شكوى ثالثة أمام الجنائية الدولية بشأن «جرائم حرب» الاحتلال الإسرائيلي
قالت منظمة (مراسلون بلا حدود) اليوم الاثنين إنها بصدد تقديم شكوى ثالثة أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن «جرائم الحرب» الإسرائيلية ضد الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقالت المنظمة في بيان إن الشكوى الثالثة توثق ثماني حالات جديدة لقتل صحفيين فلسطينيين بين 20 ديسمبر و20 مايو الجاري بالإضافة إلى حالة أخرى تعرض فيها الصحفي للإصابة.
وأضافت المنظمة أن لديها «قناعة تستند إلى أسباب معقولة لاعتبار أن بعض هؤلاء الصحفيين تعرّضوا للقتل عمدا وأن الآخرين كانوا ضحية هجمات متعمدة للجيش الإسرائيلي على المدنيين»، مشيرا إلى أن «كافة الصحفيين المعنيين الذين قُتلوا أو أصيبوا كانوا يمارسون نشاطهم المهني».
ودعت المنظمة في بيانها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى «منح الأولوية بالتحقيق في جرائم الجيش الإسرائيلي بحق الصحفيين» في غزة منذ 7 أكتوبر الماضي. وذكرت أن الشكوى تأتي مع «تجاوز عدد الصحفيين الذي قتلهم الجيش الإسرائيلي في غزة 100 صحفي، لتكون بمثابة اجتثاث للصحافة الفلسطينية».
وأشارت (مراسلون بلا حدود) إلى أن رفع الشكوى الجديدة يأتي بعد أيام قليلة من طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال فيما يتعلق بالصراع في غزة، وبالتزامن مع الذكرى السنوية التاسعة لصدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2222 المعني بحماية الصحفيين خلال الحرب. وكانت المنظمة قدمت شكوى مماثلة إلى المحكمة في 31 أكتوبر وأخرى في 22 ديسمبر الماضيين.
عاجل⛔️⛔️: احتجاجات ضخمة في تركيا الآن على مذبحة رفح! pic.twitter.com/YZay6AHkRq
— Dr.Sam Youssef Ph.D.، M.Sc.، DPT. (@drhossamsamy65) May 27، 2024
وتشن إسرائيل هجمات على قطاع غزة منذ أن نفذت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى هجوما مباغتا على بلدات ومواقع إسرائيلية متاخمة للقطاع في السابع من أكتوبر الماضي.
أوروبا تضغط على إسرائيل لتنفيذ قرار محكمة العدل بوقف الهجوم على رفح
مارست أوروبا ضغوطا على إسرائيل كي تلتزم بحكم محكمة العدل الدولية ووقف هجومها العسكري في مدينة رفح جنوبي غزة، رغم ذكر إسرائيل أنها ستتجاهل الحكم الذي صدر في مدينة لاهاي الهولندية.
وقال الممثل الأعلى الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم السبت، إن على إسرائيل الإذعان للقرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية ووقف هجومها العسكري.
وأضاف بوريل عبر منصة إكس (تويتر سابقا): «نحيط علما بالأمر»، الذي صدر بحق إسرائيل. «وقرارات محكمة العدل الدولية ملزمة لكل الأطراف ويجب تنفيذها بشكل كامل وفعال».
وأمرت محكمة العدل الدولية، وهي أعلى محكمة بالأمم المتحدة ومقرها لاهاي في هولندا، إسرائيل أمس الجمعة بوقف هجومها في رفح، على الفور.
وقال القضاة إن الوضع الإنساني في رفح «كارثي» حاليا، وأضافوا أن من الضروري اتخاذ مزيد من التدابير للحيلولة دون وقوع المزيد من الضرر للسكان المدنيين.
وأكد بوريل في منشوره أمر المحكمة لإسرائيل بـ «بالإبقاء على معبر رفح مفتوحا لدخول المساعدات الإنسانية».
وواجهت إسرائيل أسابيع من التحذير قبل الحكم من الولايات المتحدة والعواصم الأوروبية بسبب عملياتها في رفح نظرا لأثرها على المدنيين. وتدفع إسرائيل بأن الهجوم ضروري للقضاء على حركة حماس.
أخبروهم أنها منطقة آمنة ثم قصفوها وحرقوا الخيام بمن فيها
صرخات المفجوعين تمزق الأرواح ومشاهد جثث الأطفال المتفحمة تذكرنا جميعا بأن لا أحد يكترث لنا وأن قطعان القتلة يواصلون المذبحة بدعم كامل وكل الادانات لن تحمي الأطفال من مذبحة قادمة.
الله غالب#مجزرة_رفح #رفح pic.twitter.com/pABlnIpaMf— غسان ياسين Ghassan yassin (@ghassanyasin) May 27، 2024
وقالت إسرائيل في بيان إن «إسرائيل لا تعتزم، ولن تنفذ عمليات عسكرية في منطقة رفح تؤدي إلى ظروف معيشية يمكن أن تتسبب بتدمير السكان المدنيين الفلسطينيين، سواء بشكل كامل أو جزئي».
وقال مستشار الأمن القومي والمتحدث باسم وزارة الخارجية في البيان إن «اتهامات الإبادة الجماعية التي وجهتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي باطلة وظالمة وبغيضة أخلاقيا».
وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف أعمالها في رفح، مشيرة إلى ظروف إنسانية «كارثية» و «خطر جسيم» على المدنيين.
مجزرة إسرائيلية في رفح بعد قرار الدولية
وبعد صدور قرار العدل الدولية ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مذبحة في رفح راح ضحيتها أكثر من 30 مدنيا أغلبهم من الأطفال والنساء وإصابة عدد أكبر بكثير.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمه تتعامل مع عدد كبير من الضحايا في أعقاب غارة جوية استهدفت خيام تؤوي نازحين في منطقة كان من المفترض أن تكون «آمنة» شمال غرب رفح.
وتكشف روايات شهود العيان واللقطات المصورة من مكان الحادث عن جثث الضحايا المتفحمة والفوضى التي أعقبت الهجوم. وقد تحولت الخيام، التي توفر المأوى للنازحين بالفعل بسبب الصراع المستمر، إلى أنقاض مشتعلة. ولا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة حيث يواصل المستجيبون الأوائل نقل القتلى والجرحى إلى المرافق الطبية.
وأثارت هذه الحادثة، التي يشار إليها باسم مذبحة رفح، إدانة شديدة من المراقبين المحليين والدوليين، بسبب استهداف المدنيين، وخاصة في المناطق الآمنة المحددة، يسلط الضوء على الخسائر الوحشية التي خلفها الصراع على غير المقاتلين ولم يعلق الجيش الإسرائيلي حتى الآن على الغارة.
اقرأ أيضا: الإشتراكيون يربكون حسابات تبون في رئاسية الجزائر باللحظات الأخيرة