قاعدة روسية وقلق أميركي.. البرهان يسعى لحسم الحرب من بوابة موسكو وطهران
رصد تقرير أميركي مساع من الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لتعميق علاقاته مع إيران وروسيا، مع احتدام الحرب الأهلية المستمرة في السودان منذ شهر ابريل 2023، فيما عدته حراكا مثيرا للمخاوف الغربية بشأن نفوذ روسيا المتزايد في أفريقيا.
ونوهت وكالة «بلومبرغ» الاقتصادية الاميركية في تقرير نشر أمس الإثنين إلى «طموح موسكو نخو الحصول على موطئ قدم على الساحل السوداني الذي يبلغ طوله 530 ميلاً (853 كيلومتراً)، مشيرة إلى أن «الجيش السوداني يستعد للحصول على أسلحة من روسيا مقابل السماح لموسكو بإنشاء محطة عسكرية للتزويد الوقود على ساحل البحر الأحمر».
واعتبرت الوكالة الأميركية إن التوصل لهكذا اتفاق يمثل «ضربة للولايات المتحدة مع اكتساب خصومها نفوذا في الدولة الإفريقية التي مزقتها الحرب الأهلية».
وقال مساعد القائد العام للقوات المسلحة ياسر العطا لقناة الحدث التلفزيونية يوم السبت إن «وفدا عسكريا سيسافر إلى روسيا خلال أيام قليلة لإبرام الصفقة. وكشف النقاب عن أن قوات الجيش السوداني ستحصل على «أسلحة وذخائر حيوية»، واصفا الموقع الروسي المخطط له بأنه «ليس قاعدة عسكرية بالضبط».
يسعى الجيش السوداني لاستعادة مساحات واسعة من الأراضي التي خسرها أمام قوات الدعم السريع في الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 وربما أدت إلى مقتل ما يصل إلى 150 ألف شخص.
يشار إلى أن فكرة إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان جرى طرحها لأول مرة في عهد عمر البشير، ولكن بعد الإطاحة به في الانتفاضة الشعبية عام 2019، تحركت الولايات المتحدة وآخرون لإعادة العلاقات الكاملة وتأمين حليف جديد في منطقة مضطربة.
لكن العطا أكد أيضا أن «التعاون مع روسيا يجب أن يمتد إلى ما هو أبعد من القطاع العسكري ليشمل التعدين والذهب والموانئ والتصنيع والزراعة». وأضاف أن «وفدا وزاريا سيزور روسيا أيضا لبحث هذه العناصر قبل التوقيع على أي اتفاق شامل».
في الوقت نفسه، رصدت الوكالة الأميركية دعم إيران إيران، التي كانت حليفة لنظام البشير، للبرهان بطائرات دون طيار مسلحة للجيش السوداني في خطوة ساعدته على استعادة أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم، حسبما أفادت «بلومبيرغ».
ذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أن القائم بأعمال وزير الخارجية في الحكومة السودانية المدعومة من الجيش حسين عوض علي زار نظيره الإيراني يوم السبت. وأضافت أن الجانبين ناقشا تعزيز العلاقات وإعادة فتح السفارات.
اقرأ المزيد:
لماذا طلب العراق سحب البعثة الأممية؟.. مسؤول حكومي يوضح