضخ استثمارات كبيرة في تدابير الأمن الإلكتروني، وخصوصا في أنظمة كشف الاحتيال بالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة حرصا منها على تأمين المعاملات المالية.
الخدمات الحكومية والطاقة
وأكد إسماعيل أن الخدمات الحكومية والطاقة تعد أكثر القطاعات تأثرا بالهجمات الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط «حيث تعرض هذان القطاعان لما نسبته 69% من إجمالي محاولات الاختراق، واستهدفت تحديدا خدمات مدفوعات المرافق وسداد الفواتير في القطاع الحكومي، وهو توجه مختلف عن النمط العالمي للهجمات».
وذكر أن النشاط المتزايد لجماعات الابتزاز (طلب الفدية) يعتبر مصدرا حقيقيا للقلق، ومن أبرز ضحايا هذه الجماعات دول خليجية مثل دولة الإمارات والسعودية والكويت.
وتابع «نتيجة لذلك، انتعش مجال الأمن الإلكتروني في المنطقة، حيث زادت نفقات المؤسسات على منتجات الأمن الإلكتروني لتحسين مستوى الأمان في الأنظمة المستخدمة لديهم، واستثمرت دول خليجية عدة في عقد شراكات مع مؤسسات دولية لتطوير قدراتها في مجال الأمن الإلكتروني».
وأوضح أن تصيد المعلومات واختراق البريد الإلكتروني والمواقع تعتبر من الهجمات الأكثر شيوعا، حيث تبلغ نسبتهما 16% و15% على التوالي من إجمالي الهجمات، ويبدو تأثير تلك الطرق الاحتيالية واضحا على مختلف القطاعات، منها على سبيل المثال، قطاع النقل في الإمارات والذي سجل في 2023 ضعف عدد الحالات المسجلة في العام الذي سبقه.