لوحات تشكيلية من القمامة في معارض دولية
يتجول الفنان المصري الشاب بهاء محمد في شوارع العاصمة القاهرة خاصة في المناطق الصناعية والمباني السكنية قيد الإنشاء بحثا عن القمامة التي تساعده في إبداع لوحات تشكيلية.
فالشاب البالغ من العمر 26 عاما حين تخرج من كلية التربية الفنية بجامعة عين شمس في عام 2018 وجد نفسه عاجزا عن ممارسة هوايته المفضلة في الرسم بسبب عدم قدرته على شراء الأغراض اللازمة من خشب وألوان وغيرها.
ويشير بهاء إلى أن الصدفة والحاجة دفعته إلى البحث بين المخلفات الصلبة للعثور على مستلزمات تساعده في الرسم.
ويقول لوكالة أنباء العالم العربي «بالصدفة عثرت على قطعة خشب ملقاة في الشارع، وقلت إنه أكيد سأعمل منها شيئا، فأحضرتها إلى البيت ونظفتها وطهرتها، ثم بدأت أفكر فيما سأضعه عليها». ويضيف «بشكل تدريجي بحثت عبر الإنترنت عن الأشياء التي تستخدم في مثل هذه الأشياء البسيطة مثل البلاستيك وغيرها حتى أستطيع استخدام خامات بسيطة لأنه للأسف لا تتوافر معي أموال كافية».
هذه الصدفة التي حدثت له عام 2020 قادته إلى رسم لوحة بيعت بمبلغ جيد وقرر بهاء بعدها أن يعتمد على المخلفات في فنه توفيرا للنفقات وكذلك المساهمة في تنظيف البيئة المحيطة.
وقال «ما دفعني إلى الفكرة أنني وجدت لوحاتي تباع ووجدت أنه يمكنني استخدام أشياء من البيئة واستغلال خامات ملقاة في الأرض لا يهتم بها أحد ويمكن أن تحترق وتلوث الهواء».
فنان مصري يبدع لوحات تشكيلية من القمامة
ويأمل الفنان الشاب أن يعتاد المواطنون في مصر على فصل النفايات المعدنية عن البلاستيكية عن الورقية عن مخلفات الطعام، مشيرا إلى أن ذلك يساعد أكثر على إعادة تدوير المخلفات وحماية البيئة.
كما يتمنى «إقامة معرض يضم هذه الخامات، وأن أنظم ورشا للأطفال الصغار والناس الكبار لاستغلال الخامات الملقاة حتى ولو كانوا لا يعرفون الرسم، ويمكن البدء بأي رسم حتى لو لا يملك الموهبة».
ويؤكد بهاء أن «الفكرة فقط هي أنه يمكن للشخص استغلال أي شئ ملقى عنده أو في الأرض وأن يحوله لعمل فني يعلق في الغرفة أو البيت أو يبيعها أو يقدمها هدية لشخص آخر». ولفت الفنان إلى أنه شارك في معارض داخل مصر كما شارك في معارض خارجية عن طريق الاتصال عن بعد، وأن أعماله حظيت بإعجاب كبير.
ويقول«لم يكن أحد من الأجانب يصدق ما يراه في هذه الخامات، أنا شاركت في معرض في فنزويلا ومعرض في اليمن ومعرض في أيرلندا، وكل هذه المعارض شاركت فيها أونلاين وأخذت منها شهادات تقدير، وكانت داعما لي للاستمرار في مثل هذه الفكرة».
اقرأ المزيد:
«عشنا الجحيم».. شهادات صادمة لناجين من «محرقة» مخيمات رفح