خليجيون| سيناريوهات الرد الأميركي على زيارة زعيمين خليجيين إلى الصين
يرى محللون أن العلاقات الخليجية- الصينية تثير اهتمام الولايات المتحدة الأميركية، لكن ليس إلى حد الغضب والتهديد، في وقت يحل زعيمان خليجيان ضيفان على العاصمة بكين ضمن أعمال المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي.
ووفق وزارة الخارجية الصينية يزور قادة مصر والإمارات والبحرين وتونس الصين هذا الأسبوع العاصمة بكين، وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية في بيان إن الزعماء سيجرون اعتبارا من اليوم الأربعاء إلى السبت المقبل «زيارات دولة للصين ويحضرون حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي».
ويضم الوفد علاوة على الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتونسي قيس سعيد، كلا من رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
الزيارة مرتقبة لرئيس الإمارات وملك البحرين، يراها الدكتور صفي الدين البربري الباحث في الشأن الخليجي طبيعية في إطار التعاون المشروع بين الدول وليس تحديا لمصالح الولايات المتحدة الأميركية.
ويضيف الباحث في الشأن الخليجي لـ «خليجيون» أن «دول الخليج ترتبط بعلاقات سياسية واقتصادية قوية مع التنين الصيني، الذي تحكمه طبيعة التوازنات الدولية باعتبار أن الصين قوة عظمي في مجالات عدة وأقرب نسبيا للقضايا العربية».
علاقات اقتصادية ضخمة بين الصين والخليحيين
وحسب ارقام رسمية، فإن الصين من أبرز اسواق واردات الطاقة الخليجية، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ودول الخليج، وفقا لبيانات الجمارك الصينية، نحو 286.9 مليار دولار في 2023، فيما تستحوذ السعودية على ما يقرب من 40% من حجم التبادل التجاري بين الخليج والصين.
ويرصد البربري ما وصفه ب«قلق أميركي» من تصاعد أي علاقات بين دول تعدها حليفة وبين غريمها الأول عالميا في حلبة التجارة الدولية والنفوذ السياسي. لكنه يقلل من رد الفعل الأميركي من توسيع التعاون الصيني الخليجي في سياق العلاقات القوية والاستراتيجية بين واشنطن وعواصم خليجية عدة خاصة في مجال الطاقة والتسليح والدفاع وهي علاقات تمتد لسنوات طويلة، حسب قوله.
صراع أميركي - صيني على الخليج
شكلت الأهمية الاستراتيجية المتغيرة لمنطقة الخليج والشرق الأوسط وفق دراسة أعدها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (csis) في عام 2021 نواة صراع أميركي صيني على المنطقة الغنية بالنفط والمال والاستثمارات اللامتناهية. وركزت الدراسة على الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وحرب السيطرة عليها وعلي نفط الخليج بين الولايات المتحدة والصين، خصوصا اعتماد بكين المتزايد على واردات البترول يجعلها أكثر عرضة بشكل مطرد لأي انقطاع أو حدود لتدفق الصادرات البترولية من الخليج، وعبر المحيط الهندي ومضيق ملقا.
صراع حتمي
صراع يراه الخبير الاقتصادي الدكتور وليد جاب الله محوره النفط العربي في منطقة الخليج بالمقارنة بالطلب المتزايد والشره من أكبر اقتصاديين في العالم.
ويزيد الخبير الاقتصادي لـ«خليجيون» أن «النفط أهم مفاتيح القوة لدول الخليج لذا تستغله في إقامة علاقات متوازنة ومتنوعة بين القوتين الدوليين على موازين المصلحة الاقتصادية وضمان استقرار الأسواق الدولية»، ويلفت أن «الخليج نجح إلى الآن في تحول النفط لأداة ضغط أو مصدر تهديد على دوله بتلك العلاقات المتوازنة».
ويرى جاب الله أن «مصلحة واشنطن تقويض علاقات دول الخليج بالصين والعكس الصحيح بالنسبة للصين في منطقة من أهم مراكز الطاقة في العالم»، مبينا ان «التوسع في العلاقات الصينية الخليجية مقلق للغاية بالنسبة لواشنطن في المقابل تحافظ دول الخليج على مصالحها العليا بمعادلات التوازن الحساسة».
النفط الخليجي يمول الماكينات الصينية
وبمقارنة واردات واستهلاك الدولتين في النفط، فإن الصين سوف تعتمد بشكل حاد على صادرات النفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج، وقد يمتد هذا الاعتماد حتى عام 2050، بحسب توقعات الطاقة العالمية. وعلي الناحية الاخري، اعتماد الولايات المتحدة المباشر على واردات النفط من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انخفض إلى النقطة التي أصبحت فيها شبه مكتفية ذاتيًا في البترول والغاز.
وهذا يعني أنه إذا ازاحت الصين و - أو- روسيا الولايات المتحدة عن نفوذها الاستراتيجي في منطقة الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فسيؤدي ذلك إلى زيادة كبيرة في نفوذهما الاستراتيجي على جزء كبير من آسيا، وفق الدراسة.
اقرأ أيضاً:شاهد.. كتائب القسام تبث صور جنود إسرائيليين قتلوا في غزة