هل يغير التنين الصيني خارطة التحالفات الأميركية في الخليج؟
يرى مراقبون أن التقارب الصيني- الخليجي باعث قلق لدى واشنطن صاحبة العلاقات التاريخية مع دول مجلس التعاون الخليجي، لافتين إلى أن هناك تنافس بين الولايات المتحدة الأميركية والصين على كسب الثقة الخليجية لاسيما مع حالة الطفرة السياسية والاقتصادية لدى تلك البلاد.
سحب البساط من الخليجي من الولايات المتحدة
ويعتبر أستاذ العلوم السياسية، الدكتور حسن نافعة أن «الصين تحاول سحب البساط الخليجي من الولايات المتحدة الأميركية عبر تعزيز العلاقات مع بلدان مجلس التعاون الخليجي أصحاب الثروة النفطية والموقع الاستراتيجي الهام»، لافتا إلى ان «دول الخليج بدأت استثمار الرغبة الصينية في الضغط على أميركا للتخلي نسبيًا عن بعض السياسات المفروضة عليها».
مساعي الصين في دول الخليخ
وتسعى بكين لتوطيد علاقاتها مع البلدان الخليجية في السنوات الأخيرة ورعت العام الماضي اتفاق تقارب بين طهران والرياض. لطالما أبدت الصين تعاطفا مع القضية الفلسطينية وأيّدت حل الدولتين لوضع حد للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
واستضافت الصين الأسبوع الماضي، عددا من كبار القادة والدبلوماسيين العرب عشية منتدى راهنت بكين أن يعمّق العلاقات مع المنطقة ويعكس «صوتا مشتركا» بشأن العدوان الإسرائيلي ضد غزة.
رسالة السعودية إلى الصين
لكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، طرح خلال الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني الخميس الماضي، 3 مطالب رئيسية لتعزيز هذه العلاقات من بينها «استمرار الحوار والتشاور في حلّ القضايا في المنطقة عبرَ طُرقٍ سياسيةٍ وسلمية، وضرورة الحفاظِ على وحدة وسلامة أراضي الدول العربية ورَفْضِ التدخلات الأجنبية فيها، واستمرار الجهود في منْعِ انتشارِ اسلحة الدمار الشامل في المنطقة»، وفق كلمته أمام الاجتماع.
محمد بن زايد يغازل بكين
وعلى صعيد العلاقة بين الإمارات والصين، شهد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الصيني شي جينبينغ توقيع وتبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم من بينها الطاقة النووية والتكنولوجيا، بل ووصف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الصين بـ«بلدي الثاني».
الصين وميناء مبارك الكبير
وتحركت الكويت مؤخرًا لإحياء خططها لإنهاء ميناء يهدف إلى أن يكون بمثابة مركز تجاري رئيسي للطرف الشمالي للخليج العربي عبر مشروع ميناء مبارك الكبير. وفق وكالة بلومبرغ الاقتصادية الأميركية. فإن وفداً صينياً سافر إلى الدولة الخليجية هذا الأسبوع، حيث التقى بمسؤولين كويتيين لإجراء «مناقشات فنية وميدانية متعمقة» حول بناء ميناء مبارك الكبير ومشاريع أخرى.
ويقول المجلل السياسي د.حسن نافعة في تصريح إلى «خليجيون» إن الصين وسعت شراكاتها الاقتصادية مع دول الخليج، فيما أشبه بحالة «النسب المالي»، موضحًا أن «التعاون التجاري بين الدول يقود نحو تناغم سياسي من شأنه تقليل النفوذ الأميركي في المنطقة العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص».
الاتفاق الأميركي السعودي
ويضيف نافعة أن المملكة العربية السعودية، سمحت بسياسات أكثر تعمقًا مع الصين، كوسيلة لفرض الشروط على الولايات المتحدة الأميركية في الاتفاق الأمني بينهما والتي على رأسها التمديد بالأسلحة المطلوبة و الضغط على الاحتلال الإسرائيلي.
<
البحرين والصين.. شراكة إستراتيجية
ونالت البحرين نصيبا من حالة التعزيز مع الصين، إذ أعلنت بكين الجمعة الماضية، رفع مستوى العلاقات البينية إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة مع البلد الخليجي.وأجرى الرئيس شي جينبينغ محادثات مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، اتفقا خلالها على رفع مستوى العلاقات فيما يمثل مرحلة جديدة من التعاون، حسب تلفزيون الصين المركزي.
ومع ذلك، يتوقع نافعة أن «تستمر العلاقات الصينية الخليجية في حالة تعزيز، دون استبدال النفوذ الأميركي»، لكنه رجح أن «تشهد المنطقة محاولات صينية متواصلة، لكسب الثقة الخليجية على آمل بعيد المدى في احتلال مكانة أميركا في البقعة الخليجية».
اقرأ المزيد
مفاجأة حول عودة فتاة المنصورة.. وحل لغز اختفائها