لماذا طلب العراق سحب البعثة الأممية؟.. مسؤول حكومي يوضح

لماذا طلب العراق سحب البعثة الأممية؟.. مسؤول حكومي يوضح
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. أرشيفية
بغداد: «خليجيون»

قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، إن العراق لا يطلب إنهاء كل دور للأمم المتحدة في البلاد، وإنما يطالب بإنهاء مهمة البعثة الأممية، مضيفا أن العراق يريد أن يدير الجانب السياسي بنفسه، وقد لا يحتاج إلى دعم أو استشارة سياسية من أي طرف.

وقال العوادي لوكالة أنباء العالم العربي إن وجود بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) كانت له ظروف خاصة «كانت هناك في العراق قوات التحالف الدولي التي أسقطت النظام السابق. عملية سياسية جديدة بالكامل وشخصيات جديدة وصلت إلى الحكم، وبالتالي أغلب مؤسسات الدولة العراقية كانت قد حلت وقتها، فكان هناك داع إلى أن تقوم الأمم المتحدة باعتبارها مهتمة بالشأن العراقي، وبناء على وجود قوات التحالف الدولي في العراق بتشكيل هذه البعثة لتقوم بعملية أشبه بالرعاية أو تقديم المساعدة للحكومة العراقية».

متى أنشأ مجلس الامن البعثة الأممية في العراق

؟

وأنشأ مجلس الأمن الدولي البعثة الأممية عام 2003 بناء على طلب من بغداد، وتوسع عمل البعثة في 2007 ليشمل تعزيز الحوار السياسي والمصالحة الوطنية وإجراء الانتخابات والاستقرار الأمني والإصلاح القضائي.

وقال العوادي «البعثة الأممية تأسست في وقت كان فيه جدل حول طبيعة الأحزاب، طبيعة السلطة في العراق، هل تكون سلطة رئاسية؟ هل تكون سلطة برلمانية؟ وبالتالي وجب أن يكون هناك دور للأمم المتحدة في رسم هذه الأفكار من خلال بعثة يونامي في العراق»، مضيفا أن يونامي قامت بالفعل بمساعدة الجانب العراقي في ترتيب وضع العملية السياسية وقامت بأدوار جديدة من خلال تقديم استشارات للحكومة.

وأضاف المتحدث باسم الحكومة «نتحدث عن 21 سنة وتقوم بعثة يونامي بمساعدة العراق، وخلال 21 سنة بكل تأكيد استقرت المؤسسات العراقية، استقرت الدولة العراقية بسلطاتها الثلاث إضافة إلى الهيئات المستقلة، واستطاعت الدبلوماسية العراقية أن تبني لها وجودا كبيرا جدا في العواصم العربية والإسلامية والعواصم الإقليمية والدولية. كل مؤسساتنا الحكومية التنفيذية وغيرها تقوم بواجباتها على أكمل وجه، وبالتالي تعتقد الحكومة الحالية إنه آن الأوان للعراق بأن يقوم كحكومة أو مؤسسات أخرى، أن يقوم هو بنفسه وأن تقوم المؤسسات التي قامت بالفعل خلال السنوات الماضية بتأدية واجباتها، بدون حاجة إلى تقديم المعونة السياسية من بعثة يونامي في العراق».

وأكد العوادي أن «العراق لا يطلب إنهاء كل دور للأمم المتحدة في العراق، وإنما يطالب بإنهاء البعثة وبالخصوص الجانب السياسي من البعثة، باعتبار أن الحكومة العراقية الحالية منذ السنتين الأخيرتين قامت بأغلب أو بكل ما يتطلبه الأمر منها بدون استشارة من بعثة يونامي في العراق، فهي التي وقعت الاتفاقات الأمنية مع تركيا ومع إيران ومع الدول العربية، وهي التي تدير الجانب السياسي بدون مشورة من بعثة الأمم المتحدة.. .بمعنى أن العراق يريد أن يدير الجانب السياسي بنفسه، وقد لا يحتاج إلى معونة أو إلى استشارة سياسية من أي طرف كان».

العراق: التواصل مستمر

وشدد المتحدث الحكومي على أنه رغم أن العراق يريد إنهاء مهمة البعثة الأممية «لكنه سيبقى على تواصل مع الأمم المتحدة في قضايا الانتخابات، ستطلب الحكومة العراقية من الأمم المتحدة بأن تشكل بعثة خاصة بالانتخابات خلال شهر (نوفمبر) تشرين الثاني من العام المقبل، عام 2025. في الانتخابات البرلمانية سنطلب تشكيل بعثة خاصة لكي تحضر للعراق وتعمل مع الهيئة المستقلة العليا للانتخابات العراقية من أجل الإشراف والمتابعة والتنسيق وإقرار نتائج الانتخابات العراقية».

وتابع «سنبقى على تواصل في كل الشؤون التي نحتاج لها دعما من الأمم المتحدة، سيكون هناك تواصل مع الأمم المتحدة في هذه الأبواب حسب ما تقره وتطلبه الحكومة العراقية أو السلطات الأخرى».

كان العراق قدم طلبا للأمم المتحدة في مارس من العام الماضي لإنهاء عمل يونامي، وتشكلت لجنة استراتيجية من الأمم المتحدة زارت العراق في نوفمبر الماضي وخلصت إلى التوصية بإنهاء عمل البعثة الأممية.

وفي وقت سابق هذا الشهر، طلب رئيس الوزراء العراقي في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي إنهاء عمل البعثة الأممية ونقل جميع مهامها إلى السلطات والمؤسسات الوطنية والوكالات الدولية الأخرى بحلول نهاية العام المقبل.

وقال العوادي إن اللجنة التي أرسلتها الأمم المتحدة لكي تتقصى واقع بعثة يونامي في العراق، وافقت على طلب الحكومة العراقية، «وصادقت على طلب الحكومة ورفع هذا الموضوع إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة لكي تجتمع في نهاية هذا الشهر، بعد عدة أيام، وتعطي قرارها الأخير».

وأوضح قائلا «هناك تفصيل صغير جدا وهو أن هذه اللجنة طلبت سنتين لكي ينتهي عمل يونامي بصورة تدريجية، فينتهي في الشهر السادس عام 2026، فيما ترى الحكومة العراقية أن سنة ونصف سنة إلى نهاية العام القادم، إلى 31 ديسمبر عام 2025، كافية. هذا هو الاختلاف البسيط، لكنه اختلاف قابل للنقاش وللحوار بين العراق وبين الأمم المتحدة، لكي نتوصل إلى توافق حول التاريخ».

وقال «الأمر الآن موكول إلى الأمم المتحدة لكي تصدر قرارها بإنهاء البعثة بالتاريخ الذي سيتم التوافق عليه خلال الأيام القادمة».

اقرأ المزيد:

أسعار النفط تراقب أميركا و«أوبك بلس»

شاهد.. كتائب القسام تبث صور جنود إسرائيليين قتلوا في غزة

محمد صلاح نشر غلافه.. ماذا يحتوى كتاب «محاط بالحمقى»؟

أهم الأخبار