درجات حرارة قياسية تربك الهند
شهدت الهند حرارة قياسية اليوم الأربعاء سجلت في العاصمة نيودلهي ووصلت إلى 52، 3 درجة مئوية، إلا ان السلطات التي حذّرت من نقص محتمل في المياه، أفادت بأنها قد تكون ناجمة عن «خطأ في جهاز الرصد» الذي قام بالتسجيل.
وقد سجلت هذه البيانات بعد الظهر في محطة أرصاد جوية أوتوماتيكية في مونغيشبور، إحدى ضواحي العاصمة الهندية. وكانت الحرارة القياسية السابقة على المستوى الوطني 51 درجة مئوية سجلت في 2016 في فالودي بمحاذاة صحراء ثار في راجستان في شمال غرب البلاد، وفق وكالة فرانس برس.
خطأ؟
لكن مساء الأربعاء أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الهندية أن الحرارة القياسية المسجلة في نيودلهي قد تكون ناجمة عن خلل في جهاز القياس المعتمد.وقالت الهيئة في بيان إن محطة الرصد في مونغيشبور «سجلت حرارة قدرها 52، 9 درجة مئوية خلافا لمحطات أخرى”. وأوضحت “قد يكون ذلك عائدا إلى خطأ على مستوى أداة الرصد أو أي عامل محلي آخر» مشددة على أنها «تدرس البيانات ومعدات الرصد».
وأفادت الهيئة بأنها تدير خمسة مواقع رصد رئيسية و15 محطة أوتوماتيكية للأرصاد الجوية من بينها مونغيشبور تسجل درجات الحرارة والمتساقطات في كل أرجاء العاصمة التي يتخطى عدد سكانها 30 مليون نسمة. وباستثناء محطة مونغيشبور، سجلت بقية المواقع الأربعاء حرارة قصوى في نيودلهي «تراوحت بين 45، 2 و49، 1 درجة مئوية» بحسب الهيئة. والثلاثاء سجلت محطتان في منطقة العاصمة الهندية هما مونغيشبور وناريلا حرارة قدرها 49، 9 درجة مئوية. ولم يعرف على الفور إذا كان التشكيك يشمل أيضا هذا الرقم.
وكانت سجّلت أعلى حرارة يوم الثلاثاء في ولاية راجستان مع 50، 5 درجة مئوية بسبب رياح حارقة.
في العام 2022 بلغت الحرارة ذروتها في نيودلهي مع 49، 2 درجة مئوية. وقالت الأرصاد الجوية إن «الحرارة في المدن قد تتفاوت من مكان إلى آخر»مؤكدين أن هذا التباين قد يكون ناجما عن عوامل عدة مثل القرب من مسطحات مائية أو متنزهات أو كثافة المساكن.
انذار أحمر في الهند
وأصدرت سلطات المدينة إنذارا صحيا أحمر ليوم الأربعاء. وحذرت من «احتمال كبير للإصابة بأمراض مرتبطة بالحر لكل الفئات العمرية». ومن المتوقع أن تتراجع درجات الحرارة في وسط الهند وشمالها وغربها “تدريجاً” اعتباراً من الخميس، وفقاً للهيئة. وترتفع درجات الحرارة كثيراً في الصيف في الهند، لكن باحثين أشاروا إلى أنّ تغيّر المناخ أدّى إلى موجات حر أطول، وأكثر تواتراً وأكثر شدّة. وفي شوارع نيودلهي الأربعاء بدا السكان عاجزين عن تخفيف وطأة الحر.
البقاء في الداخل
وقال روب رام بائع الطعام الجوال البالغ 57 عاما «الجميع يريد أن يبقى في الداخل» مؤكدا أنه يواجه صعوبة في بيع بضاعته. وأكد رام الذي يقيم مع زوجته ونجليه في مسكن صغير أن مروحة التهوئة لا تنجح في ترطيب الأجواء ويعول على حلول موسم الأمطار في يوليو.
وقالت راني التي تركب الحافلة كل صباح مدة ساعتين لبيع الحلى التي تصنعها، للسياح في كشك صغير «لا أعرف ما عسانا نفعل غير ذلك. الحر أكثر وطأة بكثير ونحن عاجزون عن القيام بأي شي حياله» فيما تشرب المياه التي حملتها معها في عبوة من المنزل.
كذلك، حذرت السلطات في نيودلهي من خطر شحّ المياه، مع تقنين الإمدادات في بعض المناطق. ونقلت صحيفة «تايمز أوف إنديا» عن وزيرة المياه أتيشي مارلينا دعوتها السكان إلى التحلي بحس «المسؤولية الجماعية» لوضع حدّ لهدر المياه.
كذلك، نقلت صحيفة «إنديان إكسبرس» عن أتيشي قولها إنّه «من أجل حلّ مشكلة نقص المياه، اتخذنا سلسلة إجراءات مثل تقليل الإمداد بالمياه من مرّتين في اليوم إلى مرّة واحدة في عدد من المناطق».
مياه مقنّنة
وأضافت «سيتمّ توزيع وتوفير المياه المقنّنة على المناطق (التي تواجه) نقصاً في المياه والتي يستمرّ إمدادها بها 15 إلى 20 دقيقة فقط يومياً».
وينخفض تدفّق نهر يامونا وهو أحد روافد نهر الغانج الشديد التلوّث والذي يعبر نيودلهي، بشكل كبير خلال أكثر الأشهر حرا في العام. وتعتمد العاصمة الهندية بشكل شبه كامل في مياهها على ولايتي هاريانا وأوتار براديش الزراعيتين المجاورتين واللتين تحتاجان إلى كميات كبيرة من المياه.
كذلك، حذرت هيئة الأرصاد الجوية الهندية من تداعيات الحر على الصحة، خصوصاً في صفوف الرضّع والمسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. وكانت المنطقة الصحراوية في محيط مدينة فالودي في الولاية ذاتها الواقعة في شمال غرب الهند، قد شهدت حرارة قياسية تاريخية وصلت إلى 51 درجة مئوية في العام 2016.
كذلك، شهدت باكستان المجاورة موجات حر شديدة، حيث قُدّرت درجة الحرارة القصوى بـ53 درجة مئوية الأحد في إقليم السند المتاخم للهند.وأفادت هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية أنّها تتوقع أن تنخفض درجات الحرارة ابتداءً من الأربعاء، غير أنّها توقّعت أيضاً موجات حر أخرى في يونيو.
وفي الوقت ذاته، شهدت ولايتا البنغال الغربية وميزورام في شمال شرق الهند رياحاً قوية وأمطاراً غزيرة بالتزامن مع إعصار «رمال» القوي الذي ضرب الهند وبنغلاديش الأحد وأسفر عن مقتل أكثر من 65 شخصاً.
وأكّدت هيئة الأرصاد الجوية في بنغلاديش أنّ هذا الإعصار يعد من أطول الأعاصير التي شهدتها البلاد على الإطلاق، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ تغيّر المناخ هو السبب الرئيسي وراء استمراره كل هذه الفترة على نحو استثنائي.
اقرأ المزيد:
مصر ترد على تقارير إسرائيلية عن أنفاق على الحدود مع غزة