ما هي المصالح المشتركة بين إسرائيل والسعودية؟
سلطت تقارير إعلامية غربية الضوء على ما اعتبرتها «حالة تقارب» بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل منذ سنوات واصفة إياها بـ«الدافئة»، مشيرة إلى أنهما تعايشا حالة استكشاف عزيز العلاقات خلال معظم العقد الماضي بدافع المصلحة المشتركة في تشكيل ثقل موازن لمنافستها الإقليمية إيران، مع إقامة روابط تجارية أكبر وتكامل اقتصادي بين الاحتلال ودول الخليج، فيما يرى مراقبون للشأن الإسرائيلي أن هناك عدة مصالح رئيسية بين الطرفين على رأسها الرغبة في التسليح والتعاون العسكري ضد التوغلات الإيرانية في المنطقة.
واعتبر موقع «ناشيونال إنترست» الأميركي -المعني بشؤون الاستخبارات- الانخراط السعودي «العلني» في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأخير، بمثابة مؤشر مهم للاتجاه المستقبلي للصراع وآثاره المتتالية في جميع أنحاء المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن هناك حالة عاجلة من الدفء الدبلوماسي بين الطرفين جراء المعارك الدائرة في غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023.
ويقول أستاذ الإسرائيليات المصري الدكتور سامح عباس، أن العلاقات بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي تأتي ضمن خريطة الولايات المتحدة الأميركية الجديدة للشرق الأوسط، والتي بدأت تظهر مع تولي محمد بن سلمان ولاية العهد، حيث ترغب أميركا في استكمال بنود الاتفاقيات الإبراهيمية في 2019، والتي عملت على تطبيع العلاقات بين الاحتلال والبحرين والإمارات، متوقعًا أن تدعم دول عديدة الخطوة السعودية المرتقبة.
التأكيد على الاتفاق العسكري السعودي الإسرائيلي
ويرى عباس في تصريح إلى «خليجيون» أن المملكة العربية السعودية وإسرائيل يرغبان في الكشف عن الاتفاق العسكري الغير معلن بينهما، والذي من شأنه التعاون ضد الأذرع الإيرانية في المنطقة من بينها جماعة الحوثي و حزب الله في لبنان و الفصائل المسلحة في العراق.
ويشير أستاذ الإسرائيليات في هذا السياق إلى «الرغبة السعودية» في التسلح بالمنظومات الدفاعية والجوية المتطورة والتي من ضمنها الباتريوت ومقاتلات الـ F35، فضلا عن حلم تحقيق المفاعل النووي ضمت رؤية السعودية 2030.
قيادة المسار السياسي
كما يرجح عباس، أن المملكة العربية السعودية ترغب في قيادة المشهد السياسي خليجيا وعربيا بعد تراجع الدور القطري وفشلها في الوصول إلى اتفاق بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس والاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أن الرياض تنوي إدارة أيام ما بعد انتهاء الحرب في غزة والتي يتضمنها عملية إعادة إعمار غزة.
مصلحة نتنياهو مع السعودية
ويلمح إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تحسين صورته بإعلان التطبيع مع البلد العربي القوي (في إشارة إلى السعودية)، ليكون داعما له في عملية الانسحاب من قطاع غزة، موضحًا أن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية يلعب دورًا هاما في الكونجرس لتمرير طلب البيت الأبيض في تقديم الأسلحة المتطورة إلى المملكة.
استكشاف العلاقات
ويملح التقرير الأميركي إلى أن السعودية والاحتلال كانا يستكشفان تعزيز العلاقات خلال معظم العقد الماضي، إذ سعت إدارة بايدن إلى البناء عليها مع التركيز بشكل خاص على أحد اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط، موضحا إلى ان الرياض تسعى إلى مواجهة المصالح والقوة الإيرانية في المنطقة مع تنفيذ برنامج التنويع الاقتصادي الطموح (رؤية 2030) بقيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
تشكيل المشهد الإقليمي
ويرى «ناشيونال إنترست» أن المملكة العربية السعودية لعبت دورًا «حيويًا» في تشكيل الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس والتأثر به، متوقعة أن تتزايد أهميتها في المستقبل. كما يشير إلى أن علامات على استئناف عملية التطبيع بين المملكة العربية السعودية الاحتلال الإسرائيلي يمكن أن تكون بمثابة مؤشر على التحرك نحو وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
الاتفاق الاقتصادي والأمني
ولا يستبعد الموقع الأميركي المعني بشؤون الاستخبارات أن تلعب الرياض دورًا مؤثرًا، إلى جانب واشنطن ودول إقليمية أخرى، في إعادة الإعمار والتطور السياسي في غزة بعد الصراع، مستندا إلى «تقدم بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في اتفاقهما الاقتصادي والأمني، لاسيما وأن الزيارة الأخيرة التي أجراها مستشار الأمن القومي الأميركي إلى الرياض تؤكد تقدما في الترتيبات الخاصة بهم يمكن أن يحدث قبل أو بشكل مستقل عن الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والاحتلال.، خاصة إذا جرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار».
دور السعودية في الصراع بين إسرائيل وغزة
وهناك دور هام في يد المملكة العربية السعودية من خلال تقديم أدلة حول الطريقة التي يمكن أن يتصاعد بها الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي وغزة، بخلاف دورها في البحر الأحمر من ناحية خليج السعودية والذي قد يتعرض إلى اضطرابات أمنية كبيرة في حالة تصعيد الحرب، حسب الموقع الأميركي.
ويتوقع تقرير «ناشيونال إنترست» أن موقف الرياض مستقبلا هو الحاسم لعملية وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي و حركة المقاومة الفلسطينية، أو تصعيد عسكري كبير، أو إعادة ترتيب دبلوماسي أوسع في المنطقة إذ يأتي ذلك في خضم أنباء متناثرة تفيد باقتراب صفقة أميركية سعودية تشمل التوقيع على اتفاقية تطبيع بين المملكة والاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ المزيد
بايدن كشف تفاصيل مقترح هدنة غزة.. ما رد فعل حماس وإسرائيل؟